رحلة "أهل مصر" للتعرف على أسرار الفانوس الدمياطي (فيديو وصور)

أيادي ماهرة.. وأفكار بسيطة.. وخامات أبسط، تجمعت لحياكة هذا الأثر العظيم، فوسط ألام صناعة الأثاث بدمياط وارتفاع أسعار الخامات خرج علينا أبناء دمياط "بالفانوس الخشبى"، والذى أوقف نزيف التاريخ أمام الأسواق الصينية، وفى السطور القادمة نصحبكم فى رحلة قصيرة لنتعرف سويًا على أسرار تلك الصناعة.

داخل أروقة ورشته البسيطة استقبلنا "عبد الحميد" أو "حميدو" كما يحب أنا يناديه الناس، لم تكن مليئة بالماكينات، وليس بها خامات كثيرة، بل اكتفى بتخصيص حجرة من منزله لتكون ورشته التى يمكث بها لساعات طويلة منفردًا وفنه يعزفون على الخشب حتى يخرج علينا بهذا المنتج الأثري.

إحنا وقفنا "الصين" ولو فيه إمكانيات كويسة كنا صدرنالهم فوانيس".. بهذه الجملة بدأ "حميدو" كلامه معنا، ساردًا لنا كيف جاءته الفكرة الأولى قائلًا: أول فانوس خشبى كان على شكل "مسجد مربع"، ابتكره عامل دمياطى، شربت منه الصنعة وبدأت أطورها.

صمت لبضع دقائق قام فيها بتجميع أدواته استعدادًا للعمل، وبدأ الحديث مرة أخرى قائلًا: كما ترى نقوم بتزين الأبلاكاج بألوان مبهجة، وده واحد من أسرار الصناعة، غير إنك تقدر تكتب اسمك أو تصنع صورتك على الفانوس زى ما تحب. فنحن نراعى كافة الأذواق أثناء الصناعة.

بدأ "حميدو" فى تجميع أولى منتجاته عقب الانتهاء من التجهيزات، وأثناء عمله أخذ يوضح لنا ما يقوم به قائلًا: الموضوع بسيط جدًا فعدم التكليف سر آخر من أسرار تمسك الناس بالمنتج، غير جودته وأذواقه العالية.

وبدأ هذا الشاب فى شرح خطوات التصنيع: "بنبدأ بتجميع قاعدة الفانوس، موضحًا أنه تم الاستغناء عن المواد اللاصقة بأقفال خشبية حفاظًا على المظهر العام للمنتج، وكذلك لسهولة تغيير ماكينة النور إذا تلفت. وأضاف ممكن نكتب اسم أى شخص أو نصنع صورته، وده اللى بيميز الشغل بتعانا عن المستورد".

10 ملايين جنيه سنويًا صادرات دمياط من "فوانيس رمضان"

"تصدرنا المركز الأول فى دول الخليخ ".. بدأ "حميدو" بهذه العبارة فى سرد قصة أخرى تحمل جانبًا هامًا فى رحلة الصناعة، فقال: عند حلول شهر رمضان يبدأ المستوردين من دول الخليج بحجز طلبيات كثيرة من هذا المنتج، لافتًا إلى ان حجم تلك الصادرات يبلغ سنويًا أكثر من 10 ملايين جنية بل تزيد، مؤكدًا أن الإمارات، وقطر، والكويت، والسعودية" من أهم الدول التى تتهافت على "فانوس دمياط" لنتصدر المركز الأول بينهم فى تصدير فوانيس رمضان، بل وفقدت "الصين واحدًا من أهم أسواقها خلال سنتين فقط.

وبعد وقت ليس بالكثير دخلت علينا زوجته بيدها بعض المعدات لمساعدته فى انجاز عمله، فغدى قائلًا: أستعين بزوجتى لما بيكون الشغل كتير، وبعلم ابنى طريقة الشغل فهى فن قبل ما تكون صناعة.

وراح يؤكد أن غلاء الخامات وإحتكار البعض لمكملات الصناعة يقف حائلًا أمام فتح أسواق أكبر، بل تسببت تلك الأسعار فى أزمة لدى أرباب هذه المهنة، وماهى إلا لحظات وبدأ يلوح لنا أنه قد انتهى من عمله، أيضًا بدأت الشمس تلوح لنا بنهاية يومنا لينهى "حميدو" رحلتنا معه بهذه الجملة قائلًا: تمسكنا بجودة المنتج رغم الغلاء.. واللى بيجى يشترى عارف قيمتنا ومقدرنا كويس".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً