قبل أكثر من 200 عام، قرر أبو العباس أحمد التيجاني، واسمه كاملًا أحمد بن محمد بن المختار بن سالم التيجاني، تأسيس طريقة صوفية جديدة ليأخذ من الجزائر مقرًا لانتشارها في العالم أجمع، فالأفكار الجديدة التي يملكها لا يريد أن يضعها في طريقة قديمة لتصبح هباءً منثورًا، ولذلك وهو في عامه الثلاثين بدأ في التأسيس للنشر بين ربوع الدول العربية، وتوفي عام 1815 ميلاديًا الموافق 1230 هجريًا.
ولد مؤسس الطريقة في قرية عين ماضي بولاية الأغواط في الجزائر، وحفظ القرآن الكريم كما درس العلوم الشرعية وارتحل متنقلا بين فاس، وتلمسان، وتونس، والقاهرة ومكة، والمدينة المنورة، وبغداد، والتقى فيها بعبد الله بن محمد العربي بن أحمد بن عبد الله معن الأندلسي وتكلم معه في أمور ثم لما أراد أن يودعه دعا له بخير الدارين، وقبل افتراقهما قال له: "الله يأخذ بيدك ثلاثًا".
- مقرها الأساسي:
اتخذ من بلدة بوسمغون بولاية البيض (الجزائر) نقطة انطلاق، غير بعيد عن مسقط رأس مؤسسها عين ماضي بولاية الأغواط، التي أجبر على مغادرتها بعد مداهمتها من قبل قوات باي وهران الباي عثمان سنة 1787م وصار لها أتباع في شمال أفريقيا، مصر، فلسطين، الشام، السودان (دارفور)، موريتانيا، السنغال ونيجيريا.
- كرامات مزعومة:
زعم الشيخ أحمد بن محمد التيجانى، مؤسس الطريقة التيجانية، أن من علامات ظهور الإمام المهدى انتشار الطريقة التيجانية وأن مولده في ليلة النصف من شعبان ١٢٥٥ هجرية، الموافقة ١٨٣٧، أما الإمام الحافظ جلال الدين عبدالرحمن السيوطى، فقد كتب في رسالته المسماة بـ"الكشف في مجاوزة هذه الأمة الألف"، أن الذى دلت عليه الآثار أن مدة هذه الأمة تزيد على ١٠٠٠ سنة ولا تبلغ عليها الزيادة ٥٠٠ سنة، فقد ورد في الطريق أن مدة الدنيا منذ آدم عليه السلام حتى قيام الساعة ٧٠٠٠سنة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث في آخر الألف السادس بل أخذ بعضهم من قوله تعالى (هل ينظرون إلا أن تأتيهم بغتة) وقوله تعالى (أن تأتيهم بغتة) أن الساعة تقوم سنة ١٤٠٧.
كما ورد في كتاب الدر المنظوم: "اتفق أهل الكشف أن الإمام المهدى يظهر في المغرب، مستشهدًا بحديث للرسول يقول فيه "لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة"، رواه مسلم في صحيحه، بالإضافة إلى ما نص عليه كتاب القرطبي بأن الإمام المهدى يظهر في المغرب الأقصى على ساحل البحر في جبل المغرب وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى روح الله ويخلف عنه عيسى عليهما السلام.
- الحكم الشرعي فيها:
ومع مرور سنوات طويلة وانتشار عدد من الخرفات من قبل الطريقة، أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإِفتاء "عبد الله بن قعود، وعبد الله بن غديان، وعبد الرزاق عفيفي، وعبد العزيز بن عبد الله بن باز"، فتاوى لتعبر عن أنها طريقة "منكرة".
ورأت اللجنة أن "الطريقة التيجانية طريقة منكرة لا تتفق مع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته، بل فيها بدع شركية تخرج من يعتقدها أو يعمل بها من ملة الإِسلام والعياذ بالله، وأورادها فيها بدع فلا يجوز التعبد بها؛ لأن الأذكار من العبادات، والعبادات توقيفية يرجع فيها إلى كتاب الله وإلى ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لتلاوة القرآن الكريم وما حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذكر والدعاء في دواوين السنة، والكتب التي استخلصت، منها مثل [رياض الصالحين] للنووي، و[الكلم الطيب] لابن تيمية، و[الوابل الصيب] لابن القيم، و[الأذكار] للنووي وغيرها من كتب الحديث المعتمدة. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم".