غزوة تبوك أحد الأحداث المهمة التي وقعت في يوم الثامن من رمضان، في عام 9 هجريًا، التي حدثت في عهد الرسول، بين المسلمين والروم، حيث خرج فيها الرسول بجيش المسلمين لمواجهة الروم، بعد العودة من حصار الطائف بنحو ستة أشهر.
بدأت تداعيات هذه الغزوة عندما قرر الرومان إنهاء القوة الإسلامية التي أخذت تهدد الكيان الروماني المسيطر على المنطقة، فخرجت جيوش الروم العرمرمية بقوى.
أحداث غزوة تبوك
هي إحدى الغزوات التي حدثت في عهد سيدنا محمد، وهي آخر غزوة شارك فيها عليه الصلاة والسلام، ولهذه الغزوة مكانة عظيمة في التاريخ الإسلامي، لأن المسلمين فيها استطاعوا إثبات قوّتهم أمام العالم أجمع.
وكان السبب الرئيسي من هذه الغزوة هو التخلص من الخطر المحدق بالإسلام والمسلمين من قبل الروم، الذين لم يحتملوا خسارتهم في معركة "مؤتة" أمام المسلمين، عدا عن ذلك فقد قام المنافقون بمراسلة الروم ودس المكائد للمسلمين وارتكاب العديد من الجرائم في حق رسول الله وفي حق المسلمين، كما قاموا ببناء مسجد الضرار لإيهام المسلمين، إلا أن هذا المسجد شكل مركزًا لتجمع المنافقين، ولم يدخل الرسول عليه الصلاة والسلام إليه أبدًا، وقام بهدمه بعد إنتهاء هذه المعركة، ومن دهاء وخبث المنافقين أنّهم جعلوا الأمور بالنسبة للمسلمين غير واضحة أبدًا، إلا أنّهم تأكدوا من نوايا الروم تجاههم من خلال الأنباط القادمين من الشام.
بعد أن تأكد عليه الصلاة والسلام من نوايا الروم قام بإعداد جيش عظيم وصل عدد مقاتليه إلى 30000 مقاتل، عدا المنافقين الذين لم يخرجوا معهم واختلقوا الأعذار ليبقوا في بيوتهم، فكشفهم الرسول عليه الصلاة والسلام، لذا سميت هذه الغزوة بالفاضحة؛ لأنّه فيها تم كشف المنافقين ونواياهم الخبيثة، وخرج عليه الصلاة والسلام بجيشه لمواجهة جيش الروم الذي بلغ عدد مقاتليه 40000 مقاتل، إلا أنّ الجو كان في ذلك الوقت شديد الحرارة والأرض مجدبة، وفي الطريق شحّ الماء والطعام، فأكل المسلمون أوراق الشجر، وفتحوا بطون البعير ليشربوا الماء منها، لذا سمّيت هذه الغزوة أيضًا بغزوة العسرة، للصعوبات والعقبات التي واجهت المسلمين وهم في طريقهم إلى مكان المعركة، كما أنّ بعض المسلمين تخلّفوا عندما وصل المسلمون إلى عين تبوك، وهي مكان الغزوة وإليه نسب اسمها، كان الروم هناك ينتظرون قدومهم، إلا أنّه بمجرد رؤيتهم للمسلمين دبّ في قلوبهم الرعب وفرّوا هاربين خائفين من مواجهة المسلمين، وانتصر المسلمون في هذه المعركة دون قتال ودون سفك دماء.