بدأ أهالي مدينة القصير، اليوم السبت، احتفالاتهم بليلة النصف من شعبان، من خلال طقوس وفقرات التراث الشعبى المعهود لأهلها، وطافوا بالجمال المحملة بالمحامل "الهودج" ذات ألوان زاهية وظاهرة إلى مقامات الأولياء فى المدينة، بمشاركة المزمار البلدي، تخليدا لذكرى مرور كسوة الكعبة إلى الحرم عن طريق ميناءهم البحري.
و صرح "عبد السلام البيجاوى"، مسؤول احتفالات مدينة القصير بليلة النصف من شعبان خلفًا للشيخ صديق أبو ريالات رحمه الله، أن مدينة القصير أقدم مدن محافظة البحر الأحمر وهي المدينة الوحيدة التى تحتفل بتلك الليلة بطابع خاص جدًا متوارث عن الأجداد،
ينظم تلك الاحتفالات، نقباء مقامات أولياء الله الصالحين بالمدينة، وكان من أشهرهم الشيخ صديق، أبو ريالات رحمه الله، حيث لا توجد تكلفة فى تنظيم الحفل سوى للمزمار البلدى، ويقوم بدفع تكلفتها المنظمون للحفل.
وتخرج الجمال تحمل "هوادج" توابيت من الألوان الزاهية تجهز وتخاط خصيصًا للمناسبة ويبدأ الموكب من أمام ساحة سيدى عبد الغفار اليمنى وسط فرحة وبهجة أطفال وشباب وشيوخ القصير.
وحول تاريخ الاحتفال يقول "وصفى تمير" مؤرخ مدينة القصير، إن أهالى القصير لهم عادات وتقاليع خاصة بهم فكان يوجد ما يسمى قديما بالمحمل المصرى وهو كان عبارة عن هودج توضع فيه كسوة الكعبة، وكان سلاطين مصر المملوكية يلقبون بـخدام الحرمين الشريفين والمحمل نفسه هو عبارة عن هودج فارغ يقال إنه كان هودج شجرة الدر، أما الكسوة فكانت توضع فى صناديق مغلقة وتحملها الجمال.
وكان يشرف علي تجهيز هذه المحامل والي القصير في وقت حكم العثمانيون والمماليك والفاطميين أو من يتولي إدارة القصير ويأتي العديد من سكان مدن المحافظة لمشاهدة هذا الاحتفال.