اعلان

تفاصيل "ناتو سُني عربي" برعاية أمريكا وإسرائيل.. وخبراء: "الهدف صفقات السلاح"

بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى منطقة الشرق الأوسط، في الثاني والعشرين من شهر مايو الجاري، والتي سيستهلها بالسعودية، تحدثت بعض التقارير الغربية عن إعلان ما أسمته بـ"ناتو عربي إسلامي سُني" من العاصمة السعودية الرياض، وذلك لمواجهة إرهاب تنظيم ما يُعرف بتنظيم داش، والحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.

ذكر موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي، أن السعودية تبدي اهتمامًا كبيرا بالزيارة التي سيجريها ترامب، مشيرًا إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز سوف يوجه الدعوة لـ 17 رئيس دولة عربية وإسلامية للمشاركة في لقاء القمة الذي سيجمعه بالرئيس الأميركي في الرياض.

"أهل مصر" يرصد خلال هذا التقرير تفاصيل إنشاء "ناتو سُني" والهدف المعلن والمستتر منه.

- "الناتو" من أميركا إلى العرب:

بدأت فكرة إنشاء هذا الكيان تلوح في الأفق منذ شهر يونيو 2015، حيث دعا المستشار المُقال للأمن القومي مايكل فلين، ترامب لبدء تنفيذه، ليتولى مسئولية الدفاع المشترك وفرض الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط.

انتقل هذا المقترح من الاجتماعات المغلقة لإدارة ترامب، إلى الصحافة خاصة صحيفة "وول ستريت جورنال" التي كانت أول أول من كشف في 17 فبراير الماضي عن توجه الإدراة الجديدة، لإنشاء تحالف عسكري لتغيير الشرق الأوسط يكون محوره 4 دول عربية هي "السعودية، ومصر، والإمارات، والأردن" إضافة إلى إسرائيل التي تشارك مع التحالف المعلومات الاستخباراتية لمواجهة عدو مشترك هو إيران.

الصحيفة الأمريكية وقتها، قالت إن مبدأ التحالف هو أن الاعتداء على أي من أعضائها يمثل اعتداء على جميع الدول المشاركة فيه على غرار حلف "الناتو" دون أن تكون إسرائيل أو أمريكا متواجدتين بصورة رسمية.

انتقل هذا المقترح إلى منطقة الشرق الأوسط، خلال زيارة جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأميركي، إليها، حيث اقترنت بتفسيرات تتعلق بالترويج لإنشاء "ناتو عربي"، لمواجهة إيران والتنظيمات المتطرفة، وذلك وفقًا للكاتب الصحفي جمال طه.

- هدف "الناتو":

سلطت صحيفة "واشنطن بوست"، الضوء عما وصفته بـ"أكبر" صفقة سلاح في التاريخ من المقرر أن يُعلن عنها ترامب أثناء تواجده في الرياض، حيث تتراوح قيمتها ما بين 98 مليارا إلى 128 مليار دولار أميركي.

كجزء من خطته، لافتةً إلى إجراء إدارة الأميركية والسعودية من وراء الكواليس مفاوضات مكثفة بقيادة مستشار البيت الأبيض "جاريد كوشنر" وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بشأن هذه الصفقة.

- "رغبة جامحة" لترامب:

من جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للسياسات، إن هذا الكيان يُمثل "رغبة جامحة" لدى ترامب في أن يكون "سمسار" السلاح الأول في منطقة الشرق الأوسط، منافسًا بذلك سلفه باراك أوباما الذي نجح في بيع أسلحة للدول العربية خاصة التي تشهد نزاعات وحروبًا في الوقت الراهن.

أوضح اللاوندي، لـ"أهل مصر"، أن السبب الرئيس لبدء ترامب زيارته من السعودية؛ هو بيع الأسلحة لها بالإضافة إلى الدول الخليجية، وذلك تحت مسمى "الحرب على الإرهاب"، معتبرًا ما يسمى بـ"ناتو سني" بمثابة "نقطة البداية" لإشعال الحرب الطائفية في المنطقة بين الدول العربية السنية والشيعية، وذلك بالسلاح الأميركي.

على الصعيد ذاته، أشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن موقف مصر من هذا الكيان سيكون التأييد؛ نظرًا لأنها أول من طالبت بإنشاء كيان عربي موحد من أجل محاربة الإرهاب في المنطقة برمتها، لافتًا إلى أن السعودية هي من أرادت تأجيل هذه الخطوة آنذاك، لتأتي وتعلن عنها الآن.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، تسلم دعوة من قبل الملك سلمان بن عبدالعزيز، ليعرب عن تقديره لهذه الدعوة من أجل المشاركة في القمة، لاسيما في ضوء دقة المرحلة التي يمر بها العالم العربي، والتحديات المختلفة التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.

- لماذا إسرائيل:

بالرغم من أن معاهدة "الدفاع العربي المشترك" الموقعة بين الدول العربية في خمسينات القرن الماضي، كانت موجهة ضد العدو الإسرائيلي، بالأساس إلا أن التطورات الجديدة في المنطقة وإبرام دولا عربية معاهدات سلام معه جعل مشاركته في التحالف أمرًا اعتيادًا بالنسبة لقادة الدول العربية.

وفقًا للموقع الإسرائيلي، فإن إسرائيل هي من ستزود الجيش "العربي–الإسلامي" بتدفق المعلومات الاستخبارية التي يحتاجها التحالف، في إشارة إلى الإمكانيات التكنولوجية التي تمتلكها الاستخبارات الإسرائيلية، من أقمار اصطناعية وأجهزة وبرمجيات متطورة للرصد والتعقب وتحليل المعلومات.

هو ما استنكره مساعد وزير الخارجية المصري السابق أحمد القويسني، قائلًا إن هناك "خللا استراتيجيا كبير جدًا وطريقة لاستبدال عدو بعدو آخر".

أضاف القوسيني، لـ"أهل مصر": "هذا التحالف يدعم تصور أمريكي لخلق صراع شيعي -سني. وإذا كان هناك تهديد إيراني في الوقت الراهن، فيمكن علاجه بأساليب أخرى كثيرة، ولا تصل إلى حد التحالف العسكري بمكون إسرائيلي.

تساءل مساعد وزير الخارجية السابق، عن "مقابل إدخال إسرائيل ضمن تحالف إسلامي؟" مستدركا أن ذلك "قد يكون مطروحًا في إطار تسوية القضية الفلسطينية"، معتبرًا أن "الحديث عن دور استخباراتي يمثل غطاء لدور تريد إسرائيل أن تختبئ خلفه".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً