أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء، أن استحداث لجنة جديدة للتراث بالمجلس الأعلى للثقافة تهتم بالتراث النوبي والسينائي والصعيدي والتراث المصري عامة، هي رؤية ثاقبة تساهم في إبراز التراث المصري والذي بدأ يصل للعالمية بعد تسجيل السيرة الهلالية ولعبة التحطيب كتراث عالمي باليونسكو.
وقال ريحان، في تصريح اليوم، إن هناك مفردات كثيرة في التراث المصري تستحق التسجيل كتراث عالمي، ومنها التراث السيناوي والتراث النوبي، مضيفا أن سيناء الجزء الغالي من أرض مصر كنز تراثي فريد ومنظومة ثقافية وسياحية يمكن استغلالها في تنشيط السياحة بسيناء بإحياء معالم هذا التراث وترويجه وتسويقه بكل المواقع السياحية بسيناء، وفتح مدارس لإحياء هذه الصناعات التراثية وحفظها من الإندثار، وهناك مثل سيناوى يقول "احفظ قديمك ولو كان الجديد أغناك".
وعن التراث النوبي، طالب الدكتور ريحان باستغلال الشغف الأوروبي بحضارة النوبة بإعلان النوبة موقعًا للسياحة التراثية والثقافية والفنية في مؤتمر سياحي دولي بالنوبة يتم التحضير له بإحياء ثقافة وتراث 40 قرية نوبية تقع شمال كوم أمبو وشمال أسوان جاهزة بمنازلها النوبية الجميلة ومنتجاتها لاستقبال ضيوفها في أى وقت.
وأوضح أن تلك القرى استلهمت ثقافتها من امتزاج الحضارة المصرية القديمة والمسيحية والإسلامية وعكست البيئة المحلية، حيث عانقت هذه المنازل ضفتي نهر النيل في شكل معماري فريد لا مثيل له إلا في مصر.
وأكد أن الفنان النوبي استغل كل مفردات الطبيعة حوله لصنع منتجاته، ومنها الخوص الذي يدخل في صناعة القفف والحصير والمصليات، وكان للخوص دور رئيسى في النوبة حتى مطلع القرن العشرين، ويصنع منه جهاز العروس مثل "المرجانة" وهي إناء مخروطي الشكل وله غطاء من الخوص تضع فيه العروس البخور المصنوع من أخشاب معينة يتم طحنها وتخلط مع العطور مثل خشب الكوليه والمحلب، كما كانت تصنع أحذية من الخوص قبل النصف الأول من القرن العشرين.
ولفت إلى المنتجات النوبية ذائعة الصيت عالميًا ومحليًا ومنها الهواية اليدوية المصنوعة من ألياف الجريد المخاط بالنايلون أو الخيوط الملونة، وآنية طعام من الفخار لامعة من الداخل ويطلق عليه (كيسب)، وفرن الخبز البلدي الذي يطلق عليه (ديو) مصنوع من النحاس السميك ويخبز فيه الرقاق والإبريق النحاسي، كما يصنع النساء الألبومات من ورق كارتون ونايلون لوضع الصور التذكارية.