شوقي علام يحدد شروط هامة للفتوى

شوقي علام

أكد الدكتور شوقي علام – مفتي الجمهورية أن الدين الإسلام لم يعرف صدام الحضارات، إنما أسس للتعايش بين الحضارات، فالنبي صلى الله عليه وسلم أسس لذلك وحث أصحابه على ذلك، نافيًا أن يكون هناك تصادم بين الإسلام وبين أي نوع من الحضارات.

وتابع فضيلة المفتي في حواره الأسبوعي في برنامج "من ماسبيرو" الذي تذيعه القناة الأولى بالتليفزيون المصري أن المسلمون انتشروا في كل بقاع الأرض ولم يكرهوا أحدًا على الدخول في الإسلام.

وعن تصدر غير المتخصصين للفتوى قال مفتي الجمهورية لا يجوز لمن لم يتأهل للإفتاء أن يفتي الناس، لأن الفتوى تحتاج إلى علم وإلى رصيد من الخبرات والتدريب على الإفتاء، ودار الإفتاء والأزهر لديه رصيد متراكم من الخبرات يؤهلهم لهذه المسئولية.

مضيفًا أن على الناس أن يسألوا أهل الذكر في الإفتاء وهم دار الإفتاء والأزهر الشريف لما لهم تاريخ كبير في هذا الأمر ورصيد متراكم يؤهلهم لبيان الحكم الشرعي للناس، محذرًا أي شخص يقدمعلى هذا الأمر دون علم فيجر على نفسه وعلى الناس ما لا يحمد عقباه.

وفيما يخص قضية التعايش وتعليقًا على زيارة بابا الفاتيكان لمصر أكد مفتي الجمهورية أن الأزهر الشريف على مدار 1060عامًا من تاريخه اعتمد على منهجية منضبطة، تقوم على ثلاثة أعمدة، أسس للتعايش الحقيقي بين أبناء المجتمعات، وهي لا إقصاء لا تكفير بجانب تهذيب النفس الإنسانية مع العلوم الشرعية.

مضيفًا أنه لا بد من تهذيب الجانب الأخلاقي الخاص بتهذيب النفوس باعتباره مكونًا أساسيًّا من المنهجية الأزهرية المنضبة التي لم تقصِ أحدًا ولم تكفر أحدًا.

وأوضح مفتي الجمهورية أن المذهب الأشعري – وهو مذهب الأزهر الشريف - لا يكفر أحدًا ينطقب كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، مؤكدًا أن منهج الأزهر هذا يخالف منهج الإرهابيين الذين يكفرون الناس، وبالتالي فالمنهجية القائمة على المذهب الأشعري تساهم في استقرار المجتمعات

وتابع مفتي الجمهورية إن الإرهابيين يتبنون فكرة التكفير التي تبرر لهم القتل، وهذه نابعة من مناهج تخالف منهجية الأزهر الشريف تمامًا الذي لا يكفر من قال لا إله إلا الله.

وقال مفتي الجمهورية إن كون الإرهابيين لا يكفرون لأنهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله لايعفهم من العقاب بالقانون لأنهم يخالفون القانون وعقابهم له شرعية قانونية، فلا بد من توقيع العقوبة على كل مخالف وفقًا للقانون، لذلك فالجيش المصري لديه شرعية قانونية في حربه ضد الإرهابيين لأنهم خارجون عن القانون.

وحول تعدد المذاهب الفقهية وقبول ما يساهم منها في استقرار المجتمعات أكد مفتي الجمهورية أننا فيدار الإفتاء نتبنى وجهات نظر بعض أصحاب المذاهب الفقهية التي ربما تكون قد اندثرة لأنها تفيد الأمة، وضرب مثلًا على ذلك بمذهب الإمام الليث بن سعد قاضي مصر عبد الله بن لهيعة.

مؤكدًا على أن التعددية المذهبية للأئمة المذهب الفقهية في الأزهر ساهمت في تأسيس فكرة قبولالتعايش والتعدد في المجتمع الواحد.

وحول زيارة فضيلته إلى بلجيكا ولقائه ملك بلجيكا أكد مفتي الجمهورية على أن دار الإفتاء تحرص علىمثل هذه الزيارات لأجل إرسال التعايش وتعليم الناس في العالم القيم الصحيحة للدين الإسلامي، مؤكدًا على تلقي شيخ الأزهر للعديد من العروض من الخارج لتعليم وتدريب الناس هناك لما يتمتع بهالأزهر من تاريخ حافل ولما له من رصيد كبير في نفوس الناس هناك.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً