هناك فى أقصى جنوب مصر، وتحديدا حلايب وشلاتين، يتمسك الأهالى بالعادات والتقاليد رغم إيمان من حولهم بالحداثة والتغيير، ومن أشهر القبائل هناك، قبيلة البشارية والعبابدة الذين يبلغ عددهم حوالى 60 ألف نسمة وهم يعيشون فى مناطق وعرة بين دروب وجبال البحر الأحمر بعيدا عن القبائل الأخرى، حيث حافظوا على لهجتهم البدوية وثقافتهم التى تورث من جيل إلى آخر،كما حافظت القبيلة على إيقاع حياتهم من ملبس يميز الرجل البجاوى وبقية ثوابت حياتهم اليومية.
وتبدأ حدود مثلث حلايب وشلاتين من نهاية قرية برانيس التابعة لمدينة مرسى علم حتى خط عرض 22 الفاصل بين مصر ودولة السودان وتسمى آخر قرية حدودية رأس حدربة، ومن أشهر مدن المثلث الشلاتين وأبو رماد وحلايب.
ويعيش بمثلث حلايب وشلاتين قبيلتى كبيرتين هما قبيلة "العبابدة والبشارية " وكذلك الرشايدة التى تقطن منطقة السوق بالشلاتين وتعد أقل عددا بالنسبة للعبابدة والبشارية، وأبناء قبيلة البشارية الأكثر عددا بالمنطقة يمثلون نسبة 70% من سكانها وينتمون لقبائل البجا الذين يقطنون سواحل البحر الأحمر بجميع الدول الأفريقية.
* البجاوية لغة أبناء قبيلة البشارية
اللغة البجاوية التى يتحدثها أبناء قبيلة البشارية هى الأكثر انتشارا بالمنطقة هى لغة مثل النوبية تنطق ولا تكتب، فعندما يكون بينهم أجنبى من خارج منطقتهم يتحدثون فيما بينهم بها، وهناك عدد كبير من أبناء البشارية لا يجيدون العربية من قاطنى الأودية الجبلية.
كلمة البجا التي اشتقت من "البجاوى" بعد الإبدال معناها في الفرعونية الحارس أو المحارب، وقد اكتسبت قبائل البجا هذه الصفات المتعلقة بالقوة من خلال استعانة المصريين القدماء بهم فى أعمال الحرب وحراسة حدود الصحراء.
لقد كان النسب فى قبائل البجا أموميا "أي نسبة إلى الأم" قبل دخولهم الإسلام، ثم تحول إلى النظام الأبوي، بعدها عرفت قبائلهم بأسمائها العربية (البشارية، العبابدة ) ومعظم هذه القبائل وفروعها لازالت تقطن الصحراء وتتكلم اللسان البيجاوى، وهم يطلقون على كلامهم عرفا اصطلاح" الرطانة".
وتزاوج معظم القبائل بين الرطانة واللغة العربية، فقبائل العبابدة مثلا تتحدث العربية إضافة إلى إجادة معظمهم للرطانة التى لها أجرومية خاصة تحتاج إلى جمع وتصنيف وتحليل لصوتياتها وأبنيتها المختلفة، ويقال إن العبابدة تحدثوا العربية خلال سيطرتهم على ميناء عيذاب والذي كان الميناء الرئيس لسفر الحجاج؛ ومعظمهم بالطبع يتحدث العربية الآن.
* ديار العبابدة
أغلبهم أهل إبل وغنم وهم يشغلون البراري الواقعة من شرق النيل من قنا إلى أسوان وشرقا حتى القصير على البحر الأحمر، ويفصلهم عن قبيلة المعازة "بني عطية" شمالا خط عرض يمتد من قنا على النيل إلى مدينة الغردقة على البحر الأحمر وجنوبا إلى حدود السودان، كما يقيم بعضهم بالقرب من شواطئ النيل بالقرب من بلدة قنا شمالا إلى بلدة كروسكو جنوبا.
* التربلة الفن الخاص لقبائل حلايب وشلاتين
التربلة هو فن خاص جدا وغناءه ذو لهجة خاصة بأهل الجنوب بالبحر الأحمر من قبائل العبابدة والبشارية وهو فن غنائي حركي حيث يصاحب الغناء رقصات على آلة الطنبورة بالسيف والدرع، ويقف المشاركون فى صف ويقومون بالغناء الجماعي مع التصفيق على الإيقاعات واللعب بالسيف والترس أو بالكرباج، وتعد رقصة التربلة من أشهر مظاهر حفلات الزواج التي توارثها بدو البحر الأحمر من تراث أجدادهم القديم، وهي عبارة عن سيف حديد درع مصنوع من النحاس كان يصنع قديما درع من درقة الترسىة= البحرية، وهذه الرقصة بالغة الصعوبة على من يؤديها حيث يستخدم السيف والدرع لأكثر من ساعه لكل راقص بمصاحبة الطنبورة والغناء.