اعلان

الإمام الأكبر: نظام الأسرة في الإسلام مؤسَّس على الأخلاق

الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

قال الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في أولى حلقات حديثه اليومي الذي يذاع طوال شهر رمضان المعظم، إن حلقات هذا الشهر الكريم لهذا العام ستدور حول مفهوم الأسرة ومشكلاتها وما ترتب على اتباع هدي الإسلام للأسرة من سعادة وطمأنينة وما ترتب أيضا على الخروج عن هدي الإسلام من شقاء وخلافات تهدم الأسرة وتخلف مشكلات عديدة بالنسبة للزوج والزوجة والأطفال.

وأكد الطيب، أن الأسرة الهادئة المطمئنة تكوِّنُ مجتمعًا هادئا مطمئنا قادرًا على التنمية والتقدم والتطور، والعكس صحيح؛ لأن الأسرة هي وحدة بناء المجتمع، فإذا وجد فيها خواء انهارت كما ينهار البناء، موضحًا أن الإسلام أحاط الأسرة بالرعاية والاهتمام في كل مراحل تكوينها، وليس الإسلام فقط، وإنما اهتمت بها كل الأديان والشرائع السماوية وأحاطتها بأحكام غاية في الدقة والإتقان من جميع جوانبها بما يكفل لها الاستقرار ويبعدها عن الاضطراب.

وتابع فضيلة الإمام الأكبر: القرآن الكريم أحكامه التشريعية شكلت فقها متكاملا وكاملًا حول موضوع الأسرة من قَبل نشأتها وفي أثناء تشكيلها ومصاحبتها في مسيرتها وما قد يعرض لها من نتيجة الخروج عن هذه الأحكام من أمراض تجعلها في مهب الريح وتخلف وراءها كوارث، كما أن الأسرة تشغل في الإسلام حيزًا كبيرًا من حيث الأحكام الشرعية ومن حيث بناء هذه الأحكام على أسس أخلاقية مهمة في الأسرة.

وأردف: الأسرة في فلسفة التشريع الإسلامي ليست مشروعا ماديًّا أو طبيعيا أو غريزيًّا كما قد يفهم، فإذا ذهبنا إلى رجال القانون سنجد نظام الأسرة عندهم عبارة عن عقد مدني بين اثنين، كما تكون العقود مثلا في المنازل، حقوق وواجبات ولا يتعلق إطلاقا بأي بعد أخلاقي أو إنساني معين،وعند الفلاسفة القدامى والمحدثين، هو ارتباط بين جنس قوي وجنس ضعيف؛ لأن تقييم الزواج يرتبط بتقييم المرأة، حتى إن أرسطو مثلا كان يفسر سقوط إسبرطة بالتهاون مع المرأة ومنحها بعض الحقوق في إدارة الأعمال، وأيضًا إذا ذهبت إلى منطق الحضارات، كانت المرأة في مرتبة ثالثة أو رابعة، وبناء على ذلك الأسرة عندهم هكذا، أما في الإسلام فليست الأسرة مشروعا مدنيا وليست الأسرة ارتباط جنس ضعيف بآخر قوي، وليست كما يقول علماء الاجتماع حادثة تضمن تكثير النوع، وإنما هي مشروع إلهيٌّ مقنن بأنظمة وقوانين وآداب وسلوكيات، عبر عنه القرآن الكريم بأنه ميثاق غليظ، قال تعالى في سورة النساء: (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا، وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
المشدد 15 سنة لمضيفة طيران التونسية بتهمة إنهاء حياة ابنتها بالتجمع الخامس