كاتب سعودي: أمير قطر فقد السيطرة على الجيش ووالده يدير الحكم

الكاتب السعودي محمد آل الشيخ
كتب : وكالات

قال الكاتب السعودي محمد آل الشيخ، إن أمير قطر تميم بن حمد، فقد السيطرة على الجيش وقوى الأمن الداخلي في الدوحة، ولا يملك نفوذا على مشاريع قطر الإعلامية، وأن والده الأمير السابق حمد بن خليفة تنازل عن الحكم نظريًّا لكنه يدير شئون الإمارة هو وقيادات التنظيم الدولي للإخوان.

وقال محمد آل الشيخ في مقال له بعنوان "تميم ووالده وجماعة الإخوان" نشر اليوم في صحيفة "الجزيرة" السعودية، أكد لي أصدقاء قطريون أن تميم الذي يجلس على سدة الحكم في الدوحة، لا سلطة له على الجيش وقوى الأمن ولا على نشاطات الإمارة الإعلامية، حيث بقيت هذه السلطات الثلاث في يد الأب حمد، الذي تنازل له عن السلطة، في أعقاب فشل هذه الإمارة في تحقيق أهداف الربيع العربي كما خططت له؛ غير أن حمد تنازل نظريا عن السلطة، وبقي ممسكا بتلك السلطات الثلاث؛ بمعنى آخر فإن تميم حتى ولو اقتنع بضرورة تغيير السياسة الخارجية، والتصالح مع دول الجوار الخليجي، فلن يستطيع ما لم يوافق والده.

وتابع: "لا يبدو أن والده على استعداد لأن يوافق، فهو الذي يمسك بالقوة العسكرية ومن أهم أذرع هذه القوة الاستخبارات القطرية، التي بات من المعروف أنها تدعم حركات يتفق العالم على أنها إرهابية، كجبهة النصرة التي تقاتل في سوريا، إضافة إلى أنها تحتفظ بعلاقات جيدة بطالبان الأفغانية.

وأوضح: "هناك بوادر تشير إلى أن شخصيات أمريكية، إضافة إلى أعضاء في الكونجرس، يزداد عددهم باستمرار، بدءوا يتساءلون عن وجود قاعدة العديد الأمريكية في بلد يدعم الإرهاب مثل دعمه لجبهة النصرة القاعدية، وحماس التي صنفها الأمريكيون على أنها حركة إرهابية، وفي تقديري هذه التساؤلات لا بد وأن تؤدي إلى رحيل الأمريكيين من قطر إلى جهة أخرى في المنطقة، خروج الأمريكيين من قطر يعني أنها ستتعرى على الأقل على المستوى النفسي، وبالتالي فإنها ستضطر عمليا أن تعقل تصرفاتها السياسية في المنطقة.

واستطرد الكاتب السعودي: "لكن هل تستطيع هذه الإمارة الصغيرة محدودة السكان من المواطنين أن تعقل تصرفاتها (الثورية)؟.. جماعة الإخوان، وبالذات التنظيم الدولي لتلك الجماعة، موجود في قطر؛ وتلك الجماعة في خطابها الأساسي. وأدبياتها، ومؤلفات أساطينها، تقوم من حيث المنطلق على فكرة تثوير المجتمعات، من خلال أسلمتها، والعمل على نسف أمنها واستقرارها، ليتسنى لها تأسيس دولة جماعة الإخوان، التي يسمونها "دولة الخلافة".

وتابع: "جماعة الإخوان في قطر متمكنون من مفاصل الدولة، وبالذات المستويات الإدارية المتوسطة، ويتعمدون أن يتركوا المناصب القيادية العليا للقطريين التكنوقراط، وهم يعملون منذ أن حاول الأب حمد استخدامهم لتحقيق هدفها في قلب السلطة في المنطقة العربية، ومن ثم السيطرة عليها، غير أن فشل جماعة الإخوان في أحداث الربيع العربي، خلط عوامل المعادلة وغيرها، ولكن تلك الجماعة التي فشلت في استلام زمام الأمور في الدول العربية المستهدفة نجحت وبتفوق في التغلغل في قطر، حيث يشكل المصريون المتأخونون، والمتحزبون، ما يزيد عن 40% من مجموع القوى العاملة، الناطقة بالعربية. ويقول القطريون إن تميمًا لو أراد أن يتخلى عن الإخوان، فإمكانية نسب نجاحه ضئيلة، فضلا عن أنه يحتاج لعملية استبدالهم وإحلالهم بآخرين، إلى سنوات طويلة لا تقل عن عشر سنوات على الأقل. أضف إلى ذلك وجود طبقة من القطريين، وبالذات الشباب منهم تشربوا أيديولوجية جماعة الإخوان، وأعداد المنتمين إلى هذه الطبقة في تزايد مستمر، ومعروف عن أن من يتشرب الوباء الفكري الإخواني، يكون في غاية الارتباط بالتنظيم، حتى لو اقتضى الأمر خيانة الوطن، والإخلاص للجماعة؛ فإن من يعرف جماعة الإخوان على حقيقتهم، يعرف أن التأخون وخيانة الوطن وجهان لعملة واحدة لديه.

وختم حديثه قائلا: "يمكن القول وبعلمية أن مستقبل قطر ذاتها قلق وتحفه مخاطر كثيرة على أكثر من مستوى".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً