قبل 84 عامًا، قرر محمد ماضي أبو العزائم، تأسيس طريقة صوفية جديدة باسمه ليصبح الحاكم النهائي من خلالها، حيث درس العلوم الشرعية وعمل بالتدريس، وأصبح أستاذًا للشريعة الإسلامية بجامعـة الخرطوم، وتوفي عام 1937 م.
وبحسب ما تنشره الطريقة عن مؤسسها فإنه ناهض الاستعمار البريطاني في مصر والسودان وبينما كان سعد زغلول هو المحرك الظاهر لثورة 1919 كان محمد ماضي أبو العزائم هو المحرك الباطن لتلك الثورة. ولا تزال الطريقة العزمية تسير على خطى مؤسسها، بقيادة حفيده محمد علاء الدين أبو العزائم وتعتبر هي المتحدث باسم التصوف والصوفية، في وسائل الإعلام والحياة السياسية، حيث أن شيخها محمد علاء الدين أبو العزائم يرأس أحد الأحزاب السياسية الكبرى في مصر، وهو حزب التحرير المصري.
وتعتبر الطريقة العزمية والتي يوجد مقرها الرئيس بمصر هي أكثر الطرق الصوفية في الوقت الحاضر دلالة على صحة مقولة "التصوف الغالي والتشيع وجهان لعملة واحدة"، كما أنها طريقة قديمة ولا وجود لها في بحسب المصادر التي أحصت أصول الطرق وفروعها، ولا تنسب لطريقة من الطرق القديمة.
- مشايخ الطريقة:
وبعد وفاة ماضي أبو العزائم وخلفه على الطريقة ابنه أحمد محمد ماضي أبو العزائم، الذي توفي في سنة 1970، وخلفه ابنه عز الدين أحمد أبو العزائم، وخلف عز الدين أخوه علاء الدين وهو شيخ الطريقة الآن.
- رفض الأزهريين لمنهج الطريقة:
وهو ما ندد به الكثير من علماء ومفكري أهل السنة، ومن الذين استنكروا ذلك الدكتور محمد عمارة في كتابه "فتنة التكفير"، حيث قال " هذه الطريقة قد احترفت –في الكثير من منابر إعلامها وثقافتها- مع الأسف الشديد –قذف السلفيين- وخاصة شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن عبدالوهاب والوهابية بأبشع الاتهامات.. بما في ذلك التكفير والإخراج من ملة الإسلام".
- التقرب من الشيعة:
ولا تمر ندوة من الندوات العزمية إلا وكان أصحاب المعتقد الشيعي جزءًا من المدعوين، بل ومن المُحاضرين فيها في كثير من الأحيان.
ووصل الأمر إلى تكرار حضور سفير إيران لمولد الحسين في مقر الطريقة العزمية، وقد صرح سفير إيران بحسب جريدة "صوت الأمة"، العدد 118 الاثنين 332003م: "لقد فوجئت بمشاركة مليوني نسمة من المصريين جاءوا من القاهرة وشتي أنحاء مصر، ولم أر قط مثل هذه المشاركة في أي مكان آخر".
وأثناء حضور المستشار الثقافي لسفارة إيران "محمد حسن زماني" للاحتفال بمولد الحسين رضي الله عنه، وبحسب صحيفة الحقائق الدولية 21 8 2007 " كشف (زماني) عن رغبة السفارة الإيرانية في تحقيق تقارب بين الصوفية والشيعة في إيران، بقوله: "ن هناك تشابهًا كبيرًا بين الطرق الصوفية والشيعية، وأن التواصل سيحقق نوعًا من التقارب المأمول بين المذاهب الإسلامية".
كما أن الكتب الخاصة بهم لا تخلو من هذا التقارب، حيث في كتيبات الطريقة العزمية تدل دلالة قاطعة على تشيع هذه الطريقة، فقد كرسوا هذه الكتيبات المسماة "سلسة الفتوحات العزمية" وهي سلسلة تجاوزت الثلاثين كتيبًا للحرب على أهل السنة من ناحية وللدفاع عن الشيعة من ناحية أخرى.
في العدد رقم (12) من تلك السلسة، والذي جاء تحت عنوان "أم الأنوار فاطمة الزهراء"، وهو كتيب إذا قرأه من عنده مسحة من علم بعقيدة الشيعة سيتأكد أن كاتبه لابد أن يكون شيعي المعتقد، ولن يدور بخلده أن كاتبه "لجنة البحوث والدراسات التابعة للطريقة العزمية" والتي تدعي أنها على مذهب أهل السنة والجماعة.
بل يرون كما يرى الشيعة أن حب الزهراء منجٍ من النار مهما ارتكب المحب من ذنوب وآثام، فأوردوا حديثًًا باطلًا من كتاب (بحار الأنوار) وهو أحد أهم مراجع الشيعة " لفاطمة عليها السلام وقفة على باب جهنم، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر، فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار، فتقرأ فاطمة بين عينيه محبًا، فتقول: إلهي وسيدي، سميتني فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار، ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد، فيقول الله عز وجل: صدقت يا فاطمة، إني سميتك فاطمة وفطمت من أحبك وأحب ذريتك وتولاهم من النار ووعدي الحق وأنا لا أخلف الميعاد.." بحار الأنوار 43 ص 14-15.