توجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، السبت الماضي، إلى العاصمة السعودية الرياض، وألقى خطابا هاما في النسخة الاستثنائية من ملتقى "مغردون" الذي أطلقته مؤسسة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز "مسك الخيرية"، بحضور عدد من كبار العلماء وزعماء الدول وقادة سياسيين ودبلوماسيين وشباب إلى جانب مفكرين وصناع رأي في مجال مكافحة الإرهاب من أكثر من 40 دولة.
ووجه شيخ الأزهر، رسالة إلى الشباب العربي والإسلامي في كلمته التي ألقاها، في جلسة مخصصه لفضيلته بعنوان "الكراهية والتطرف وأثرهما على الشباب"، كما ألقى الضوء على الجهود التي يقودها الأزهر الشريف في مجال مواجهة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة والقضاء على خطاب العنف والتعصب والكراهية، وذلك في إطار إستراتيجية الأزهر التي تستهدف توظيف كافة وسائل الاتصال الحديثة لتحقيق قدر أكبر من التواصل الفعال مع المسلمين وغير المسلمين في جميع أنحاء العالم من أجل نشر وتعزيز ثقافة السلام.
شيخ الأزهر في ألمانيا
وصل، الثلاثاء الماضي، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى العاصمة الألمانية برلين، وشارك في احتفالية حركة الإصلاح الديني في أوروبا التي تقيمها الكنيسة البروتستانتية بمناسبة مرور 500 عام على تأسيسها وذلك تلبية لدعوة رسمية من الحكومة الألمانية.
واستقبل الطيب، وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية فالتر ليندنر، وذلك بمقر إقامة فضيلته بالعاصمة الألمانية برلين.
وفي بداية اللقاء، قدم الإمام الأكبر الشكر لدولة ألمانيا على تواصلها الفعال مع الأزهر الشريف في مجال الحوار والتعاون المتبادل، مشيرًا إلى أهمية هذا الحوار في إذابة الجليد المصنوع بين الشرق والغرب، معربًا عن رفضه لنظرية صراع الحضارات ونهاية العالم، ولكن يؤمن بنظرية الحوار والتعارف والتعايش المشترك.
وأضاف، الطيب، لقد استضفنا في الأزهر عددًا من المسؤولين الألمان في مقدمتهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، واستعرضنا سويا آليات تنسيق الجهود من أجل مواجهة الإرهاب.
وأكد شيخ الأزهر على ضرورة التحرك المشترك لمواجهة هذا الإرهاب وانقاذ المتضررين من اللاجئين وغيرهم من الأوضاع اللإنسانية التي يعيشونها وتخفيف آلام المتضررين والمحاصرين، مضيفًا أننا نعول على دولة ألمانيا في المشاركة الفعالة في صنع السلام وإنقاذ الشعوب خاصة لما لألمانيا من دور وثقل عالمي تاريخي وما تتميز به سياستها الحالية من دور ريادي في دعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام.
وأوضح الأمام الأكبر، أن مرصد الأزهر الشريف باللغات الأجنبية، يقوم على مدار الساعة بمواجهة ما تبثه جماعات التطرف من أفكار مغلوطة بأحد عشرة لغة، كما أن الأزهر على استعداد لتدريب الأئمة الألمان على أساليب مواجهة الفكر المتطرف بما يساعدهم في نشر ثقافة السلام، كما أنشأنا مجلس حكماء المسلمين للعمل على نشر ثقافة التعايش والسلام.
من جانبه رحب الوزير الألماني، بالإمام الأكبر والوفد المرافق لفضيلته، معربًا عن تقدير ألمانيا قيادةً وشعبًا لفضيلة الإمام والأزهر الشريف، مشيدًا بالجهود التي يقودها فضيلته والأزهر الشريف من أجل نشر الوسطية والسلام إقليميًا وعالميًا.
وأعرب ليندنر، عن سعادته البالغة، بمشاركة الإمام الأكبر في احتفال حركة الإصلاح الديني في ألمانيا بمرور 500 عام على الكنيسة البروتستانتية، موضحًا أن بلاده مهتمة إلى حد كبير بتكثيف التعاون مع الأزهر الشريف خاصة فيما يتعلق بنشر ثقافة السلام في العالم، مشددًا على ضرورة تعاون الأصوات المعتدلة في مواجهة جماعات العنف والإرهاب، مؤكدًا على ترحيب بلاده بالتعاون مع الأزهر الشريف صاحب التاريخ الكبير ومجلس حكماء المسلمين لما يمثلان من صوت للعقل والحكمة والاعتدال، ونقدر ما تبذلونه من أجل تحقيق السلام في العالم.
محمد أبو هاشم يقيم دعوة قضائية
أعلن الدكتور محمد أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر، أنه تقدم بدعوى قضائية أمام القضاء الإداري، ضد قرار الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بانتداب الدكتور محمد المحرصاوى قائم بأعمال رئيس الجامعة.
وأوضح أبو هاشم، أنه أقام الدعوى عقب استنفاذه كل السبل داخل مؤسسة الأزهر من أجل الحصول على حقه، مشيرا إلى أن المادة 44 من القانون 103 المنظم للعمل داخل الأزهر، تنص على تولى أقدم نواب رئيس الجامعة، منصب رئيس الجامعة حال خلوه.
وعقد نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، مؤتمرا صحفيا، الاثنين الماضي، بنادي أعضاء هيئة تدريس جامعة الأزهر، للمطالبة بحقه في منصب القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر، معلنًا رفضه لقرار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بتكليف الدكتور محمد المحرصاوى، قائما بالأعمال خلفا للدكتور أحمد حسنى الذى تقدم باستقالته الشهر الماضي.