أكد سيرجى كيربيتشينكو سفير روسيا لدي مصر أن تعاون موسكو مع أنقره وطهران لحل الأزمة في سوريا لا يشكل تحالفا أو تكتلا ولا توجد نيه للعمل في هذا الاتجاه، موضحا أن هذه الدول موجودة في سوريا بحكم الظروف وأنها دول مجاورة لها.
وقال السفير إنه لم يتم التوصل حتى الآن إلي خارطة طريق بمعني جدول زمني للتسوية في سوريا نظرا لتعقيدات الموقف ولكن تم إحراز بعض التقدم بالرغم من بعض الصعوبات في المفاوضات في جنيف حيث تتبادل الأطراف المعنية وجهات النظر، مشيرا إلي أن موسكو تقدمت بمشروع دستور جديد في سوريا يتولاه حاليا مبعوث الامم المتحدة لسوريا ستيفان دي مستورا.
وأوضح، في هذا الصدد، أن وزيري الخارجية والدفاع الروسيين أبلغا الجانب المصري خلال مباحثاتهما في القاهرة الأسبوع الماضي بأن الأوضاع في سوريا تتحسن تدريجيا بالرغم من استفزازات الإرهابيين وبالرغم من محاولات البعض تشجيع المعارك، مؤكدا أن موسكو تدعو الجميع بما في ذلك الولايات المتحدة المشاركة في الجهود للتوصل إلي تسوية سلمية للأزمة في سوريا.
وأضاف أنه هناك ثلاثة مستويات للمفاوضات بشأن الأزمة السورية، وهي: المستوي المحلي الذي يعمل فيه الضباط الروس ويتفاوضون في داخل الأراضي السورية، والمستوي الثاني المتمثل في مفاوضات استانا المعنية بالشأن العسكري، والمستوي الثالث وهو مفاوضات جنيف المعنية بالحل السياسي.
وردا علي سؤال حول تقييم تطورات الأوضاع في ليبيا، قال كيربيتشينكو إن وجهات النظر بين مصر وروسيا بشأن ليبيا متقاربة بل هي في مرات كثيرة متطابقة، مضيفا أن رؤيتنا لحل الأزمة في ليبيا مبنية علي أساس اتفاق الصخيرات ودعم جهود مبعوث الامم المتحدة مارتن كوبلر.
وفي سياق آخر، قال السفير الروسي " إن الجانب المصري أطلعنا خلال المباحثات علي القرار بشأن الغارات الجوية علي معاقل الإرهابيين في ليبيا في أعقاب الهجوم الإرهابي في المنيا وأن موسكو تفهمت الدوافع المصرية لاتخاذ هذا القرار".
وردا علي سؤال حول مخاطر هروب الإرهابيين من سوريا والعراق باتجاه ليبيا، قال "إن أمريكا وليس روسيا فقط أعلنت رسميا أنها تدرك هذا الخطر الكبير وهو انتقال الإرهابيين والمرتزقة من سوريا إلي العالم العربي ودول أجنبية، مشيرا إلي أن الطيران الروسي يقوم بضرب هؤلاء للحيلولة دون هروبهم وأن الولايات المتحدة وعدت بالقيام بنفس الشيء.
وردا علي سؤال حول تقييم روسيا لنتائج القمة العربية الإسلامية الأمريكية الأخيرة في الرياض، أعرب عن اعتقاده بأن التقارير التي تشير إلي إقامة حلف ناتو عربي غير دقيقة وغير صحيحة، مشيرا إلي أنه كان هناك مشروع لحلف إسلامي منذ فترة طويلة وإذا تحقق فبالتأكيد سوف يدار إسلاميا وليس من وراء المحيط.
وحول العلاقات الروسية السعودية، قال السفير " إن الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعوي أجري مباحثات مؤخرا في موسكو وأعلن أنه لا يوجد غموض في العلاقات بين السعودية وروسيا ولا في التوجهات فيما يتعلق بالملف السوري أو غيره، مؤكدا علي التعاون المثالي بين موسكو والرياض في الاسهام باستقرار السوق النفطي في العالم فضلا عن التفاهم في قضايا سياسية ودولية أخري.