في محكمة الأسرة بإمبابة ترى العجب العجاب.. فبين الأروقة التي يجاوز عمرها سنوات، جلست "فادية" ذات الجسد النحيل تأبى دموعها على النزول، تتذكر سنوات العمر التي مرت، أمامها كشريط سينمائي هي بطلته، ولا متفرجين سواها.
منذ نعومة أظافرها دفعها الفقر والجهل لاستغلال جسدها بطريقة مهينة جعل كسلعة تباع وتشترى لمن يدفع أكثر، وعقدت صفقاتها مع الشيطان الذي لعب بعقلها، وجمعت بين أكثر من زوج ما بين زيجات رسمية وعرفية، وضربت بكل التقاليد والأعراف وتعاليم الإسلام عرض الحائط، ربما لم تتضح دوافعها الحقيقية سوى أنها كانت تعاني الكبت في منزل الأسرة، وتعاني ارهاب الأب الغليظ القلب، شديد المعاملة، ضيق الأفق، قررت أن ترتبط لأول مرة وهي بعمر العشرين، ولكن لسلوكها السيء وحبها للرجال، طلقت بعد 6 أشهر.
ولكنها عاودت الكرة من جديد لتتزوج من مسن ولكنها أصبحت أرملة بعد 15 شهرا من الزواج، لكنها لم تتغير أو تتأثر بل اتجهت لطريق الزواج العرفى، وأصبحت توقع على عقد كل فترة برجل جديد ينفق عليها.
وصلت إلى مرحلة سيئة فقدت فيها إحساسها بالمتعة في الجمع بين الرجال، بسبب أن أحد أزواجها، بعدما تركته وهربت، وأخذت أمواله، قرر مقاضاتها وبحث عنها في كل مكان، ورفع عليها قضية يتهمها فيها بالسرقة، فشعرت أنها مطاردة، وأخذت تتنقل من مكان لمكان، حتى قررت أن تذهب بنفسها للنيابة ومن ثم المحكمة لتعترف بأنها تستمتع بالجمع بين الرجال، وأنها تعشقهم وتعشق أموالهم، وأنها لا تعرف سبيلا للخروج من هذا الإحساس الذي يسيطر عليها كمرض وأن دموع الندم لن تفيدها.