ترقرقت دموع اليأس في عينيه، وشعر أن الحياة تلفظه وتتحداه، وازدادت حالته النفسية تأزمًا، وسيطرت عليه رغبة عارمة، وأصبح بين قاب قوسين أو أدنى في الانزواء داخل غرفته التي بدت ضيقة موحشة.. انكمش جالسا بين جدرانها، وظل ساعات شارد الذهن لا يكاد أن يستقر على حال حتى اتخذ القرار.
كان قلبه يوشك أن ينفجر، انتفض من مكانه وهرول مسرعا، وأصبح لا يرى أمامه غير شعلة حمراء تتدفق على إثرها الدماء التي انفجرت في عروقه، وبنظرات غيظ وحنق يشوبها قسوة توجه إلى زوجته، التي بات يكره بسبب نصحها الكثير له بترك المخدرات، والالتفات إلى وظيفته، وقام بلف الإيشارب حول عنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
تم إبلاغ رجال المباحث بالواقعة، وعلى الفور، انتقل المقدم هاني إسماعيل، رئيس مباحث البدرشين إلى مكان الحادث، حيث عثر على الزوجة مسجاة على ظهرها بغرفة النوم وبها آثار خنق من الرقبة وبمواجهة المتهم، اعترف أنه يوم الواقعة نشبت مشاجرة بينه وبين زوجته بسبب تعاطيه للأقراص المخدرة وهددته بترك المنزل فقام بخنقها.