عقدت جمعية النهضة للثقافة والعلوم بالجزويت صالونها الثقافي الشهري، حول كتاب "المسيحيون العرب..حضور وحضارة" للباحث عماد توماس، وبمشاركة الكاتبة الصحفية كريمة كمال والباحث كمال زاخر، وأدار الصالون الكاتب الصحفي هيثم خيري.
تحدث عماد توماس عن نشأة المسيحية العربية في فلسطين وبادية الشام ووجدت التربة الخصبة لنموها وسط القبائل والممالك العربية، مضيفا أن انتشار الإيمان المسيحي لا يوجد توثيق تاريخي له في المراجع العربية والقبطية، إلا بعد القرن الثالث الميلادي.
ثم انتقل الباحث إلى إسهام المسيحيين العرب في الحضارة العربية، مؤكدا أن نشأة الخط العربي ترجع إلى أصل مسيحي، فأقدم الكتابات العربية الشمالية وجدت على أبواب الكنائس، مثل كتابة خرائب زيد، المكتوبة بثلاث لغات اليونانية والسريانية والعربية، فضلا عن نقش حران باليونانية والعربية المنقوش سنة 568 ميلادية.
كما أثرى الكثير من الشعراء المسيحيين اللغة العربية بتعبيرات لم يسبق إليها أحد، فأصبحت على ألسنة كثيرين، ويستقى منها بعض الأمثال الشعبية، من أبيات امرؤ القيس والأعشى وعمرو بن كلثوم والنابغة الذبياني وهند بنت النعمان وورقة بن نوفل.. كما ساهم المسيحيون بفعالية في حركة الترجمة.
وقالت الكاتب الصحفية كريمة كمال إن التاريخ شهد في العديد من مراحله خلطا بين الصراع على أساس ديني وعلى أساس وطني، مضيفة أنها كقارئة تستمتع بتقليب الصفحات في المراجع التاريخية الكبيرة،ولكن ما نجح فيه الباحث في كتابه أنه استطاع تلخيص المواد التاريخية بتحقيق قدر من الإمتاع والاختزال في نفس الوقت.
الباحث كمال زاخر أكد أن بعض المسيحيين في مصر لا يهتمون بعروبتهم وينتمون للحضارة والثقافة القبطية، رغم أن الوجود المادي للمصريين جميعا يؤكد أننا عرب بالأساس، موضحا أن القراءة التاريخية للأحداث تجمع نقاط تلاق بين المسيحيين والمسلمين ولا تفرقهم.
وتحدث عن أن معظم المؤرخين في مصر والوطن العربي كانوا يؤرخون للسلطة والسلطان ولا يلتفتون كثيرا للشعب، والمجهود الذي بذله الباحث في الكتاب أنه نجح في التأريخ للشعب المصري بعد الاطلاع على مصادر عديدة.