صخرة البراق هى الصخرة المشرَّفة التي عرج منها النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء ليلة الإسراء والمعراج، فهى عبارة عن سقف لغار في رأس الجبل، متصلة بالجبل من عدة جوانب وهى موجودة ببيت المقدس، وقد شاع عنها أنها معلقة بين الأرض والسماء ولكن هذا يخالف الواقع المحسوس فهى متصلة بجانب الجبل الذي هي جزء منه، كما أنه لم يرد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يذكر ذلك.
وجاء تشريف هذه الصخرة بأنها كانت مكان معراج النبى وبداية الرحلة المباركة، وقد قام سيدنا جبريل بخرق هذه الصخرة ليربط فيه البراق وقد ورد فى ذلك العديد من الاحاديث النبوية الصحيحة التى تدل على هذه الواقعة، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ ...).. [رواه مسلم].
وعن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ جِبْرِيلُ بِإِصْبَعِهِ فَخَرَقَ بِهِ الْحَجَرَ وَشَدَّ بِهِ الْبُرَاقَ).. [رواه الترمذي والبزار وابن حبان. وإسناده صحيح].
مصلى قبة الصخرة وثواب الصلاة فيه:
المصلى هو أحد أجزاء المسجد الأقصى المبارك وهو من أحد أهم المساجد الاسلامية في مدينة القدس، وقد سمى بقبة الصخرة لوجود الصخرة المشرفة التى عرج منها رسولنا الكريم إلى السموات السبع بصحبة سيدنا جبريل عليه السلام.
أما عن ثواب الصلاة داخل المسجد الاقصى فقد أراء العلماء وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة في فضل الصلاة في المسجد الأقصى:
- فمنها ما يعدل ثواب الصلاة فيه بخمسمائة صلاة، كحديث أبي الدرداء وله شاهد عند ابن عدي من حديث جابر رضي الله عنه، وإسناده ضعيف.
- ومنها ما يعدل ثواب الصلاة فيه بالف صلاة في غيره، وهو حديث ميمونة بنت سعد عند أبي داود وابن ماجه وأحمد ، وقال ابن مفلح في الآداب: رجاله ثقات.
- ومنها ما يعدل ثواب الصلاة فيه بخمسين ألف صلاة، وهو حديث أنس رضي الله عنه، عند ابن ماجه ، وفيه جهالة، كما أشار إلى ذلك العراقي.
فبغض النظر عن اتفاق علماء الحديث على رقم معين يعدل ثواب الصلاة فيها أن انهم جميعا اتفقوا على فضل ثواب الصلاة بهذه البقعة المباركة التى تشرفت بمعراج سيد البشر صلى الله عليه وسلم منها.
كما حدثنا القرآن الكريم عن فضل المسجد الأقصى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.. [الإسراء:1]، وأكدت السنة النبوية المشرفة هذه القيمة العظيمة بشرف الهدية الإلهية من الله إلى حبيبه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.