التربي كلمة السر في جريمة نبش القبور وبيع الجثث..وأقصى عقوبة لنابش القبور 500 جنيه..وعالم أزهري: جريمة بشعة تمس الدين والمجتمع

تناولت حلقة الأمس ببرنامج "المشاعبة" الذي تقدمه الإعلامية شيماء جمال، على فضائية "LTC"، قضية أثارت جدل المشاهدين، تمثلت في اختراق عالم الموتي، وعرض أسرار نبش المقابر، وبيع الجثث، وتخللت الحلقة بعض الفيديوهات التي تم تسجيلها في المقابر تثبت صحة القضية التي يعرضها البرنامج.

واستهلت الإعلامية البرنامج بجلوسها على كرسي يتمتع برقعة نور وسط ظلام، حاملة في يديها جمجمة وبقايا عظام اليد، وبدأت بقول كلمة "وحدوه"، تعبيرًا عن مدي الحزن الذي سيصاب به المشاهد أثناء الحلقة.

وأضافت بشكل ساخر أن فكرة الحلقة جاءت من خلال، رؤيتها للمقابر في الحلم، حيث قالت "أنا لما بشوف حاجة في الحلم بحب أنفذها، فرحت المقابر أقرأ الفاتحة للأموات"، وطرحت على المشاهدين أسئلة بقولها: "وأنت رايح تزور الميت سواء كان أبوك أو حد تاني..أنت متأكد أن عضمه في التربة لسا!!؟"، وانتقلت بحديثها إلى القانون المصري الذي وضع عقوبة نبش القبور وبيع جثث الموتى، حيث تضمنت المادة 160 من قانون العقوبات، على معاقبة نابش القبور بغرامة مالية لا تقل عن 100 جنيه ولا تزيد عن 500 جنيه.

وعرضت مكالمة هاتفية مسجلة دارت بين فريق الإعداد والمدعو بدوي، "تربي" في التجمع الخامس، للاتفاق معه على شراء جثه، فكانت المكالمة كالتالي: "عايزين حبة تراب من تحت رأس ميت"، ووافق بدوي على نبش قبر إحدى الأموات لخدمة إحدى المرضى في العلاج "بالخضة".

أما عن المكالمة الثانية، فكانت بين فريق الأعداد وتربي يدعي ناصر، الذي لقبته الإعلامية بأنه بطل الحلقة، وقال ناصر خلال المكالمة إن تكلفة تصريح نقل الجثة المسروقة 500 جنيه بجانب مبلغ 200 جنيه، يحصل عليها حلقة الوصل بين مسئول الصحة وعم ناصر.

وأكمل حديثه قائلًا:" أنا عايز أجيب ليها جثة ناشفة، أفتح لها الكفن وأطلع الجثة، وأعبيه في أكياس وأحطه في كرتونة، وأغلفه كويس عشان ميبانش أى حاجة، وهعمل تصريح أن حد عندها ميت وبننقله من أرافة باب الوزير لأرافة مدينة نصر، وهيخلص بـ 500، هياخدهم اللى هيعمل التصريح في الصحة و200 للي هيوصلني بيه".

وكان الجزء الثاني من قصة بطل الحلقة، عم ناصر، هي انتقال الإعلامية إلى المقابر التي يقيم بها لفحص الجثة قبل شرائها، وبالفعل عرضت الحلقة الفيديو الذي تم تسجيله في المدافن، حيث ظهر فيه التربي ناصر وهو يفتح قبرين ويتفحص الجثث مع الإعلامية، لتختار جثة من الجثث الأربعة التي كان من ضمنهم طفلين متحللة عظامهم بشكل كامل، وجثة رجل منذ 5 سنوات ومازالت عظامه طرية، أما عن الجثة الأخيرة فهي امرأة.

وأشارت المذيعة إلى أن عم ناصر التربي، فتح مقبرة أخرى كبيرة، تحتوي على جثة لرجل مليئة بالحشرات، وجثة أخرى لسيدة مازالت بكفن ناصع البياض، موضحة أن التربي كان يرغب في إزالة الكفن عن السيدة ليتم معاينتها قبل الشراء، قبل أن تتحلل نظرًا لشدة حرارة الجو الذي يؤثر على الجثة ويعرضها للانتفاخ أسرع من الشتاء.

ورصد الفيديو المعروض على مقاطع، الانتقال إلى مقبرة رابعة ضخمة، تضم العديد من الهياكل العظمية المتفرقة لثمانية جثث، تم تنظيفهم من التراب وجمعهم، لتسهيل عملية البيع.

ومن جانبه قال الشيخ سيد زايد، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الفقهاء قديمًا وحديثًا، ومجمع البحوث العلمية، ودار الإفتاء والأزهر الشريف، أجمعوا بما لا يجعل هناك مجالًا للشك على حرمة القبر وقدسية الموتي، موضحًا أن الله قال " أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ"، مما يعكس مدي انقباض القلب و"القشعريرة" على حد تعبيره، التي يشعر بها الإنسان عند زيارة المقابر، بالإضافة إلى الشعور بقدسية العالم الآخر، مشيرًا إلى أن زيارة المقابر نوع من أنواع العلاج النفسي، كما قال الرسول " صل الله عليه وسلم"، "زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة".

وأوضح أن نبش القبور والمتاجرة بالجثث، هي جريمة بشعة، متسائلًا عن المشاعر والضمير الإنساني الذي من المفترض أن يرفض هذه الجريمة، مشيرًا إلى أن السكوت عن نبش القبور، تتحول إلى جريمة وإثم على من يعرف بأن هذا الأمر يجري ولم يبلغ عنه، موضحًا أن هذه الجريمة تمس الدين والمجتمع.

فيما هاجم خالد سعيد، المرشد السياحي، الحلقة وعرض فيديو لجثث الموتي والنزول للمقابر لأن ذلك يعتبر حرمة موتي يجب احترامها ولا جدال على ذلك، موضحًا أن ما يحدث هو جريمة لا يجب السكوت عليها، وأكمل قائلًا: "اللي حصل ده إجرام وانتي مذيعة مجرمة، لأن دي حرمة موتى".

وأوضح أن مناقئشة قضية خطيرة مثل نبش قبور الموتي، لا يمكن أن تتم من خلال النزول إلى المقابر والتعدي على حرمة الأموات والتقاط مقاطع الفيديو، في سبيل عمل ضجة إعلامية، وضرب مثال على ذلك في تجارة المخدرات، وأكمل قائلًا:" على كده بقي لما نناقش موضوع المخدرات، هتطلعي تشمي في البرنامج".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً