المسجد الأقصى يمثل رمزا إسلاميا مقدسا لدى المسلمين عبر التاريخ، لأسباب معروفة يعرفها القاصي والداني، واليوم يشكل هذا المكان المقدّس أحد العناوين الرئيسة للصراع الدائر في فلسطين، وخاصة في ظل مزاعم الصهيونية حول بنائه على أنقاض الهيكل المزعوم، إلى جانب أحاديث البعض وهجومهم على صلاح الدين الأيوبي، والتشكيك في موقع وحقيقية المسجد الأقصى.
وسط هذا الصراع مع الصهيونية، يحاول البعض جعل المسجد عنوانا خلافيا بين المسلمين، بدلا من أن يكون رمزا يوحدهم، في مواجهة من لا يريد الوجود لهذا المكان المبارك.
وانتشر خلال الأيام الماضية، مقطع فيديو للكاتب يوسف زيدان، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مدعيا أن المسجد الأقصى المقصود في القرآن الكريم كمكان لرحلة الإسراء والمعراج، ليس هو الكائن حاليًا في فلسطين، عاصفة من الجدل وردود الأفعال المصرية والعربية، فهو يرى أن "القدس والمسجد الأقصى بنيا في عهد عبد الملك بن مروان ولم يكونا موجودين في عهد الرسول، بل قدم زيدان تفسيرًا جديدًا ومبتكرًا لرحلة الإسراء والمعراج، وفي هذا التفسير الزيداني، إن القدس هي مدينة تقع داخل الأراضي السعودية بالقرب من الطائف".
وترصد "أهل مصر" أبرز الاعتناقات المثيرة للجدل حول حقيقة المسجد الأقصى، ومنها..
_يوسف زيدان
تصريحات يوسف زيدان المتناقضة، تسببت في حالة من الاستياء لدى رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، كما حرص زيدان على سب القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي، ووصفه بأنه من أحقر شخصيات التاريخ، ضمن مشاركته في حلقة ببرنامج "كل يوم" مع مقدمه عمرو أديب؛ ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية المصرية وكذلك الشعبية، مما دفع البعض بنشر إحدى الفيديوهات وبعض الكتابات، التي دافع فيها زيدان عن تاريخ القدس، وهي المدينة الواقعة الآن في الضفة الغربية في فلسطين المحتلة، مؤكدًا عروبة وإسلامية المدينة.
_الشيعة
ظهرت عدة كتابات ومنشورات على ألسنة بعض معتنقي المذهب الشيعي، تفيد بأن المسجد الأقصى لا يحظى بمكانة وقداسة لديهم، وأنهم على اعتقاد بأن المسجد الأقصى المقصود في الآية الأولى من سورة الإسراء ليس المسجد الحالي في القدس، بل هو في السماء.
وتنقسم آراء الشيعة لجزئين، وهما..
الرأي الأول، وهو رأي ثلّة قليلة جدا من علماء ومفسري الشيعة، يقول إن المسجد الأقصى لا يوجد في الأرض وإنما في السماء، هذا الرأي يستند إلى روايات تعتبر أن المسجد الأقصى الوارد اسمه في القرآن الكريم في الآية الأولى من سورة الإسراء مكان مقدّس، لكنه يُوجد في السّماء.
الرأي الثاني، وهو رأي الغالبية المطلقة لعلماء ومفسري الشيعة، يؤكد أن المسجد الأقصى هو الذي في فلسطين في مدينة القدس، هذا الرأي يستند إلى روايات تنقض الأولى، معتبرة أن المسجد الأقصى المبارك الذي ذكره القرآن الكريم في الآية المذكورة، موجود في القدس وهو مكان مقدّس، وللصلاة فيه فضل كبير، ويشار إليه أحيانا ببيت المقدس.
_الإخوان المسلمين
الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى وتحرير فلسطين، كانت عناوين لطالما تصدرت قائمة خطط الإخوان المسلمين حين وصلوا إلى حكم مصر، فلا أحد ينسى المقولة الشهيرة "للقدس رايحين شهداء بالملايين"، التي تحدثت بها أفواه قادة الجماعة، إلا أنها كانت مجرد شعارات، طمثتها مصالح الجماعة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وسبق وأصدرت الجماعة بيان لها، بعد عزل الرئيس محمد مرسي، تعود فيه للهجوم على دولة الاحتلال، قائلة "تابعت جماعة الإخوان المسلمين باستنكار شديد ما يجري من اعتداءات صهيونية على المسجد الأقصى المبارك وانتهاك لحرمته المقدسة واستمرار عمليات التهويد والاستيطان وكان آخرها اقتحام المسجد الأقصى من قبل قطعان المستوطنين وبحماية من جيش الاحتلال ومحاصرة المسجد الأقصى ومنع المصلين من الوصول إليه والصلاة فيه ومنع الأذان في سابقة خطيرة من نوعها".