كشف سفير مصر لدى الصين السفير أسامة المجدوب، أن مصر ستشارك بوفد وزاري كبير مكون من ستة وزراء في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، الذي ستستضيفه العاصمة الصينية بكين في شهر مايو المقبل.
وقال السفير، في تصريحات صحفية لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إن الوفد المشارك في الحدث الضخم الذي يعد أحد أهم المحافل الدولية التي تنظمها الصين خلال العام الجاري، سيكون مكونا من وزراء "التعاون الدولي والاستثمار والتجارة والصناعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتعليم العالي والبحث العلمي والنقل والمالية" فضلا عن رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية.
وأضاف السفير أن إرسال مصر لهذا الوفد الرفيع المستوي الذي يضم هذا العدد الكبير من الوزراء فى آن واحد الى الصين يعكس مدي ما توليه مصر من أهمية كبيرة لمبادرة الحزام والطريق التى تهدف إلى إحياء طريق الحرير التجاري القديم الذي كان يربط بين أسيا وأفريقيا وأوروبا.
وقال المجدوب انه يتطلع الى رؤية نتائج منتدي الحزام والطريق للتعاون الدولى فهناك استعدادت ضخمة تتم لهذا الحدث الكبير الذي ستستضيف الصين خلاله نصف زعماء العالم تقريبا حيث سيحضره ما يزيد عن 20 رئيس دولة و200 وزير.
وأشار إلى أن مصر ستتحدث خلال المنتدى عن خططها المستقبلية وعن مناخها الاقتصادى وعن الفوائد والتسهيلات والمميزات التي تقدمها للمستثمرين والمشروعات الكبرى التي لديها ورؤيتها المستقبلية، فهي الآن تبنى عاصمة جديدة وقامت باكمال مشروع ازدواج الممر الملاحى لقناة السويس كما انها تبنى المنطقة الاقتصادية لمنطقة القناة فضلا عما لديها من مشروعات طموحة فى قطاعات الطاقة والبنية التحتية التى تريد ان تنفذها فى جميع انحاءها. واعرب عن امله فى انه ومن خلال تسليط الضوء علي كل ما يتم تحقيقه من انجازات وما تخطط له مصر من مشروعات ان يقوى هذا من علاقات التعاون مع الصين والدول الاخرى المشاركة فى المنتدى.
ونوه السفير بالأفكار والمشروعات العديدة التي تربط مصر بمبادرة الحزام والطريق..وقال إنه يوجد تعاون كبير مع الصين في هذا الصدد خاصة فيما يتعلق ببناء مناطق صناعية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأشار إلى أنه يوجد الآن عدد كبير من الشركات الصينية التي تشارك فى عدة مشروعات فى تحسين وتطوير البنية التحتية فى المنطقة، كما يتم حاليا بناء موانئ جديدة، بعضها بمساعدة الشركات الصينية، فضلا عن انه من المخطط كذلك بناء قواعد لوجيستية فى المنطقة بالشراكة مع الجانب الصينى.
وقال اسامة المجدوب انه يرغب فى تطوير العلاقات التجارية بين البلدين، خاصة وان الميزان التجاري يميل بشكل كبير نحو الصين فحجم التجارة بين البلدين وصل الى نحو 12 مليار دولار في العام الماضى منها 11 مليار دولار واردات صينية إلى مصر وواحد مليار دولار فقط صادرات مصرية للسوق الصينية لافتا إلى أن هذه الأرقام توضح مدى الخلل الكبير الذي ينبغى أن يتم العمل على معالجته.
والقى المجدوب الضوء علي المجالات الكثيرة للتعاون بين البلدين فى الطاقة وتوليد الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة وفى قطاعات التصنيع المختلفة مثل صناعة السيارات والمنسوجات والفايبرجلاس وكذلك فى اقامة وتطوير البنية التحتية وفى بناء العاصمة الادارية الجديدة وغيرها من المجالات.
وأوضح أن هناك رحلات طيران مباشرة بين مصر والصين، ثلاث رحلات مباشرة من بكين وخمسة من جوائز أسبوعيا ووعد انه اذا كانت المشكلة تكمن فقط في الفيزا فإنه سيتم حلها.
ونوه السفير بأهمية اي تفاعل على المستويين الإنسانى والشعبى بين البلدين لان تحقيق المزيد من التقارب الحضارى بينهما يساعد ليس فقط في قطاع السياحة بل فى قطاعات اخرى عديدة،لافتا إن الصين لديها حضور كبير ومشاركة ضخمة فى معرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام.
واعرب السفير عن اعتقاده بأن التركيز فى مصر الآن بالنسبة للتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق سيكون على المنطقة الاقتصادية لقناة لسويس التى ستحول القناة من مجرد ممر تجارى بحرى إلى مكان يحتضن العديد من النشاطات والمشروعات الابتكارية والابداعية حيث سيتم بناء وادى للتكنولوجيا والكثير من المناطق الصناعية والمصانع والعديد من الموانئ والقواعد اللوجيستية.
وأكد السفير أنه لا توجد مخاطر للاستثمار في مصر قائلا " نحن لدينا مستثمرون صينيون ومستثمرون أمريكان واوروبيون وعرب وجميعهم يستثمرون في مصر منذ عقود ".
وأشار السفير الى التعاون القائم حاليا بين مصر والمجلس الصينى لتعزيز التجارة الدولية وقال انه سيقوم بزيارة مقر المجلس للاستماع الى افكارهم حول تحسين التعاون المشترك.
وقال السفير ردا على سؤال حول مدي الفائدة التي عادت على مصر من مبادرة الحزام والطريق، انه حتى الان لم يستفد احد من المبادرة فهى ما زالت فى طور التشكيل والتكوين. واعرب عن اعتقاده بأن المبادرة مكونة من مرحلتين المرحلة الاولى هى مرحلة التمهيد والتى تشمل بناء الطرق والسكك الحديدية والممرات البحرية والسفن والموانئ والمرافئ والطرق الجوية... ثم المرحلة الثانية وهى استخدام كل هذا فى تحقيق هدف المبادرة وهو الدفع قدما بالتعاون الدولى فى مجالات التجارة والتكنولوجيا وغيرها.
وتحدث المجدوب عن توقعاته بالنسبة لتأثير المبادرة على الشعب المصرى فقال ان الاجابة بسيطة وهى ان اى استثمار فى اى بلد يعنى اولا خلق فرص عمل وثانيا فرص للانتاج وبناء بنى اساسية ومرافق ثم ثالثا يكون هناك ايرادات بالعملة الاجنبية تدخل فى خزائن تلك البلد... وهذه جميعها فوائد تعود بالخير علي المواطنين.
وقال انه للاسف كان لمصر تجارب سابقة فى الماضى فى الانفاق الضخم علي مشروعات كثيرة لم تحقق اى نفع لاى احد ولكن مصر الان تعلمت من اخطاءها.. "والان نحن اصبحنا اكثر حرصا فإن كل دولار وكل سنت نصرفه نوجهه الوجهة الصحيحة وبطريقة مدروسة وله غرض معين نريد تحقيقه منه فى المستقبل.. فنحن الان نعرف إلام نهدف... كما اننا نعرف الى اين نوجه اموالنا اليوم وماهو العائد الذي سنجنيه غدا".
وأضاف أن ما كان ينقص مصر فى الماضى هو الافتقاد الى الرؤية الشمولية الكلية للمسار الذي تريده والهدف الذي تسعى اليه "اما الان فإننا ومع حكومتنا الحالية ومع رئيسنا الحالى فإن لدينا تلك الرؤية الكلية... ان الوضع الان بالنسبة لنا مشابه للحلم الصينى بشأن مبادرة الحزام والطريق فنحن ايضا لدينا حلم ببناء مصر الجديدة المتقدمة المتطورة وهذا الحلم له مراحل مختلفة واوجه مختلفة.. وجزء من تحقيق حلمنا هو بناء البنية التحتية وجزء اخر هو تحقيق الاقتصاد الصناعى وكذا الدفع بمجالات الابتكار والتكنولوجيا وتقدم المجتمع.
س.ع