كشفت مصادر داخل الجماعة الإسلامية، عن تفاصيل مبادرة الجماعة الإسلامية للصلح بين الدولة وجماعة الإخوان، تتوسط خلالها الجماعة بين قيادات الإخوان داخل السجون، وذلك لبدء المرحلة الفعلية لانطلاق المبادرة للعلن، خلال شهر رمضان المبارك.
وبحسب ما كشفت عنه المصادر، فإن الجماعة الإسلامية، عرضت بنود المبادرة على عدد من أجهزة الدولة، وحصلت على موافقة مبدئية، ومن ثم يتم عرضها خلال الأيام المقبلة على قادة الجماعة في السجون، وعلى رأسهم محمد بديع مرشد الجماعة والرئيس المعزول محمد مرسي وخيرت الشاطر وعصام العريان، كما يتم عرضها على محمود عزت القائم بأعمال المرشد والمختفي منذ فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وإبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولي والهارب خارج البلاد.
وأضافت المصادر، أن الجماعة الإسلامية لديها رصيد مع الأجهزة السيادية المصرية، نتيجة التزامها بمبادرة وقف العنف التي أطلقتها في السجون عام 1997، والتزمت بها، وأطلق بناء عليها سراح نحو 30 ألف إسلامي مسجون وقتها.
وأوضحت المصادر، أن بنود المصالحة تتضمن إعلان الإخوان تخليها عن العنف، والسيطرة على جناح الشباب الموالي للجبهة التي أسسها عضو مكتب الإرشاد الذي قتل في مواجهات أمنية في أكتوبر من العام الماضي، محمد كمال، مؤكدة أن مبادرة التصالح بين الدول والإخوان، ضمت كرم زهدي، وعوض الحطاب، وبعض القيادات الإسلامية، والذين توجهوا إلى السجون التي بها إسلاميون منذ عدة شهور، لإثناء الشباب عن التفكير في العنف، ما كان سببًا في إطلاق سراح عدد منهم من قبل رئاسة الجمهورية بناء على مقترح قدمته تلك القيادات، مشيرة إلى أن إقرارات التوبة ونبذ للعنف تدور في السجون بين شباب الإخوان والإسلاميين تمهيدا لإطلاق سراحهم خلال المرحلة المقبلة.
وبحسب المصادر، فإن قيادات الجماعة الإسلامية بالداخل تكفلت بالمصالحة دون قيادات الخارج الهاربة مثل عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية عاصم عبد الماجد، ورئيس حزب البناء والتنمية، طارق الزمر، والقيادي بالجماعة الإسلامية، إسلام الغمري، الذي طلب منها صراحة الابتعاد عن الإعلام والكف عن انتقادات الدولة المصرية.
وقال جمال سمك، الأمين العام لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، إن صيغة التصالح التي وضعتها الجماعة الإسلامية بين الدولة وجماعة الإخوان تمر بـ3 مراحل.
وأوضح سمك، في تصريحات صحفية، أن "المرحلة الأولى تتمثل في التهدئة بين كل الأطراف، والثانية جلوس الحكماء من الطرفين للاتفاق أمثال محمد سليم العوا وأحمد كمال أبوالمجد والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، بينما تتمثل المرحلة الأخيرة في التنفيذ الواقعي والعملي من رد الحقوق وتصحيح الأخطاء".
وأشار إلى أن حزب البناء والتنمية وضع تلك المبادرة منذ فترة، ويسعى حاليًا إلى طرحها مرة أخرى بهدف لم الشمل بين كل أبناء الوطن ووقف نزيف الدماء.