انتهت الجولة الرابعة من محادثات السلام المنعقدة في أستانة عاصمة كازاخستان، الخميس، حيث عاد وفد المعارضة السورية المسلحة إلي المشاركة بها وذلك بعد يوم من إعلانه تعليق مشاركته فيها بغرض إنهاء الأزمة مطالبا بوقف القصف الحكومي للمناطق الخاضعة لسيطرتها.
واتفقت الدول الراعية للقضية السورية "روسيا وتركيا وإيران"، على توقيع مذكرة تفاهم بشأن إنشاء مناطق آمنة في سوريا؛ لوقف التصعيد في كل من "إدلب وشمال مدينة حمص والغوطة الشرقية وجنوب سوريا".
من جانبها، أعلنت الحكومة السورية أنها تؤيد المقترح الروسي بإقامة مناطق لتخفيف التوتر ووقف تصعيد الصراع المستمر منذ 6 سنوات، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن إنشاء المناطق الآمنة من شأنه أن يحل نصف المشكلة السورية، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن هذه المناطق ستصبح خطوة مهمة نحو تعزيز وقف إطلاق النار.
وانتقدت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة الرئيسية في سوريا، الاتفاق، ووصفته بأنه غامض وغير مشروع وحذرت من تقسيم البلاد.
وأضافت الهيئة: "الاتفاق يفتقر إلى أدنى مقومات الشرعية وأن مجلس الأمن هو الجهة المفوضة برعاية أية مفاوضات معتبرة في القضية السورية"، مشددة على أنها ترفض أي دور لإيران كضامن لأي اتفاق.
لن يأتي بجديد
وعلق السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على اتفاق الدول الراعية للقضية السورية "روسيا وتركيا وإيران"، على توقيع مذكرة تفاهم بشأن إنشاء مناطق آمنة في سوريا، وقال إن الهدف الرئيس للاتفاق هو حماية الشعب السوري من القصف الدائم، الذي لم يتوقف على مدى السنوات الست الماضية، لافتا إلى أنه لن يفعل كغيره من القرارات.
وتابع "بيومي" في تصريحات لـ"أهل مصر": "لا يوجد ممثل للحكومة في مؤتمر أستانة وكذا لا يوجد ممثل للمعارضة.. روسيا وإيران وتركيا يقررون وحدهم"، مشددا على أن القرار قد يؤدي إلى "تقسيم سوريا"، حال تم توزيع الأماكن بين الأطراف المتنازعة بحيث يحصل كل فصيل على منطقة بعينها، ولا يتمكن الطرف الآخر من منازعته عليها.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه ينتظر الموقف المصري من هذا المقترح؛ رافضا الإجابة على سؤال "ماذا ينبغي على مصر أن تفعل؟".
الحرب وحدها تنتصر
من جانبه، قال اللواء عبد الرافع درويش، الخبير الإستراتيجي، إن فكرة المناطق الآمنة جيدة، وتحمي المدنيين الذين تسال دماؤهم بصورة يومية، منذ اندلاع الثورة عام 2011، مشددا على أن الأمر ليس تقسيما لسوريا كما يردد البعض وإنما هو "تحديد مناطق آمنة بشكل مؤقت حتى تعود الحياة إلى طبيعتها".
وأضاف "درويش" في تصريحات لـ"أهل مصر"، أن المعارضة السورية مضطرة لقبول الاتفاق الذي وقعت عليه الدول الراعية للقضية السورية، رغم إعلانها أنه "غامض وغير مشروع"، وذلك لأن رفضها سيضطرها إلى خوض معركة مع قوى عظمى.
وتابع: "لست متفائلا بمستقبل سوريا على كل الأحوال، وكل ما يتم من اتفاقات ونقاشات ومحادثات لا قيمة له.. ولن ينتصر أحد في سوريا إلا بالحرب"، مشددا على أن الصراع في سوريا اتخذ منحى آخر وهو الصراع بين السنة والشيعة.
وعن الموقف، الذي يجب أن تتخذه الحكومة المصرية، قال: موقف مصر ملتبس دائما في الأزمة السورية، فتارة نؤيد الموقف الروسي، وتارة نعارضة، وتارة نؤيد الموقف السعودي وتارة نعارضه.. سننتظر حتى يخرج علينا الرئيس أو الخارجية لنعرف مع أي الأطراف سنكون هذه المرة".