5 معلومات عن نظام "الفصل المقلوب".. تطبيقه من العام المقبل على الصفين الأول والثاني الثانوي

الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم

أعلن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، عن تطبيق تجربة الفصل المقلوب على طلاب الصفين الأول والثاني الثانوي العام المقبل، لتضاف إلى قائمة التجارب التي تم الإعلان عنها من قبل، بداية من التجربة اليابانية.

وأثار مصطلح "الفصل المقلوب" غرابة ودهشة كل من يهتم بالنظام التعليمى في مصر، لذلك يقدم "أهل مصر" شرحا عن هذا النظام الجديد.

ظهرت فكرة النظام المقلوب لأول مرة فى انجلترا، خلال تسعينيات القرن الماضى، على يد الباحث "إيريك مازور" فى جامعة هارفارد البريطانية، الذى ابتكر نموذج التعليم بالأقران، إذ وجد أن التعليم بمساعدة الحاسوب "الكمبيوتر"، أتاح له التدريب الفعال بدلًا من إلقاء المحاضرات، وتم تطبيق الفكرة فى عديد من الدول التى ربطت التكنولوجيا بمدارسها.

النظام المقلوب هو نموذج تربوي يرمي إلى استخدام التقنيات الحديثة وشبكة الإنترنت بطريقة تسمح للمعلم بإعداد الدرس عن طريق مقاطع فيديو أو ملفات صوتية أو غيرها من الوسائط، ليطلع عليها الطلاب في منازلهم أو في أي مكان آخر باستعمال حواسيبهم أو هواتفهم الذكية أو أجهزتهم اللوحية قبل حضور الدرس، في حين يُخصص وقت المحاضرة للمناقشات والمشاريع والتدريبات.

ويعتبر الفيديو عنصرا أساسيا في هذا النمط من التعليم حيث يقوم المعلم بإعداد مقطع فيديو مدته ما بين 5 إلى 10 دقائق ويشاركه مع الطلاب في أحد مواقع الـويب أو شبكات التواصل الاجتماعي.

وهكذا فإنّ مفهوم الفصل المقلوب يضمن إلى حد كبير الاسـتغلال الأمثل لوقت المعلم أثناء الحصة، حيث يقيّم المعلم مستوى الطلاب في بداية الحصة ثم يُصمّم الأنشطة داخل الصف من خلال التركيز على توضيح المفاهيم وتثبيت المعارف والمهارات، ومن ثمّ يشرف على أنشطتهم ويقدمُ الدعم المناسب للمتعثرين منهم وبالتالي تكون مستويات الفهم والتحصيل العـلمي عاليةً جدًا، لأن المعلم راعى الفروقات الفردية بين المتعلمين.

وأكد الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، أن الوزارة ستطبق الفكرة على طلاب الصفين الأول والثانى الثانوى بدءا من العام الدراسى المقبل، بعد ربط محتوى المناهج الدراسية ببنك المعرفة المصرى، وتزويد المدارس بوسائل التكنولوجيا الحديثة، وتقليل طباعة الكتب للمرحلة الثانوية بنسبة 70%.

هناك فروق كثيرة بين فكرة الفصل المقلوب والطريقة التقليدية الحالية، منها أن الفصل المقلوب يحول الطالب من مجرد متلقٍّ للمعلومة، إلى باحث عنها، ومن ثم فإن هذه الفكرة تقضى على الحفظ والتلقين اللذين يعانى منهما التعليم المصرى، كما تحقق نواتج إيجابية لعملية التعلم، وتزيد من انتشار أسلوب التفاعل بين الطالب ومعلمه داخل الفصل، إضافة إلى مساعدة الطلاب المتعثرين دراسيا، فالطالب فى التعليم المقلوب يشاهد الفيديو فى المنزل، ويكتب الأسئلة التى يرغب فى الحصول على إجابة بشأنها من المعلم، أما فى نظام التعليم القليدى فإنه يكتب الملاحظات فى أثناء الحصة ويجيب عليها بعد عودته للمنزل.

تقوم فكرة الفصل المقلوب على دمج التكنولوجيا بالتعليم، وإلغاء الكتاب المدرسى، ووجود معلمين لديهم خبرة وتأهيل جيد لاستخدام وسائل التكنولوجيا المتطورة، ورفع كفاءة المدارس، ويزيد من فاعلية هذا البرنامج انخفاض الكثافة الطلابية فى الفصول، وذلك يجعل الطالب مهيئا ذهنيا للنشاطات والتطبيقات التى تتم خلال الحصة، لأنه سيكون قد اطلع عليها فى البيت بشكل مسبق، قبل شرح المعلم للدرس فى المدرسة.

وحتى يتم تطبيق فكرة الفصل المقلوب فى المدارس، لا بد من توفير بيئة تكنولوجية حديثة، فالعامل الأساسى فى نجاح التجربة هو وجود بيئة تكنولوجية على أعلى مستوى، لأن الطالب سيستغنى عن الكتاب المدرسى، ومن ثم سيكون التعليم التفاعلى أو الإلكترونى البديل الفعال، كما أن المعلم يمثل العنصر الآخر لنجاح تلك الفكرة، إذ يتطلب تطبيقها تغيير فكرة المعلم وسياسته داخل المدرسة، وهو ما يعتمد عليه وزير التربية والتعليم فى خطته، من خلال مشروع "المعلمون أولا"، الذى يقوم على فكرة العمل الجماعى داخل وخارج الفصل، وأيضا للتنمية المستمرة للمعلمين مهنيا وتكنولوجيا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً