كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن شخصية من قلب التاريخ تقدم صورة مختلفة للإسلام،وهو الأمير عبد القادر، الذي حارب الاحتلال الفرنسي للجزائر، وشهد أعدائه قبل حلفائه بنزاهته وسماحته.
وقالت الصحيفة البريطانية أن الأمير عبد القادر نموذج للأمير المسلم، والشيخ الصوفي المحارب الشرس الإنسان، الذي حمى شعبه ضد البربرية الغربية، وحمى المسيحيين ضد الإرهاب.
وأشار إلى أنه من فرط عظمته أصرت السلطات الجزائرية على إعادة عظامه إلى الجزائر من العاصمة السورية دمشق، التي كان منفيا فيها ووافته المنية فيها يوم 26 مايو عام 1883.
حظي الأمير عبد القادر باحترام أعدائه قبل حلفائه، خاصة وأنه كان يمنع مقاتليه من تدمير أو حرق أي كتب، كما أنه كان مؤمنا بحقوق الإنسان بمفراداتها الحالية.
وحظى الأمير عبد القادر بدعم الفلاسفة الفرنسيون في مواجهة احتلال بلادهم للجزائر، وأبرزهم فيكتور هوغو، واللورد لندنديري، كما أنه حظي باحترام لويس نابليون بونابرات، الذي أصبح فيما بعض الإمبراطور نابليون الثالث.
رغم أن الأمير عبد القادر شن حرب عصابات على واحدة من أكثر جيوش الغرب تجهيزا وقوة، إلا أنه أسس دولة في غرب الجزائر، وظف فيها مستشارين مسيحيين ويهود، وكان يعامل الأسرى الفرنسيين بإنسانية مفرطة، حتى أنه عين كاهن لهم حتى يتمكنوا من أداء صلواتهم كاملة.
ولكن أبرز مواقفه النبيلة لم تكن في الجزائر، بل كانت في منفاه بدمشق، حيث نشبت عام 1860 حرب أهلية، ووجد السكان المسيحيون أنفسهم محاصرين من قبل مهاجمين، الذين كانوا حينها يمارسون أعمالا تشبه تلك التي يمارسها "داعش".
وأضافت الصحيفة أن المقاتلون كانوا يحملون السيوف والسكاكين ويستعدون لذبح كافة المسيحيين المحاصرين، ولكن الأمير عبد القادر أرسل حراسه الجزائريين، الذين كانوا يحرسونه في دمشق، لشق طريق رافقوا فيه أكثر من 10 آلاف مسيحي وقال بعض المؤرخون إنهم كانوا 15 ألف مسيحي حتى وصلوا إلى منطقة آمنة.
وعندما تجمع المقاتلون عند بيته، غاضبين من إنقاذه للمسيحيين المحاصرين، خطب فيها خطة يمكن أن توصف بأنها أقوى الخطابات التي يمكن مواجهة الفكر الإرهابي والمتطرف بها، والتي يتجاهلها الإعلام الغربي بصورة كبيرة.
وقال الأمير عبد القادر في خطبته: "هل هذه هي الوسيلة التي تحترمون وتقدسون بها الرسول؟ الله سينتقم منكم! العار عليكم! العار عليكم!، سيأتي اليوم الذي ستدفعون فيه ثمن جرائمكم تلك….أنا لن اسلم لكم ولا مسيحي واحد، إنهم إخواني، اخرجوا من هنا، وإلا أمرت حراسي بالقضاء عليكم".