الطيب: الهجوم على الأزهر هجوم على مصر والإسلام

كتب :

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الأزهر هو الكفيل بإشاعة الأفكار الوسطية، وأن رسالته رسالة أمن وسلام للعالم أجمع.

وأوضح الطيب أن ما يقوم به الأزهر لتحقيق رسالته، لم يرق للبعض في الداخل والخارج، فحملوا على عاتقهم رسالة تشويه صورة الأزهر، معقل أهل السنة والجماعة، وحصن الوسطية والاعتدال.

وتابع  "الطيب"- في حديثه الأسبوعي، الذي سيذاع اليوم الجمعة على الفضائيَّة المصرية: "أنا أنبه هؤلاء إلى أن الهجوم على الأزهر هو في الحقيقة هجوم على الشعب المصري، هو هجوم العرب وعلى المسلمين، نعم هجوم على مليار وخمسمائة مليون مسلم، الهجوم على مذهب الأزهر؛ هجوم على ثقافة أمة كاملة ارتضت مناهج الأزهر عقيدة وفكرا وسلوكا.

ولفت إلى أن الإلمام بعلوم العربية ضروري؛ لمن أراد أن يفهم كتاب الله وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم-، والجهل بقواعدها؛ يؤدي حتما إلى فهم خاطئ للقرآن والسنة.

وأضاف: "من قال إن الأزهر يعلم طلابه أن الهم في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أخالف إلى منازل قوم لا يشهدون الصلاة فأُحرِّق عليهم بيوتهم"؛ معناه أن المسلم إذا لم يحضر صلاة الجماعة يُحرق عليه بيته- فهو لم يفهم اللغة العربية؛ لأن هممت بمعنى فكرت، وفرق بين الهم وبين الوقوع في الفعل أو بين تنفيذ الفعل، كيف وقد أجمع الفقهاء على أن صلاة الجماعة في الصلوات سنة، إلا أهل الظاهر فإنها عندهم فريضة، ولفظ "هم" نفسه ورد في سورة يوسف في قوله تعالى: (ولقد همت به وهم بها)، ومحال أن يكون الهم في الآية بمعنى الوقوع في الفعل.

وأشار  شيخ الأزهر إلى أن عدم الإلمام بأسرار اللغة ودلالاتها، والجهل بما استنبطه أئمة الفقه من اجتهادات عميقة من نصوص الوحي المتمثل في الكتاب والسنة، يوقعان في عجائب لا حصر لها من الفهم السقيم والأحكام الغريبة، وهو حال من لم يفهم حديث رسول الله "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى ‏َيَشْهَدُوا‏ ‏َأَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَنَّ ‏مُحَمَّدًا ‏‏رَسُولُ الله" ويعتقد أن فيه دعوة لقتل الناس جميعا حَتَّى ‏الشهادة، وليس الأمر كذلك.

وأوضح أن   (ال) في «الناس» للعهد أي أناس معهودين، وهم الذين وقفوا عقبة أمام الإسلام وكانوا يؤذون المسلمين، فالمقصود بقتال الناس قتال المشركين المعتدين آنذاك، حيث إن كلمة «الناس» هي من العام الذي أريد به الخاص، و"أقاتل" تعني رد العدوان المبدوء من جهة المشركين، إذ المبدوء بالقتال يسمى مقاتلا، إن دافع والبادئ يُسمى قاتلا، لأن "أقاتل" من باب المفاعلة التي تكون من جانبين أو أكثر.

وأكمل: طلابنا في الصف الثالث الإعدادي في مقرر الثقافة الإسلامية يدرسون في وسطية نادرة كثيرا من الموضوعات التي تمس الحياة اليومية، التي من شأنها التأثير في ثقافة المجتمع، فبالإضافة إلى آداب الإسلام العامة، يدرسون –مثلا- حكم تهنئة إخواننا المسيحيين في أعياد الميلاد.

واختتم حديثه بأننا نعلم طلابنا في المرحلة الثانوية في كتاب الثقافة الإسلامية أدب الحوار والتأدب في الحديث عند مخاطبة الآخر، مستندين إلى قوله تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) وقوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مجموعة متوازنة للأهلي وصعبة لبيراميدز.. قرعة دوري أبطال إفريقيا