اشتعلت الحرب بين تنظيم داعش وقبائل سيناء وخاصة قبيلة ترابين التي تعد من أكبر قبائل شمال سيناء، بدآ منذ أسبوعين عندما استهدف التنظيم اثنين من أبناء الترابين؛ لقيامهما بتهريب السجائر من سيناء إلى غزة وفلسطين المحتلة، وهو ما تبعه العديد من الهجمات المتبادلة بين الطرفين.
وتتكون سيناء من محافظتين شمال وجنوب، بينما تتركز اعمال العنف في المنطقة الشمالية أكثر من المنطقتي الجنوبية والوسط، كونها تضم عددًا من عناصر التنظيم، كما أنها تضم عدد من القبائل اكبرها واشهرها الترابين والبياضية.
وفي 16 من إبريل الجاري، قامت القبيلة باختطاف ثلاث عناصر من "ولاية سيناء" المنتمية لتنظيم داعش الارهابي في الشيخ زويد بشمال سيناء، حيث أعلن أحد مشايخ قبيلة السواركة، من خلال منشور على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن القبيلة اختطفت العناصر الداعشية لاستغلالهم في الضغط على التنظيم من أجل إطلاق سراح المخطوفين لديها من أبناء القبائل والعائلات.
وفي رد فعل سريع على التفجير، نشر عدد من أبناء سيناء، مقطعًا مصورًا على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهروا فيه أهالي قبيلة الترابين وهم يحرقون عنصرًا داعشيًا حيًا انتقامًا منه على الواقعة.
المتحدث باسم تحالف قبائل شمال سيناء، وأحد أبرز مشايخ قبيلة الترابين، الشيخ موسى الدلح وفقاً لصحيفة التليجراف البريطانية إن "التنظيم بدأ عمليًا في إراقة دماء أبناء القبائل، من خلال السيارات المفخخة التي أرسلها لقتلهم".
وذكر الدلح أن التنظيم حول المناطق التي يوجد فيها إلى جحيم "بعد تهجير الناس وتدمير منازلهم وتشريد جيل بكامله حرم التعليم وتوفير أبسط حقوقه".
وقال إن التنظيم يضم عددًا قليلا من مؤيديه الذين جاؤوا إليه لتحقيق مصالح ذاتية، لكن من يتحكم فيه هم من جنسيات غير مصرية، مشيرا إلى أن القبائل تمكنت عملياً من تحرير جبل الحلال ومناطق أخرى كالجورة والمهدية والشبانة، والآن صارت في مرحلة مطاردة لعناصر التنظيم.
وأكد الدلح اعتقال عدد من أنصار ولاية سيناء من بينهم شخصية كبيرة في التنظيم، لافتا إلى أن عددًا من القبائل انضمت لهذه المعركة.
وردًا على سؤال حول وجود مفاوضات مع التنظيم لتهدئة الأوضاع، أجاب: هؤلاء مجموعة عصابة لا يوجد من يمثلهم كي تتفاوض معه، وعمليا تورطوا في دماء أبناء القبائل.
ومن المهم التذكير بوجود ارتباط عشائري بين هذه القبائل في سيناء وقطاع غزة، فيما تبيّن المصادر أن الصفحة الناطقة باسم تجمع اتحاد قبيلة الترابين في غزة قد أعلنت تضامنها مع القبيلة في سيناء.
يقول رئيس اتحاد قبائل سيناء، إبراهيم المينعي، إن المرحلة التي تعيشها سيناء حاليا هي الأخطر من السنوات الماضية، خاصة أن المعركة انتقلت داخل الجسم السيناوي. ويضيف المنيعي وفقاً للصحيفة البريطانية أن الوضع يشهد انقسامًا داخل القبائل بين من يرى أنها فتنة ومن يعتقد أنها حرب حقيقية.
و كشفت الصحيفة أن القبائل كادت تتوصل إلى اتفاق مع "ولاية سيناء"، لكن الأخيرة أرسلت سيارة مفخخة ضد الترابين. وكشفت مصادر أن الأخيرة اعتقلت أسعد عمارين وقالت إنه صهر القيادي في ولاية سيناء شادي المنيعي، لكن مصادر مقربة من "الولاية" نفت هذه المعلومات، مشيرة إلى أن عمارين لا تربطه علاقة بالمنيعي.
وأصدر "ولاية سيناء" بيانًا دعى فيه القبائل إلى إعلان البراءة من المسلحين الذين يهاجمونه ، وإلا فإنه سيراهم مشاركين في الحرب ضده.
وظهر أحد مسؤولي "الولاية" من عائلة الترابين، ويسمى أبو موسى الترباني، في إصدار نشر عبر صفحة التنظيم، أعلن فيه رفضه إطلاق مصلح "الصحوات" على القبيلة، داعيا الطرفين للاحتكام إلى العقل ولغة الحوار.