معلومات لا تعرفها عن مهرجان كان.. "هتلر" وراء إقامته

كتب : أهل مصر

لا يزال الزعيم الألماني النازي أودلف هتلر، يمد الأحداث الجارية في العالم، بما يكسبها لونًا غريبًا، ولا يزال كذلك هذا الزعيم الذي مر على انتحاره قرابة 72 عاما، قادرًا على الظهور من آن لآخر، في جلبة وصخب.

تأثيرات الزعيم الأشهر في ثلاثينيات وأربيعنيات القرن الماضي، هذه المرة لا علاقة لها بالعمل العسكري، أو التوظيف السياسي، ولا هي كذلك انجذاب لشخصية يراها البعض ملهمة ومؤثرة، فيحين استدعائها من غيابات الماضي لتطبيق طرفًا مما مارسه في حياته العسكرية والسياسية المثيرة.

"هتلر" ومهرجان كان، ارتباط وثيق، وقصة متشابكة، بدأت مع انطلاق النسخة الأولى من المهرجان الذي تواكب الآن ذكراة الحادية والسبعون.

وعلى الرغم من أن المؤتمر انطلق عام 1946، إلا أن الكثير من الفرنسيين يرون أنه بدأ في العام 1939، بمبادرة جاءت ردًا على تدخل "هتلر" في أعمال مهرجان البندقية السينمائي، والذي انطلق في إيطاليا عام 1932.

والقصة أنه في عام 1938، تدخل "هتلر" في أعمال المهرجان الإيطالي، بسبب أنه وجد أن الأفلام الألمانية في العام السايق عليه، لم تحصل على أية جوائز، ما دفعه ـبتنسيق مع موسوليني، إلى التدخل بشكل مباشر، وفرض على لجنة التحكيم اختيارات محددة.

وبالفعل أثمرت جهود الزعيم النازي، ففاز الشريط الوثائقي الألماني "آلهة الملعب" والفيلم الإيطالي "لوشيانو سيرا.. الربان".

تصرفات "هتلر" وموسوليني أثارت غضب الشخصيات المشاركة، وكان من بينهم الديبلوماسي الفرنسي فيليب إرلانجي، والأخير هذا كان المبادر إلى تقديم مشروع بإنشاء مهرجان سينمائي للسلطات الفرنسية.

وعلى الرغم من موافقة وزير التربية الوطنية جون زاي، ووزير الداخلية ألبرت سارو، على المبادرة، إلا أن أفرادا آخرين من الحكومة الفرنسية بدوا مترددين، لعدم رغبتهم في توتير العلاقات أكثر بين باريس وروما، إلا أن "سارو" ورفاقه نجحو في إقناع الحكومة، ومن ثم اتفقوا على تنظيم المهرجان وفي اليوم نفسه الذي ينطلق فيه مهرجان البندقية بإيطاليا.

وبعد مساجلات وخلافات على اختيار المكان، لإقامة المهرجان الجديد، وذلك بسبب طغيان شهرة مدينة البندقية بمعالمها الجغرافية المتميزة، وتاريخها الفني العريق، وقع الاختيار على مدينة كان، لتنظيم المهرجان سنويًا، حيث قدرت الميزانية التي يحتاجها المهرجان في أول انطلاقة له، بنحو 970 ألف فرنك فرنسي، وهو ما نجحت الحكومة بالتعاون مع البلدية في توفيره.

وتزامنًا مع الاستعدادات لإقامة المهرجان الذي كان مخططًا له الانطلاق في سبتمبر 1939، اندلعت المعارك في أوروبا بعد اجتياح النازية لمناطق مجاورة، ما دفع دولا كثيرة لإعلان تراجعها عن المشاركة في المهرجان، بالإضافة إلى دفع الحكومة الفرنسية إلى إلغائه.

وبعد حروب وصراعات وتدمير مرير، بزع ضوء "كان" في عام 1946، ولم يخبو إلى الآن، حتى احتل مكانة مرموقة بين مهرجانات السينما على مستوى العالم، وتعد جائزته "السعفة الذهبية"، من أرفع الجوائز في هذا المجال.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً