عجوز "ساقط قيد" بالإسكندرية: حلم حياتي بطاقة ورغيف عيش (فيديو وصور)

في غرفة صغيرة متهالكة متران في متر تقريبًا-تشبه "الخرابة"- يعيش المواطن السيد جاد عطية، البالغ من العمر 62 عاما، وحيدًا، بشارع الأمراء باب عمر باشا بمنطقة كرموز في محافظة الإسكندرية، ظروفه الصعبة منعته من الزواج، فهو لا يملك سوى غرفة متهدمة، ومحل صغير ورثه عن أباه الذي كان يبيع فيه الخضار إلا أنه بعد وفاته قرر أن يحوله إلى محل للنجارة.

ورغم ما يعانيه "السيد" من مشكلات، إلا أن حلم حياته أن يمتلك بطاقة رقم قومي ليشعر من خلالها، أنه مواطن مازال على قيد الحياة، وله الحق في أن يتمتع بكافة حقوق المواطن من خدمات "تموين ومعاش"، حتى يستطيع من خلالها تحويل رخصة المحل الذي ورثه عن أبيه من محل للخضار إلى محل نجارة، فعلى الرغم من توافر جميع الأوراق المطلوبة لاستخراج بطاقة شخصية إلا أنه لم يستطع استخراجها بسبب عدم امتلاكه من المال ليدفع "رشوة" كما يفعل الكثيرون لإنهاء أوراقهم- وفق لقوله.

"أنا نجار بسيط على باب الله ووضعي صعب من كل ناحية ومش عارف أنا عايش ليه.. لا بطاقة ولا شهادة ميلاد ولا سكن غير أوضة مكركبة والمحل اللي أملكه بتاع والدي وأنا عملته محل نجارة ولا أملك غيره.. والرزق أهو يوم في ويوم مفيش والحمد لله ماشية"، بهذه الكلمات استهل "السيد" والدموع في عيناه حديثه لـ"أهل مصر"، مضيفا أنه لم يستطع استخراج بطاقته الشخصية على الرغم من توافر جميع الأوراق المطلوبة لاستخراجها، قائلا: "ذهبت عدة مرات إلى مكتب السجل المدني بمنطقة كامب شيزار، لاستخراجها ولكن أمين الشرطة نطوحني.. فذهبت لمديرية الأمن عدة مرات وذهبت إلى منطقة الجمرك وأيضا لمنطقة المسلة وكل واحد يبعتني للثاني.. وفي مرة واحد فتحلي درج مكتبه مرتين علشان أفهم وأدفعله رشوى فمدفعتش فبعتوني لكذا مكان.. وفكرت إني أدفعله 20 جنيه لإنهاء أوراقي لكن خشيت من أن يتهمني بالرشوة وأنا عمري ما عملت كده.. وربنا اللي عالم لو هدفعله الـ20 جنيه هجيبها إزاي ومنين فأنا أحيانا لا أملك أن فلوس المواصلات لأذهب لاستخراج البطاقة".

وحول تمكنه من العيش في ظل ارتفاع الأسعار، يقول "السيد": "أنا لو دخلي 50 جنيه في اليوم هبقى باشا..أنا أوقات ربنا بيرزقني بـ15 جنيه وأيام بـ5 جنيه وأيام مفيش خالص.. ولو ربنا رزقني بالـ5 جنيه في اليوم بتبقي بالنسبة ليا 5 آلاف جنيه.. والأسعار تطلع تنزل ما تفرقش معايا أنا في الحالتين باكل وبشرب لو رغيف عيش بس بالنسبة ليا زي اللحمة والفراخ أو غيره.. المهم إن بطني امتلأت وخلاص ومفيش حد شايفها.. وعلى رأي المثل تعزها تذلك تذلها تعزك.. وأهي ماشية والحمد لله".

وفيما يخص عدم زواجه حتى الآن، يضيف: "كيف أظلم بنت ناس معايا وأنا مش قادر أصرف على نفسي.. والحمدلله علي كل حال".

وعن تمتعه بأي خدمات مثل التموين أو معاش أو غيره مما يعينه على الحياة، أوضح أنه لا يملك بطاقة فكيف يستطيع أن يحصل على تموين أو معاش أو أي خدمات، مشيرا إلى أنه عند استخراجه للبطاقة طلبوا منه أن يأتي لهم بشخص ضامن ولا يوجد لديه سوى شقيقته من أمه فذهبت معه، لكنهم رفضوا وطلبوا منه أن يأتي بشخصين يسكنان بنفس العقار الذي يسكن فيه وبالفعل ذهب ومعه شخصان إلا أنهم أيضا رفضوا استخراج البطاقة له، مما ضاقت عليه الأرض ذرعا ولا يعلم ماذا يفعل، حيث أنه بسبب عدم حمله للبطاقة لا يستطيع التحرك إلى أي مكان خشية من أن يستوقفه أحد رجال الأمن ويطلب منه بطاقته وهو لا يحملها فيتعرض للمسائلة القانونية.

وناشد "جاد" المسؤولين بالدولة بإنهاء أوراقه لاستخراج بطاقته الشخصية كون جميع الأوراق المطلوبة متوفرة، وكذلك تغيير رخصة المحل من محل للخضار إلى محل نجارة حتى يسلم من رجال الحي، قائلا: "أنا لما بلاقي حد من التابعين إلى الحي بالقرب من المحل بأغلقه خشية منهم وأذهب للانتظار علي أي قهوة وأنا لا أملك ثمن كوب الشاي الذي أشربه خوفا من موظفي الحي.. فأنا لا أملك سوى هذا المحل ولا يوجد مصدر دخل غيره".

كما طالب بسكن يقضي فيه ما تبقي له في الحياة بعد رحلة العذاب الذي قضاها طيلة حياته بسبب ضيق المعيشة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً