في كل منزل تسود الألفة وتجتمع الأسرة في ظلال الرحمة الرمضانية، وحول مائدة الخير الشهية، برفقة الأحباب في العزومات التي يتميز بها رمضان.
ولكن للشهر الكريم مشاهد أخرى، وأناس أخرون يعملون على أن يمر الشهر بسعادة قدر الممكن، ويساعدون كل أب عامل وأم عاملة أن يعودو إلى منازلهم قبل الإفطار، هؤلاء الجنود المجهولون الذين يساهمون في لم شمل ملايين الأسر التي لا يعرفونها، وأخرون يساهمون في الحفاظ على أمن ذات الأسر التي لا يعرفونها أيضًا.
ومن هؤلا الجنود المجهولون والمحرومون من تناول الإفطار في منازلهم، أحمد إبراهيم، سائق بهيئة مترو الأنفاق، وإيهاب حمدي، سائق بهيئة النقل العام، حيث يشرحا خطة عملهما في رمضان وكيف أنهما محرومان من "لمة رمضان" وقت الإفطار مع أسرتيهما.
وقال "إبراهيم"، سائق بهيئة المترو، خلال تصريحات إعلامية، إنه أنهى عمله أول يوم في رمضان بعد أذان المغرب بساعة ونصف، رغم أن الأسرة انتظرته في أول يوم للإفطار معهم ولكن تأدية واجبه في العمل أهم، مضيفًا :" أنا فطرت وأنا أقود قطار المترو ، ووزعوا علينا وجبات".
فيما قال "حمدي"، إنه قليلًا ما يفطر مع أسرته من أجل توصيل كل مواطن لمنطقته كي يستطيع الإفطار مع أسرته، مضيفًا :" إحنا واجبنا نخدم الناس، بس ساعات الناس توقف الأتوبيس عشان تنزل تشتري حاجة نفطر بيها كلنا".
وأمثال إبراهيم وحمدي، كثيرون في كافة المجالات والقطاعات الخدمية، من ضباط بالجيش وجنود على الحدود وفي المعسكرات، إلى ضباط وجنود للشرطة في الكمائن وعلى الطرق لضبط إيقاع الأمن والمرور وتسهيل الحركة، وفي الإعلام والصحافة مراسلون وصحفيون لخدمة القارئ ومساعدته في الحصول على حقوقه في المعلومة الصادقة والخبر الصحيح، ونفس الحال في المستشفيات وقطاعات الصحة وهيئات الإسعاف والحماية المدنية.
كل هؤلاء المرابطون في مواقعهم، كتب عليهم الحرمان من الإفطار في بيوتهم، ولكن سعادتهم تكتمل بأن تتناول ملايين الأسر إفطارها في أمان ويسر.