بينما يجلس الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وإلي جواره الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، داخل مكتبه وبين أصابع "جمعة" ريموت التليفزيون، وبين القنوات يقع عينه علي رجل يرتدي الزي الأزهري فقرروا الاستماع إليه إذ به يقول "المسيحيين كفار"، في هذه اللحظة توقف قلب الوزير وبدأ في الاندهاش أكثر.
جاء في ذاكرته أنه كان يشاهد قناة إخوانية، إذ به يعود النظر والتدقيق ليري صديقه في الماضي الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، يؤكد أن "عقيدة المسيحيين فاسدة، وأن المؤمنين بها لن تُقبل توبتهم قبل الموت مباشرة، والأفضل لهم التوبة والإيمان بالإسلام قبل ساعة الموت".
ويضيف "عبدالجليل" في برنامجه "المسلمون يتساءلون" المذاع على قناة المحور الفضائية، أن خلال تفسيره للآية رقم 90 من سورة آل عمران، إن الذين يعملون السيئات أو "الكفار" لن تُقبل توبتهم عند الموت.
ويتابع: أن بعض النصارى واليهود، كفروا بعد إيمانهم، حيث أنهم آمنوا بعيسى وموسى، ولكن كفروا بمحمد، مضيفًا: "والله والله المشايخ الذين يقولون للمسيحيين أنكم مؤمنين ضللولهم، فانتبهوا يا مشايخ واللهم بلغت".
ووجه عبدالجليل رسالة للمسيحيين وقال: "أنتوا طيبين وبشر وهنعاملكم كويس وأخواتنا في الإنسانية لكن العقيدة اللي أنتوا عليها فاسدة، وأرجعوا لربكم، رجعتوا لربكم أهلا وسهلا ولو مرجعتوش أهلا وسهلا، إخواتنا هنعيش في العالم ليس فقط في الوطن، متحابين ومسالمين، ليكم عندنا المحبة والمعاملة الحسنة، ومن ناحية العقيدة لازم تعرف إنها فاسدة، علشان متجيش تقول يوم القيامة محدش قالنا، ويوم القيامة مش كانوا بيقولوا عيسى الله، ينتظروا عيسى بقى يخلصهم".
ولم تكن هذه الفتوي هي الأغرب من نوعها الصادرة عن وكيل وزارة الأوقاف، حيث قال من قبل: إن النبي محمد سيتزوج من السيدة مريم العذراء في الجنة، متابعًا: "إن الله تعالى اصطفى السيدة مريم على نساء العالمين ويشاركها في هذا الفضل كل من آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد والسيدة عائشة زوجة النبي وأم المؤمنين".
وساق عبد الجليل أحاديث منسوبة للرسول محمد، وآيات من القرآن، للتدليل على صدق حديثه، وقال: "وجاء في بعض الأحاديث المروية ما يدل على أن النبي محمدًا سيتزوج في الجنة كلًا من السيدة مريم البتول أم عيسى عليه السلام، وآسية بنت مزاحم زوجة فرعون، وكلثوم أخت موسى عليه السلام".
وسبق لعبدالجليل، أن اعتبر جماعة "الإخوان" الإرهابية تنظيمًا سلميًا ذي فكر مستنير قائلًا "الإخوان أصحاب جانب مشرق وأتمني أن يكون أولادي منهم" في حين تمنى ـ سابقًا ـ وصولهم إلى سدة الحكم في مصر، في أعقاب ثورة "25 يناير"، متناسيًا فكرهم التكفيري، الذي أسسه حسن البنا، والمدرسة التي أخرجت جميع الفرق التكفيرية في جميع دول العالم قائلًا "الإخوان هم الأكثر تنظيمًا ووعيا وثقافة، وأنا عن نفسي أتمني أن يصل الإخوان إلى الحكم، ومُطمئن تمامًا إلى أسلوبهم في الحكم، لأنهم ليسوا كما حاولت الأنظمة السابقة الحاكمة في مصر تصويرهم لنا، كونهم منغلقون على أنفسهم ولا يستمعون إلى الرأي الآخر.
وعلى سبيل امتداح الإخوان سبق أن قال عبدالجليل في أحد اللقاءات الإعلامية، إن الإخوان أناس منفتحون على العالم كله، ولديهم فكر منظم ويضمون كبار أساتذة الجامعة والأكاديميين، لكن كل مشكلتهم أنهم كانوا محظورين منذ أيام حسن البنا مما أضاع عليهم فرصًا كثيرة لشرح وجهات نظرهم، ومن أهم النقاط التي يجب أن يعلمها الناس عن الإخوان أنهم ليسوا ضد المرأة ولا عملها ولا مشاركتها في العمل السياسي، مضيفًا أن المشكلة هي أن الحكومات السابقة لم تعطهم أي فرصة لخدمة الناس".
ونفى عبد الجليل، في تصريحات إعلامية، أن يكون اعتصام "رابعة" مسلحًا، كما يدعي البعض مؤكدًا أن زوجته (المنتقبة) وأولاده الثلاثة كانوا يترددون على اعتصام رابعة الكثيرون يعرفون ذلك ولم أمنعهم".