في مفاجأة أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فاعليات المؤتمر الوطني الثالث للشباب، حول إمكانية عقد مؤتمر لشباب الدول الإفريقية والعربية.
وخلال مباحثات المؤتمر المنعقد لمدة 3 أيام، بحضور 200 مدعو من الشخصيات العامة وكبار رجال الدولة، بالإضافة إلى 1200 شابة وشاب، في تمثيل لمختلَف الفئات من الجامعات والأحزاب والبرنامج الرئاسي وذوي الاحتياجات الخاصة، وجميع محافظات الجمهورية. ناقش الرئيس السيسي عدة ملفات هامة تختص بأزمات الشباب ومشاكلهم، وطرح رؤى جديدة تستهدف تنمية مهارات وقدرات الشباب، وإشراكهم في العمل المجتمع، ودعم مسيرة التقدم والنهوض بمصر.
وخرج المؤتمر بعدة توصيات، أهمها إعلان 2018 عامًا لذوى الاحتياجات الخاصة، وإعلان تشكيل مجموعات رقابة داخلية بأجهزة ومؤسسات الدولة من الشباب، إلى جانب إطلاق مبادرة لتجميل الميادين وتقنين أوضاع المشروعات الشبابية المتنقلة التي تواجه صعوبة في استخراج التراخيص.
كما تضمنت التوصيات إعلان تشكيل مجموعة للتحفيز والمتابعة من شباب هيئة الرقابة الإدارية، ومجموعة مقابلة لها من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة لمتابعة التوصيات والخطط لعرض نتائج مؤتمرات الشباب الدورية، ودراسة تطوير المجلس الأعلى للاستثمار وتحويله إلى المجلس الأعلى للاستثمار والتصدير، بالإضافة لتفعيل دور المجلس الأعلى للمدفوعات لدمج الاقتصاد غير الرسمي، وميكنة الجمارك والضرائب للحد من التسرب المالي، والبدء في إجراءات إنشاء المجلس الأعلى لقواعد البيانات برئاسة رئيس الجمهورية.
المؤتمر الوطني للشباب هو ملتقى دوري للحوار المباشر بين الشباب المصري وممثلين عن الحكومة المصرية ومؤسساتها المختلفة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان آخر محطات المؤتمر الوطني في الإسماعيلية، وهي المرة الرابعة له، بعد انعقاده في شرم الشيخ في أكتوبر 2016، وأعقبها انعقاد فاعليات المؤتمر في أسوان يناير 2017، وأخيرا في الإسماعيلية أبريل 2017، وأعلن الرئيس السيسي أن المؤتمرات هي السبيل لتأهيل الشباب تأهيلا حقيقيا، من خلال منظومة علمية ممنهجة، مشيرا إلى أن الحديث عن الأمل واقترانه بالشباب ليست مجرد كلمات بلاغية، إنما هي محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها.
المؤتمرات جميعها انصب وركزت على الشباب المصري في الداخل، حتى خرج الرئيس السيسي في ختام فاعليات المؤتمر الوطني الرابع، للحديث عن نواياه لدعوة شباب الدول الأفريقية والعربية، للمشاركة في المؤتمر الوطني القادم، الأمر الذي لاقا استحسان البعض، ووصفوه بأنه سبيل مصر لدعم علاقتها مع الدول الأفريقية وحل لنزع الخلافات في الفترة الماضية.
من جانبها تقول النائبة غادة العجمي، عضو مجلس النواب إن مؤتمرات الشباب أتت بثمارها خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن فكرة الرئيس السيسي لعقد مؤتمر وطني مقبل يتضمن شباب الدول الأفريقية من شأنه نزع فتيل الأزمات مع الدول الأفريقية، وعودة مصر للريادة وإعطاء صورة طيبة عن مصر أمام العالم أجمع.
وتابعت العجمي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن مصر في طريقها للتعافي بقيادة عظيمة وسياسة محنكة، لافتة إلى أن النجاح والانجازات التي تحقهها مصر يوما بعد الآخر، هو نتيجة لكافة الجهود التي تبذل، والعمل الجاد والشاق الذي يحرص عليه المسؤولين للوصول بمصر إلى بر الأمان.
فيما يقول السفير مصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن فكرة عقد مؤتمر وطني لشباب الدول الأفريقية والعربية، من الأفكار العظيمة التي تجعل هناك تواصل دائم ومستمر مع تلك الدول، على كافة المستويات والمجالات، مستكملًا "انت بتوري بلدك لأكثر من 40 جنسية مختلفة"، مشيرا إلى أن الفكرة لسيت وليدة اللحظة، فمصر حرصت منذ الستينات لعقد المؤتمرات الشبابية المشتركة بين مصر والدول العربية والأفريقية، مما فتح المجال أمام استثمارات وأفكار تنموية جديدة، وطرح رؤى كانت سبيل مصر للريادة العربية والأفريقية على مدار سنوات طوال مضت، إلا أنه في أواخر عهد الرئيس مبارك وتدهور الحالة الاقتصادية نوعا ما، وتزايد الخلافات بين مصر والدول الأفريقية، تلاشت تلك اللقاءات والمؤتمرات.
وتابع مرزوق، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن الفكرة نابعة من نوايا حسنة لدى الرئيس السيسي، مشيرا إلى أن هناك في مصر أكثر من 45 ألف شاب من الدول الأفريقية والعربية يتعلمون في مؤسسة الأزهر، لافتا إلى أن استقبال مصر لهؤلاء الشباب، هو فرصة لعودة التعاون المصري الأفريقي والعربي، ودعم المجالات المشتركة، مؤكدا أن الغالبية العظمى من هؤلاء الشباب يتقلدون المناصب الهامة في بلادهم بعد عودتهم، مما يجعل لديهم نوع من الإنتماء والحرص على المصلحة المصرية والوقوف إلى جانبها ودعمها في أزماتها في السنوات المقبلة.
وقال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن فكرة المؤتمرات الشبابية خاصة، تفتح مجالا متسعا أمام أفق هؤلاء المشاركين، إلى جانب دفعهم نحو المشاركة المجتمعية البناءة، مشيرا إلى أن عقد مؤتمر دولي لشباب الدول الأفريقية والعربية، يعطى صور أفضل لمصر خارجيا، والإبتعاد عن كثير من الأزمات التي زج بمصر فيها دون أن تدري عبر السنوات الماضية، منها إهمال ملفات التمنية في الدول الأفريقية، وتقليص التعاون المشترك بين الطرفين في مشروعات متعددة، مما جعل الوضع يختلف كثيرا عن السابق وفتح المجال للأزمات من جديد.
وأكد بيومي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن استضافة شباب الدول الأفريقية العربية، يجعل أنظار العالم أجمع تنصب على مصر، وتزيد من إستثماراتها داخل الأراضي المصرية، بعد تيقنهم من أن تلك الدولة واحة للأمان، مشيرا إلى أن مصر دائما ماتكون سباقة في تلك الفاعليات، وتحرص من خلالها على توطيد علاقتها ليست مع الدول الأفريقية فقط بل مع جميع دول العالم.
وفي إطار متصل، يقول الخبير الاقتصادي أشرف السيد، إن عقد مؤتمر دولي لشباب الدول الأفريقية والعربية، سيكلف مصر مزانية كبيرة تقدر بالمليارات، إلا أنه سيعود بالنفع الاقتصادي لمصر على مدار السنوات المقبلة، وذلك عن طريق تزايد الاستثمارات، ودعم دول العالم للمشروع الوطني المصري، مشيرا إلى أن مصر في حاجة شديدة لجذب أنظار العالم للأوضاع الإيجابية في مصر، في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها خلال الفترة الماضية.
وتابع السيد في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن القضايا التي يتم طرحها داخل المؤتمرات الوطنية، وخاصة القضايا الاقتصادية، تهدف لتوضيح الأوضاع أمام الشعب المصري، وحثهم على المشاركة الإيجابية في بناء الوطن، لافتا إلى أن الشباب هم ثروة مصر الحقيقية ومستقبلها، ولذا فإن الرئيس السيسي يحرص دائما على الإهتمام بهم ودعمهم، مؤكدا أن إدخال شباب الدول الإفريقية في حسابات الرئيس، يساعد في دعم المنظومة الاقتصادية، ويدفع عجلة الاستثمارات.