تناول كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الجمعة، في مقالاتهم عددا من الموضوعات منها التغيرات المناخية وشهداء مصر في سيناء.
ففي صحيفة الجمهورية، قال الكاتب الصحفي فهمي عنبه تحت عنوان" إنقاذ البيئة.. والدلتا":"هل ما زلنا نتذكر تحذيرات مراكز الأبحاث والدراسات المهتمة بالمناخ والبيئة في العالم.. والتي تشير إلى حدوث تغيرات مناخية وجيولوجية وجغرافية في العديد من المناطق على ظهر الكرة الأرضية ومنها مصر؟
وأضاف:"في عام 2007 أصدر البنك الدولي تقريرا عن حالة البيئة والمناخ خلال عشرين عاما قادمة.. أشار إلى ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الفترة بأكثر من 3 درجات عن المعدلات الطبيعية مما سيؤدي إلي ذوبان جبال الثلوج عند القطبين.. ويسبب ذلك خطورة تهدد بابتلاع مناطق.. وزوال بلدان غرقا لارتفاع أمواج البحر والمحيطات.. إضافة إلى تدمير البيئة الطبيعية نتيجة الانبعاثات الكربونية وظاهرة الاحتباس الحراري". وتابع:"مرت 10 سنوات ويتبقى مثلها.. فماذا فعلنا خاصة وأن التقرير أشار إلى تعرض الإسكندرية وبورسعيد للخطر.. وحدوث طغيان لمياه البحر المتوسط على اليابسة وغمر أراضي شمال الدلتا بالمياه.. لتصبح هذه المناطق غير صالحة للحياة أو للزراعة".
وقال الكاتب إنه عندما نشر التقرير قامت وزارات البيئة والري والزراعة بوضع خطط واستراتيجيات لتجنب الآثار السلبية للتغيرات المناخية وارتفاع منسوب مياه البحر.. وتحدث الخبراء والعلماء ووضعوا "روشتات" لعلاج الموقف والسيطرة علي التلوث البيئي وخفض الانبعاثات ولكن بعد ثورة يناير 2011 تعطلت الكثير من الخطط.. وتاهت الجهود المبذولة.. ولم نعد نسمع عن المخاوف والتهديدات.. ولم نعد ندري هل كانت الدراسات والتقارير الدولية مجرد كلام بلا أساس أو عبارة عن توقعات لم تثبت ولن تتحقق.. أم أن الجهات المسئولة غفلت عن الموضوع وشغلتها الأحداث السياسية والهموم الاقتصادية والتغيرات في شكل الدولة.. وأنه بعد 10 سنوات من الآن سنفاجأ بانهيار الدلتا وتآكل الأراضي وغرقها تحت مياه البحر؟!
وأشار إلى أن جميع سكان الأرض يشعرون بارتفاع درجات الحرارة عاما بعد آخر.. وفي مصر يتأخر دخول فصل الشتاء وهناك تغيرات ملحوظة يتابعها رجل الشارع قبل العاملين بالأرصاد مما يعني أن الدراسات السابقة لم تكن خادعة بلا أساس.
وأردف:"لا نريد أن نثير الخوف والرعب.. أو نبدو كمن يتنبأ بالغيب.. فقط نتمنى أن يؤخذ كلام العلماء والخبراء بجدية.. لوضع برامج للحماية وللحد من الآثار السلبية.. فلا يوجد سوي مواجهة الأخطار المحتملة بخطط واضحة وبحلول يبدأ تنفيذها أو الاستمرار في تطبيقها إذا كانت قد وضعت من قبل خاصة وان نسب تلوث البيئة والانبعاثات مرتفعة في بلادنا.. والأهم من كل ذلك هو ضرورة توعية المواطنين بأهمية الحفاظ علي سلامة البيئة.. والتنبيه علي أصحاب المصانع بالأخذ بالشروط اللازمة لخفض الانبعاثات الكربونية والحرارية.. والعمل علي الاعتماد علي الطاقة البديلة النظيفة.. والترشيد والحفاظ علي كل نقطة مياه.. وعدم التفريط في الأراضي الزراعية لأن ذلك جريمة في حق الأجيال ولا يجب أبدا التصالح أو التسامح مع من يقومون بالتجريف والتبوير والبناء عليها.
وفي صحيفة الأهرام وتحت عنوان " صورة شباب مصر شهداء الواجب تدمى القلوب.. فهل نرتقى نحن الأحياء حقًا إلى مستوى تضحياتهم..؟" قال الكاتب محمد عبدالهادي علام إنه فى الأسبوعين الماضيين، احتفل المصريون بعيدين: الأول ذكرى تحرير سيناء في 25 إبريل، والثاني عيد العمال في الأول من مايو، وقبل وبعد وبين المناسبتين شجون وشواغل عن وطن يعيش على تضحيات من يقدمون أرواحهم كل يوم فى سبيله، ومن أجل بقاء مواطنيه آمنين مطمئنين، وفى الجانب الآخر نبدى عرفانا كبيرا لعمال مصر الشرفاء فى يوم الاحتفاء بهم، إلا أننا نحتاج أيضا إلى إعلاء قيمة العمل أكثر فى وقت يثير الكثيرون غبارًا كثيفًا تجاه من يعملون ويحولون حياتهم إلى جحيم من الشائعات والممارسات التى تعيق تطور المجتمع المصري.
وأضاف:"المقاتل المصري" الصلب من ساحة مواجهة جماعات الظلام في شبه جزيرة سيناء إلى تعمير الأرض في المشروعات العملاقة، من يبذل نفسه دفاعا عن الأرض وينال الشهادة يقدم أسمى التضحيات وأرفعها مقامًا، ومن يعملون في ميادين البناء هم «مقاتلون» أشداء يعملون في ظل مناخ عام صعب وقاس".
وتابع:"في الأسبوع الماضي، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الشباب في الإسماعيلية عن «الوعى» قائلا: «إن وعى المصريين بالتحديات التى تواجههم واستمرار تكاتفهم يشكلان الضمانة الحقيقية لهذا المستقبل». المقاتل المصري هو عنوان مرحلة قال عنها الرئيس إنها تحتاج إلى «تكاتف جميع مؤسسات الدولة» ولن يتحقق التكاتف بدون أن تضع المؤسسات ثقتها ببعضها البعض، لمواجهة المشكلات المتراكمة، ومن ثم، لم تعد المعارك الصغيرة والانشغال بتعميق الانقسامات في المجتمع مسألة تصح في بلد يضحى خيرة شبابه بدمائهم في مواجهة المتطرفين القتلة أو بالعرق والجهد المبذول في ساحات البناء والتعمير".