قال الناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله إن عبدالرحمن الأبنودي كان معنيا بسؤال الوطن بوصفه سؤالا للقصيدة ذاتها، وأنه أعاد الاعتبار لما يسمى بكتابة المقولات الكبرى، في صياغة جمالية نافذة وشفيفة، مشغولا بكفاح المصريين اليومي، وواعيا بجدل الخاص والعام، وبقدرة الشعر على أن يطرح الأسئلة، في ذهن المتلقي العام الذي قصده الأبنودي رأسا منذ قرر أن تكون العامية خياره الجمالي وأداته الأساسية في طرح رؤيته للعالم.
وأضاف عبدالله في برنامج "8 الصبح" على قناة DMC، في الحلقة التي خصصت للذكرى الثانية لوفاة الخال، أن عبد الرحمن الأبنودي كان "صوتا للبسطاء وابتكر بشعره بلاغة المقموعين".
وذكر أن "الانشغال بالوتر الإنساني، والصدق الفني، والفهم العميق للمحيط الاجتماعي تجعل شعر الأبنودي حاضر دوما في الذاكرة الشعبية للمصريين، وفي الوجدان الجمعي المصري والعربي، بدءا من ديوانه الأرض والعيال في العام 1964".
وعن الأغاني التي كتبها الأبنودي ، قال عبدالله: "يمتزج في أغاني الأبنودي المعنى السياسي بالعاطفي، وتحضر الأغاني الموثقة لفترات فارقة في حياة المصريين على نحو ما رأينا في الأغاني التي كتبها للمطرب الفذ عبد الحليم حافظ، من قبيل "أحلف بسماها وبترابها عدى النهار"، أو نجد لديه مداعبة للوجدان الشعبي على نحو ما صنع في أغاني المطرب الشعبي محمد رشدي "تحت الشجر يا وهيبة عدوية عرباوي"، أو يغزل المعنى الرومانسي مصحوبا بصوت شادية الفاتن "آه يا اسمراني اللون"، أو بوعي صباح الفطري بالأنوثة في "ساعات.. ساعات".
وقد شهدت الحلقة أيضا مداخلة على الهواء من الإسماعيلية للإعلامية المعروفة نهال كمال، زوجة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، عبرت فيها عن سعادتها بالاحتفاء بذكرى الخال، وأشعاره التي لن تموت.