الرئيس الصيني يتعهد بتقديم 7ر8 مليار دولار للدول النامية

الرئيس الصيني شى جين بينغ
كتب : وكالات

تعهد الرئيس الصيني شى جين بينغ، اليوم الأحد، بأن تقوم الصين، بتقديم مساعدات بقيمة 60 مليار يوان (نحو 8.7 مليار دولار أمريكي) إلى الدول النامية والمنظمات الدولية المشاركة في مبادرة الحزام والطريق لتنفيذ المزيد من المشاريع التى تساعد علي الارتقاء بمعيشة شعوبها.

وقال شي -في كلمته خلال مراسم افتتاح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى بحضور 29 رئيس دولة أو حكومة ومئات من قيادات المنظمات الدولية وكبار المسئولين من أنحاء العالم - إن مبادرة الحزام والطريق لا تسعى إلى إعادة اختراع العجلة بل تهدف إلى تكامل الاستراتيجيات التنموية للدول المعنية عن طريق الاستفادة من نقاط قوتها، واصفا طريق الحرير وروحه بأنهما أصبحا إرثا نفيسا وغاليا تعتز به الحضارة الإنسانية.

وأشار إلى أن مسارات طريق الحرير -الذي كان يربط قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا ومتد لآلاف الأميال والسنين- يعد تجسيدا لروح " السلام والتعاون، والانفتاح والشمولية، والمعرفة والمنافع المتبادلة ".

وأوضح الرئيس الصيني أن بلاده ستضيف 100 مليار يوان لصندوق طريق الحرير، كما أن هناك بنكين صينيين سيقدمان قروضا خاصة بقيمة 380 مليار يوان (حوالي 55.1 مليار دولار أمريكي) لدعم التعاون فى إطار الحزام والطريق، بالاضافة إلى استضافة معرض الصين الدولي للواردات اعتبارا من عام 2018، حيث أن بلاده ستشجع المؤسسات المالية على القيام بأعمال صناديق الرنمينبي في الخارج بقيمة حوالي 300 مليار يوان.

ودعا إلى أن يتم بناء الحزام والطريق كطريق للسلام، لأن السعي وراء تحقيق المبادرة وتنفيذها علي أرض الواقع يتطلب إيجاد بيئة سلمية مستقرة، كما حث أن تكون المبادرة منفتحة حتى تتمكن من تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المتوازنة.

ووصف شي المنتدى بأنه تجمع للعقول العظيمة لمناقشة التعاون المشترك والمساهمة، عن طريق المبادرة، فى جلب الخير للعالم، قائلا إنه منذ مئات الأعوام قام الاجداد باجتياز الصحاري والبحار لربط مختلف أنحاء العالم برا وبحرا لربط الشرق بالغرب، وبقايا السفن التي تم اكتشافها في أندونيسيا تعد خير شاهد علي هذا التاريخ المجيد لنشر السلام والتعاون والعلم والمعرفة والازدهار.

وأشار إلى ما قام به البحار الصيني الشهير تشينغ خه، من عصر أسرة هان لربط العالم شرقا وغربا وكذلك ما فعله ابن بطوطه البحارة العربي وماركو بولو الرحالة الايطالي، مؤكدًا أن هؤلاء البحارة كانوا بحق رسل السلام على طريق الحرير".

وقال الرئيس الصينى، إن طريق الحرير ربط الحضارات علي ضفاف النيل ودجلة والفرات واليانجستي والنهر الاصفر ودعم تفاعل الحضارات ونشر الرخاء من اجل خير الانسانية وتقدمها، كما أنه ربط المدن القديمة في الصين والعراق ومصر ودعم تبادل التجارة وتدفق المعرفة أيضا، وأدي الى تبادل الشعوب السلع المختلفة مثل الحرير والخزف والورق، بالاضافة إلى نشر علوم الطب والفلك ومختلف المعارف والديانات.

وعلى هذا الطريق، انتقل الأشخاص ورؤوس الأموال وازدهرت مدن مثل ألماتا وجوانجو والمدن الرومانية ومدن الشرق الأوسط مثل بغداد ودخلت أسرة هان الملكية عصرها الذهبي بسبب هذه التبادلات، مؤكدا أنه بالامكان البناء فى الوقت الحاضر على هذا الماضي المجيد من أجل مستقبل أفضل.

وأشار الرئيس الصينى إلى التطور الذي يشهده عالمنا اليوم، حيث ظهرت العولمة والتعددية القطبية وقال لم نشهد من قبل مثل الترابط والتبادل الذي نشهده اليوم بسبب العولمة، وتحدث عن العديد من التحديات التى تواجه شعوب العالم، داعيا إلى أن تكون التنمية أكثر توازنا وعدالة في التوزيع، محذرا من خطر الارهاب والفساد اللذان يمثلان تحديا كبيرا للحضارة الانسانية ويتطلبان التعاون من الجميع لمواجهتهما والقضاء عليهما.

وأوضح أنه منذ طرحه فكرة المبادرة للمرة الأولى عام 2013 وحتى اليوم استقطبت الفكرة أكثر من 100 دولة ومنظمة.. واليوم بفضل الجهود منا جميعًا بدأت تؤتي ثمارها.

ودعا شي إلي التكامل بين خطط التنمية الصينية وخطط التنمية في مختلف البلدان فى العالم، لافتا إلى أن الصين وقعت اكثر من 40 اتفاقية تعاون مع مختلف الدول علي طول الحزام والطريق وفي طريقها للمزيد.

وأشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت البدء في تنفيذ الكثير من مشروعات البنية التحتية وخطوط السكك الحديدية في أسيا وافريقيا واوروبا، فضلا عن مد خطوط أنابيب النفط وذلك فى إطار المبادرة، وخلال السنوات الاربع الاخيرة شهدت الصين ودول الحزام والطريق الاخرى المزيد من الجهود لتوطيد الروابط التجارية وفي العامين الماضيين وصلت استثمارات الصين في دول المبادرة عشرات المليارات من الدولارات.

ونوه شي باقامة البنك الاسيوي للاستثمار في البنية التحتية للتعاون مع المؤسسات المالية الدولية القائمة مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرها لتمويل مشروعات التنمية فى ارجاء العالم وهو الامر الذي يساعد فى تحقيق مبادرة الحزام والطريق.

كما تحدث عن التبادلات الشعبية قائلا إن هناك عشرة آلاف منحة تعليمية مجانية تقدمها الصين للدول النامية كل عام وهناك الاعوام الثقافية مع مختلف الدول، فضلا عن التبادلات الشعبية الأخرى التى تقرب بين الشعوب وتحقق مصالحها وتؤدي إلى رخائها، مشيرا إلى أن البداية فى تحقيق فكرة المبادرة كانت هي أصعب جزء، وقد قطعنا هذه البداية بالفعل وعلينا ان نستمر فى الاستفادة من الزخم الموجود لاستكمال بناء الحزام والطريق.

ودعا الرئيس الصينى من خلال تحقيق المبادرة إلى العمل على محاربة الفقر والظلم الاجتماعي والاهتمام بالتنمية والتكامل بين البلدان ودعم التعاون الصناعي والتركيز علي المشروعات التعاونية الكبري التي تدفع بعجلة النمو كما حث علي خلق مناخ سليم وموات للاستثمار المستقر ودعم الربط الاليكتروني والانترنت والاستفادة من الثورة في مجالات تكنولوجيا الطاقة والدفع باقامة المراكز اللوجستية ودعم الحوكمة العالمية ليعم الازدهار والرخاء العالم كله.

كما حث على تعزيز روابط التجارة لانها أحد المحركات الأساسية للتنمية ودعا إلى الدفع باقامة مناطق تجارة حرة وحل مشكلات ومعوقات التنمية والعمل على التوزيع العادل لثمار النمو والتنمية.

وأكد الرئيس الصيني، أهمية الابتكار والابداع لتحقيق التنمية، داعيا الى الدفع بتحقيق مختلف صور الابتكار التكنولوجي وبناء المدن الذكية وتعزيز التطوير التكنولوجي وتخصيص الموارد ومساعدة شباب المبتكرين على تحقيق أحلامهم كما طالب بالاهتمام بالتنمية الخضراء وحماية البيئة.

ونوه بضرورة أن يكون الحزام والطريق رابطا لمختلف الحضارات ويؤكد علي تعايشها وعدم صدامها من خلال التفاهم والاحترام المتبادلين، مشددا على أنه يجب على الجميع التعاون معا لخلق مستقبل أفضل للعالم والبشرية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً