يعتبر مسجد اللمطي الأثري، بمحافظة المنيا، مقصدًا سياحيًا هامًا لعدد من وفود الدول الأجنبية والعربية، لكونه ثان أقدم مسجد تم تشييده بمدينة المنيا، ومازال يحتفظ بزخارفه وعناصره المعمارية منذ إنشائه فضلا عن وجود 33 عامود داخل المسجد جميعها مستمدة من الكنائس والمعابد الأثرية القديمة ذات الطابع اليوناني والروماني.
وقال أحمد مصطفى الحفناوي، كبير مفتشي مسجد اللمطي الأثري، إنه تم إنشاء مسجد اللمطي الأثري في 587هجرية و1182 ميلادية، وهو أقدم ثاني مسجد تم تشييده بمدينة المنيا بعد مسجد العمراوي الأثري الكائن بطريق النيل مباشرة ويعد مسجد اللمطي هو أكبر مسجد أثري من حيث المساحة، حيث أقيم المسجد على مساحة فدان.
واستكمل كبير مفتشي المسجد، أن مسجد اللمطي يتميز بالتخطيط التقليدي المتعارف عليه في وقت إنشائه في نهاية العصر الفاطمي وبداية العصر الأيوبي، وتخطيط المسجد عبارة عن صحن أوسط سماوي مكشوف يحيط به 4 ظلات من بينهم ظلة القبلة وتخطيطه يتانسب أيضا مع مسجد العمراوي ومسجد الحسن بن صالح بمدينة البهنسا الأثرية بمركز بني مزار، بالإضافة إلى مسجد يوسف العسقلي بملوي.
واستكمل أن المسجد يتميز بوجود جميع العناصر المعمارية والزخرفية المتواجدة به، ما وجدت عليه منذ انشائه فلم يتم تغيير أي شيء به والمسجد يضم بين طياته 33 عامود جميعها أعمدة رخامية، عدا عامود واحد مصنوع من مادة الجرانيت وآخر من البازلت والتيجان تحمل بعض الزخارف النباتية، وهي مستمدة من الكنائس والمعابد القديمة ذات الطابع اليوناني والروماني، ولفت إلى أن المسجد لحقت به تجديدات مختلفة في عصور مختلفة حيث كان هناك تجديد في العصر المملوكي وإضافة المرسوم الضريبي داخل المسجد وهو الملصق بجدار القبلة بجانب منبر المسجد والذي كان على أساسه يتم جميع الضرائب من المنيا والأشمونين، وفي العصر العثماني التجديد شمل إضافة كتلة المأذنة، وأخذت المأذنة شكل الحربة أو القلم الرصاص وهو ما يميز الإنشاء في العصر العثماني وبالإضافة إلى منبر المسجد.
وأوضح الحفناوي أن المسجد يضم 4 أروقة من بينها رواق القبلة وهو الرواق الرئيسي بالمسجد والذي كان له النصيب الأكبر من حيث المساحة والذي ضم العناصر المعمارية المهمة مثل المحراب والمنبر ودكة المبلغ بالإضافة إلى أن الحاكم أو السلطان في خلال تلك الفترة كان يصلي داخل رواق القبلة بحاشيته، ويقام به إدارة شئون الدولة السياسية والاقتصادية والدينية، وهذا كان يميز المذهب المنتشر آنذاك، كما أن الأروقة الجانبية بمساحات متناسبة كما يضم المسجد 3 ملاقف للهواء في ظلة القبلة والملقف الرابع يقع الزيادة الغربية أعلى دورات المياه والذي يقوم بتجديد الهواء داخل ظلة القبلة، خاصة وأن المسجد كان له حجاب خشبي فكان لابد من تجديد الهواء عن طريق الملاقف.
وأضاف كبير مفتشي مسجد اللمطي، أن محافظة المنيا تضم هيئتين لتنشيط السياحة هناك هيئة تنشيط السياحة المصرية وتقع بجوار المسجد وهناك تعاون بينها وبين المسجد بالإضافة إلى هيئة تنشيط السياحة بالمحافظة، ويتمثل التعاون في استقبال الوفود السياحية على مدار الـ24 ساعة، إضافة إلى أن المسجد يستقبل عدد كبير من طلاب المدارس في الفترة الصباحية وزيارات دينية لكن أكثر الزوار من السياح الأجانب.
وطالب بضرورة تكثيف التعاون بين الجمعيات الأهلية، وأن يتم عمل جمعيات مخصصة لرعاية المناطق الأثرية أو أن يقوموا مشروعات تطوير للمساجد الأثرية تحت إشراف المنطقة وتحت إشراف الآثار كمسجد اللمطي الأثري.
وأردف أن المسجد لحقت به عدة مسميات فهناك البعض لقبه بمسجد الشيخ سعد وينسب مسجد الشيخ سعد نسبة إلى مسجد الشيخ سعد الدين دياب، أحد الأئمة الصوفية، وكان ضريحه يقع بميدان أمام مسجد اللمطي وأثناء زيارة الخديو إسماعيل لمحافظة المنيا وقري الصعيد أمر ببناء ضريح للشيخ سعد، وإلحاقه بمسجد اللمطي، نظرا لأنه كان يتعرض لفيضان النيل، ومسجد اللمطي كان يطل بطريقة مباشرة على النيل وكان يتأثر به جدرانه بشكل مباشر، إضافة إلى حوض الوضوء الذي يتقدم الوجهة الشمالية بسبب فيضان النيل، ومنذ ذلك الحين أطلق البعض على المسجد اسم مسجد الشيخ سعد لكن المسمي الأثري للمسجد هو اللمطي نسبة إلى أبو نجم الدين اللمطي وهي الأسرة التي أقامت بالمسجد، وقاموا بتجديده فسمي المسجد نسبة إليهم.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
