بعد اقتراب تكوينه..الناتو السني يهدف لدحر الإرهاب ومقاومة الأطماع الإيرانية..وخبراء:مشاركة إسرائيل مرفوضة

صورة تعبيرية
كتب : أحمد سعد

نقلت عدة تقارير صحفية اقتراب الإعلان عن تأسيس "ناتو سني" بمشاركة إسرائيلية، مشيرة إلى أن ثمة اجتماعات عربية تشهدها السعودية الشهر الجاري لتضع اللمسات الأخيرة على كيان جديد لمكافحة الإرهاب، ومواجهة النفوذ الإيراني.

كانت بوابة "أهل مصر" كشفت في تحقيقيها المنشور منذ أشهر، أن حلم "الناتو العربي" اقترب من التحقيق، وذلك بسبب التقارب المصري الأمريكي والسعودي الفترة الماضية، إلى جانب رغبة ترامب في توحيد جبهة العرب ضد إيران للتصدي إلى نفوذها، ومكافحة الإرهاب من ناحية أخرى.

التقارير الصحفية، أشارت إلى أن التحالف السني، يضم أكبر عدد ممكن من الدول العربية على رأسها السعودية ومصر التي تواجه تهديدات وجودية من الجماعات الإرهابية والدعم الإيراني لجماعات الحوثيين في اليمن.

قال عادل الجبير، وزير الخارجية السعودى، ردًا على سؤال حول دقة الأنباء التى ترددت عن أن الأيام القادمة ستشهد الإعلان عن حلف عسكرى إسلامى على غرار حلف "الناتو"، من ناحية المبدأ فهناك تفكير فى هذا المجال، وهناك إدراك للحاجة لمثل هذا التحرك، وهناك أيضا تشاور حول أفضل آلية ووسيلة لتحقيق هذا الغرض، ولكن أعتقد أن الحديث عن ذلك قد يكون مبكرا.

وأضاف وزير الخارجية السعودى خلال مؤتمر للإعلان عن تفاصيل الزيارة التاريخية التى سيقوم بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للسعودية يومى السبت والأحد المقبلين، أن هناك بالفعل تحالف بين دول مجلس التعاون، وهناك التحالف الإسلامى لمواجهة التطرف والإرهاب، فضلا عن فكرة القوى العربية المشتركة والتى طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتى تصب فى نفس السياق.

وترصد "أهل مصر" أبرز ملامح التحالف الجديد، ومنها..

_مشاركة إسرائيلية

ثمة تقارير أشارت إلى أن التحالف الجديد يضم دولة الاحتلال الإسرائيلية، وذلك عن طريق تبادل المعلومات الاستخباراتية، وربما تشارك فيه دول غربية أخرى تواجه تهديدات من الجماعات الإرهابية خاصة فرنسا التي لا زالت تتعافي من هجمات إرهابية على أراضيها خلال الأعوام الأخيرة.

التقارير أوضحت أن السعودية أقامت تحالفا عربيا سنيا مدعوم من واشنطن يشن حملة عسكرية منذ مارس 2015 لمساندة حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا، ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الشيعية.

ويقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن إسرائيل هي العدو الأساسي لمصر والدول العربية، ولا يمكن التفكير في غير ذلك، رافضا إشراكها بأي شكل في التحالف السني في حال تكوينه، مشيرا إلى أن التحالف العربي أصبح ضرورة في ظل تزايد الخطر الإرهابي.

وتابع نافعة في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن الناتو السني، سيكون له آلية مختلفة في التعامل مع الخطر الإرهابي، مشيرا إلى أن الهدف الأكبر للناتو هو التعبير الحقيقي عن الدين الإسلامي الرافض لكافة الأفكار الخاطئة التي تتبناها التنظيمات الإرهابية باسم الدين الإسلامي.

_رعاية أمريكية

الرعاية الأمريكية للناتو السني، جاءت بهدف ردع النفوذ الإيراني، وتحويل جبهة التحالف نحو الشعية، خاصة في ظل تصاعد الأزمة بين إيران وأمريكيا، مما دفع ترامب لدعوة الدول العربية لتكوين تحالف سني، لمحاربة النفوذ الإيراني.

من جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للسياسات، إن هذا الكيان يُمثل "رغبة جامحة" لدى ترامب في أن يكون "سمسار" السلاح الأول في منطقة الشرق الأوسط، منافسًا بذلك سلفه باراك أوباما الذي نجح في بيع أسلحة للدول العربية خاصة التي تشهد نزاعات وحروبًا في الوقت الراهن.

أوضح اللاوندي، لـ"أهل مصر"، أن السبب الرئيس لبدء ترامب زيارته من السعودية؛ هو بيع الأسلحة لها بالإضافة إلى الدول الخليجية، وذلك تحت مسمى "الحرب على الإرهاب"، معتبرًا ما يسمى بـ"ناتو سني" بمثابة "نقطة البداية" لإشعال الحرب الطائفية في المنطقة بين الدول العربية السنية والشيعية، وذلك بالسلاح الأميركي.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أوردت في فبراير الماضي أن فلين طرح فكرة مماثلة للحلف في شهادة أمام الكونجرس في يونيو 2015، بعد فترة قصيرة من ترك منصبه مديرا لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (البنتاجون).

وقتها حث الجنرال فلين الحكومة الأمريكية على خلق ودعم ''هيكل وإطار عربي على غرار الناتو'' لمواجهة إيران والجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية، وقال وقتها ''ابن جيش عربي قادر على تأمين مسؤوليتهم الإقليمية''.

ولفت المسؤولون الثلاثة أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس تطرق إلى خطط إنشاء "الكيان الجديد" خلال جولته في الشرق الأوسط الشهر الماضي، والتي حملته إلى مصر والسعودية وإسرائيل وقطر.

_التمويل

ورغم أن المسؤولين الثلاثة رفضوا الحديث عن تمويل ذلك "الكيان" إلا أن أحدهم ألمح إلى أن الدول الخليجية الغنية هي بالطبع التي ستتولى أمر التمويل على اعتبار أن القاهرة وعمان تعيشان أزمات اقتصادية طاحنة.

كانت وول ستريت جورنال أول من كشف في 17 فبراير الماضي عن توجه ترامب لإنشاء تحالف عسكري لتغيير الشرق الأوسط يكون محوره 44 دول عربية هي السعودية ومصر والإمارات والأردن إضافة إلى إسرائيل التي تشارك مع التحالف المعلومات الاستخباراتية لمواجهة عدو مشترك هو إيران.

وقالت الصحيفة الأمريكية وقتها إن مبدأ التحالف هو أن الاعتداء على أي من أعضائها يمثل اعتداء على جميع الدول المشاركة فيه على غرار حلف "الناتو" دون أن تكون إسرائيل أو أمريكا متواجدتين بصورة رسمية.

من جانبه، اعتبر مساعد وزير الخارجية المصري السابق أحمد القويسني، أن "هذا الطرح غير قابل للتطبيق إلا في إطار مكافحة الإرهاب"، مضيفا أن هناك "خللا استراتيجيا كبير جدًا وطريقة لاستبدال عدو بعدو آخر".

وقال في تصريحات صحفية له، "هذا التحالف يدعم تصور أمريكي لخلق صراع شيعي -سني، وإذا كان هناك تهديد إيراني في الوقت الراهن، فيمكن علاجه بأساليب أخرى كثيرة، ولا تصل إلى حد التحالف العسكري بمكون إسرائيلي".

وتساءل القويسني عن "مقابل إدخال إسرائيل ضمن تحالف إسلامي؟" مستدركا أن ذلك "قد يكون مطروحًا في إطار تسوية القضية الفلسطينية".

وقال الدبلوماسي المصري السابق إن "الحديث عن دور استخباراتي يمثل غطاء لدور تريد إسرائيل أن تختبئ خلفه".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً