بعد أقل من 24 ساعة على إعلان “الشراكة الاستراتيجية للقرن 21” بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، شهدت هذه “لرؤية الاستراتيجية المشتركة التي ترسم مساراً مجدداً نحو شرق أوسط ينعم بالسلام والتنمية”، أربع حركات تحرش اعتراضي وُصفت في الوسط الدبلوماسي السياسي في الأردن ، بأنها إشارات تنبيه أو تحذير أو استعجال لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
مسار مجدد للشرق الأوسط
وتم استخدام تعبير “المسار المجدد للشرق الأوسط” لأول مرة في البيان السعودي الأمريكي المشترك، الذي صدر في ختام زيارة الرئيس الأمريكي للرياض.
وقد نص البيان على اتفاق البلدين على شراكة إستراتيجية جديدة للقرن الـ 21، بما يحقق مصلحة البلدين، من خلال الإعلان الرسمي عن الرؤية الإستراتيجية المشتركة للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، التي ترسم مسارًا مجددًا نحو شرق أوسط ينعم بالسلام، حيث أن التنمية الاقتصادية والتجارة والدبلوماسية سمة من سمات العملين الإقليمي والدولي.
وجاء في البيان، أن تفاصيل هذه الشراكة الاستراتيجية تضعها مجموعة إستراتيجية تشاورية مشتركة، تعمل على مبادرات جديدة لمواجهة خطاب التطرف العنيف، وتعطيل تمويل الإرهاب، وتعزيز التعاون الدفاعي.
روسيا وإيران في جنوب سوريا
وقبل مغادرة ترامب للسعودية، تحركت مجموعة روسية من المظليين والقوات الخاصة المعروفة باسم “السبيسناز”، مغادرة مقر الفرقة الروسية الـ 31 في سوريا، واتجهت صوب قاعدة التنف في المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي، والذي تتمركز فيه قوات أمريكية معززة بقوات خاصة من بريطانيا والأردن والنرويج، وكانت تلك إشارة تحرش عسكري مسبوقة برفض روسي وإيراني لمضامين زيارة ترامب للسعودية.
ومساء الإثنين، الذي لم يخلُ من رسائل لفظية مبطنّة بالرفض الإسرائيلي لبعض ما صدر في حيثيات زيارة ترامب للمنطقة، حدثت العملية الإرهابية الدامية في مانشستر شمال بريطانيا، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها.
وأعقب ذلك صاروخ خرج من شمال سيناء مستهدفاً إسرائيل، تلته إشارة رابعة مختلفة المضامين والرسائل، تمثلت بطعن شرطي إسرائيلي في بلدة نتانيا، فيما كان ترامب يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم.
طائرة ترامب مباشرة من الرياض إلى تل أبيب
وفي مقابل الحركات الأربع التي توالت بعد إعلان النوايا، صدرت إشارة مختلفة لم تحظ بالكثير من الرصد التحليلي حتى الآن، وتمثلت تلك “الحركة”، بوصول طائرة ترامب مباشرة من السعودية إلى إسرائيل، وهي في ذلك أول رحلة من نوعها في الشرق الأوسط، حيث كانت الطائرات الدولية القادمة من الخليج باتجاه إسرائيل تتوقف في الأردن بعد اجتياز مسارات جوية تراعي قواعد المقاطعة القديمة.
ووصفت سارة ساندرز، نائبة الناطق الصحفي باسم البيت الأبيض على “تويتر”، هذه الرحلة بأنها لحظة تاريخية، من زاوية أنها الرحلة المباشرة الأولى، خاصة أن السعودية لم تمنح مراسلي الصحف الإسرائيلية تأشيرات لدخول البلاد وتغطية زيارة ترامب.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، التي صاغت من هذه الرحلة قصة إخبارية، عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله: “نعم كانت رحلة جوية غير عادية، وآمل يوماً ما أن استطيع السفر من تل أبيب إلى الرياض”.
ولكن الصحيفة توسعت أيضاً في تبيان كيف أن التركيبة الحكومية من حول نتنياهو تجعله غير قادر على أن يحقق ما وعد به الرئيس الأمريكي من جدية وسرعة إنجاز حل للقضية الفلسطينية.