يصادف اليوم الجمعة الموافق الثاني عشر من مايو، الاحتفال باليوم العالمي للتمريض، وتم اختيار هذا اليوم عام 1974 للاحتفال، تزامنًا مع الذكري السنوية لميلاد فلورنس نايتينجيل، التي اشتهرت بأنها مؤسسة التمريض الحديث.
وعرف الإنسان الصحة والمرض منذ بداية الخليقة، وقد مارس قدماء المصريين بعض الطقوس لتحميهم من الأمراض ولتساعدهم على الشفاء، وظهر ذلك من خلال رسومات المصريين على جدران المعابد التي أوضحت أن مصر عرفت الطب منذ قديم الأزل، وظهر دور المرأة واضحًا في ذلك، حيث مارست دورها في المساعدة في عملية التوليد، وقد صمم قدماء المصريين أيضًا كرسي الولادة، حيث كانت تجلس عليه السيدة أثناء عملية الولادة وتسندها أربع سيدات اثنتان وراء الرأس والكتف واثنتان فى مواجهتها عند القدمين.
التمريض والطب في عهد أمحتب
ظهر أمحتب منذ 3000 عام قبل الميلاد، وكان في ذلك الوقت ليس إله فقط، بل كان كاهنًا وطبيبًا، واعتبره المصريون "إله الطب".
واتخذ أمحتب معبدًا في "ممفيس" لإقامة الطقوس الدينية، بالإضافة إلى استخدام بعض حجرات ذلك المعبد لتعليم مهنة الطب والتمريض، وتحضير الأدوية والمواد التى تستخدم فى التحنيط وقد ذكر التاريخ أن المرأة فى ذلك العصر كانت تعاون فى العناية بالمرضى وكان لها شأن عظيم فى المعابد والحياة الاجتماعية.
واتضح من خلال الكتابات التى وجدت على جدران المعابد بعض الوصفات الطبية منها وصفة لعلاج مرض التتانوس وكيفية الغيار على الجروح، وطريقة ترتيب فراش المرضى، كما اهتم قدماء المصريين بالنظافة العامة الشخصية ونظافة حجرات المرضى، بالإضافة إلى اهتمامهم بالحالة الغذائية للمريض.
التمريض في العصر المسيحي
كان دور الكنيسة والرهبان كبيرًا في هذا العصر، حيث تلقي المرضي عناية من قبل الرهبان والراهبات، ولكن لم يكن مسموحًا للممرضات "الراهبات" معرفة أى شئ عن تشريح جسم الإنسان أو الأمراض، ومن هنا يمكن أن نقول أن هذه الفترة اتسمت بتقديم العناية الخدمية والروحية للمريض أكثر من العناية الجسدية.
التمريض في العصر الإسلامي
دخل العرب مصر حوالي عام 640 م، وأحضروا معهم الحضارة العربية الواسعة في مجال الطب وفنون التمريض، خاصة فى تشخيص الأمراض وعلاجها وملاحظة وتدوين أعراض الأمراض.
وقد اهتم الخلفاء العرب ببناء المستشفيات لعلاج المرضى ولتعليم الأطباء وسميت المستشفيات فى ذلك الوقت "بالبيمارستان".
التمريض فى عهد محمد على
اهتم محمد على منذ تعيينه في حكم مصر عام 1805، بمجال الطب، وظهر ذلك من خلال تعيين مدرسين وأطباء ومهندسين من الفرنجة كما أرسل بعثات للتعليم فى مختلف المجالات العلمية إلى فرنسا وإيطاليا.
واستعان محمد على الطبيب الفرنسي "كلوت بيك"، للاهتمام بصحة الجنود، وفي عام 1827 وافق محمد على على إنشاء مدرسة للطب بها وعين كلوت بك مديرا لهذه المدرسة وكان معظمهم الاساتذة فرنسيين وأسبان وإيطالين والكتب التى استعملت فرنسية وكانت تترجم المحاضرات للعربية.
قسم التوليد بمدرسة الطب
وذكر الأستاذ الدكتور نجيب محفوظ في كتابه "تاريخ التعليم الطبى بمصر"، انه بعد فتح مدرسة الطب فى أبى زعبل سنة 1827، تأكد من أهمية إلحاق جناح للولادة ومدرسة مولدات بالمستشفى ولكنة وجد صعوبه كبيرة فى الحصول على طالبات لهذه المدرسة وقد تغلبت الحكومة على هذه المشكلة بأن قامت بشراء عشر فتيات حبشيات وسودانيات من سوق العبيد وألحقهن بالمدرسة كما ضمت إليهن اثنين من الأغوات من القصر بالقلعة وفى عام 1835 تم ضم عشر جوارى أخريات تم شراؤهن ليصل العدد الى اثنين وعشرين طالبه ثم زاد العدد بالحاق عشر فتيات صغيرات يتيمات كن مريضات أرسلن للمستشفى للعلاج وبعد شفائهن لم يطلبهن أقاربهن فألحقهن الحكومة بالمدرسة وفى جناح الولادة الصغير الذى بنى ملاصقا لمستشفى أبى زعبل تم تعليم المجموعة السابقة من الطالبات مبادئ الولادة.
وفى عام 1888 عين الخديوى توفيق باشا، عدد 2 ممرضات من الإنجايز، للإشراف على قسم الولادة بالمستشفى، وقد شهدن المستشفي بعد ذلك تقدم فى تدريب التلميذات.
ومنذ عام 1952، عقب قيام الثورة تم الأستغناء عن الأجانب، والتوسع فى إنشاء مدارس التمريض بنوعياتها المختلفة، أما عن عام 1964، فقد شهد على الغاء هذا البرنامج واستبداله بنظام لمنح دبلوم فن التمريض العام بعد دراسه مدتها 3 سنوات، تسبقها فترة أعداد مدتها 6 أسابيع، وأطلق عليها مدارس التمريض، وذلك بقرار وزارى رقم 221 لعام 1964.
المدارس الثانوية الفنية للتمريض
أنشأت هذه المدارس فى عام 1972، وتك إلغاء مدارس التمريض السابقة، واضمن برنامج هذه المدارس الدراسة الثانوية مع دراسة التمريض وقد تم تطوير برامج المدارس الفنية للتمريض طبقا للقرار الوزاري رقم 482 لسنة 1984.
التمريض بالمعاهد الفنية الصحية بوزارة الصحة
أنشأت هذه الشعبة عام 1972 بالإسكندرية، وعام 1973 بالقاهرة وهى ملحقه بالمعاهد الفنية الصحية بالأسكندرية والقاهرة، ومدة الدراسة بها هي سنتين بعد إتمام شهادة الثانوية العامة، كما ألحق بهذا النظام دراسة تكميلية للحصول على دبلومات تخصصية ومدة الدراسة به عامين.
المعاهد العليا للتمريض
أنشئ أول معهد عالي للتمريض بالإسكندرية وكان يشترط للالتحاق به الحصول على شهادة الثانوية العامة تخصص علمي ومدة الدراسة به أربع سنوات.