هنّأ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والشعب المصري كله، والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة ليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة الذي جاء استجابة لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإكراما له ولأمته، موضحًا أن تحويل القبلة فيه من الدروس والعبر الكثير نقف على درسين مهمين منها، الأول: عند قوله تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا"، فالوسطية تقتضي أن تكون هذه الأمة رحمة للعالمين كما أُرسل نبينا (صلى الله عليه وسلم) رحمة للعالمين.
وأشار إلى أن الله (عز وجل) وصف الأمة الإسلامية بقوله: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" وبقوله: "كنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"، فالخيرية على الأمم والشهادة على الأمم لا تأتي من فراغ، فالأمة رحمة للعالمين بعيدًا عن المفسقة والمبدعة والمكفرة والمفجرة.
وأكد جمعة، خلال كلمته باحتفال الوزارة بليلة النصف من شعبان، أن خيرية أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) وشهادتها على سائر الأمم وهذه الشهادة تتطلب أن تكون أهلًا لهذه الشهادة فعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): يُجَاءُ بِنُوحٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ. فَتُسْأَلُ أُمَّتُهُ هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ.
فَيَقُولُ: مَنْ شُهُودُكَ ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ. فَيُجَاءُ بِكُمْ فَتَشْهَدُونَ)، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا"، فأمة اختارها الله للشهادة على سائر الأمم يجب أن تأخذ بما يستوجب هذه الأهلية وأن تكون بحق صاحبة رسالة رحمة وسلام للعالمين.
كما أكد أن الاحتفال بالمناسبات الدينية إنما هو تعميق وترسيخ لمعاني الإسلام السمحة وأهدافه ومراميه السامية في النفوس، وأحد أهم وسائل نشر الوعي الإسلامي الصحيح.
أما عن الدرس الثاني فقد أكد على أهمية التحول والاستجابة لأمر الله تعالى، وأمر رسوله (صلى الله عليه وسلم) فينبغي أن يكون تحولًا حقيقيًّا وليس شكليا، فنتحول من البطالة والكسل إلى السعي والإنتاج والعمل، ومن الهدم إلى البناء، ومن التشدد والغلو إلى السماحة والتيسير، ومن الجمود والتقليد إلى التفكر والتفكير، خدمة لديننا ووطننا، ووفاء بواجبنا تجاه الإنسانية جمعاء، إذ يجب علينا أن نسعى بقوة للإسهام في صنع الحضارة الإنسانية الراقية. فإذا أردنا أن يحول الله (عز وجل) أحوالنا إلى الأفضل والأصلح في كل مجالات الحياة فعلينا أن نغير من أنفسنا بحسن التوكل على الله (عز وجل) واللجوء إليه، وأن نعْمَل ونكِدّ آخذين بأقصى الأسباب، لأن الله (عز وجل) يقول: ” إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ".