قصف مواقع الإرهاب في ليبيا يكلف الدولة ملايين الدولارات.. وخبراء "دواء مر لابد منه"

التسليح في مواجة الإرهاب
كتب : أحمد سعد

عادة ما تصنف عملية الحرب على الإرهاب كونها سلاح ذو حدين، فهو الدواء المر الذي لا غنى عنه في مواقف عدة، خاصة مع تزايد الهجمات الإجرامية التي تشنها التنظيمات الإرهابية، وتسبها في تهديد الأمن القومي للبلاد، فرغم مايمكن أن يتسبب فيه الحرب على الإرهاب من أعباء وتكاليف اقتصادية باهظة، إلا أنه يبقى الخيار الأوحد للدول لردع تلك التنظيمات.

الجمعة الماضية قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي توجيه ضربات جوية على معسكرات التنظيمات الإرهابية في ليبيا، وذلك في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف حافلة تقل عددا من الأقباط في محافظة المنيا، مما أودى بحياة 28 شخصا وإصابة آخرين.

وقال الرئيس السيسي خلال خطابه الموجه للشعب، إنه بعد وقوع النظام الليبى، كنا نعلم أن هناك شر كبير سيأتى لمصر، وكانت القوات تتواجد على الحدود لتأمين البلاد.

وأكمل السيسي، أن العامين الماضيين فقط، حجم العربيات الدفع الرباعى اللى عبرت الحدود لينا فى مـصـر، تقرب من الـ1000 عربية، وخلال الثلاث شهور الماضيين دمرنا تقريبًا 300 عربية وكل ده كان جاى يستهدف المصريين وأمننا"، واستكمل:" هناك جهود كبيرة تقوم بها لدولة لحماية شعبها وأمنها، فيما أبرز بالقول: "اللى شفتوه النهارده مش هيعدى كده، والمعسكرات اللى خرجت منها، وتم التدريب فيها للعناصر دى تم تسديد ضربة ليها جامدة جدًا".

وهدد الرئيس، بالتعامل مع كافة المعسكرات الإرهابية:"هنضرب أي معسكرات داخل أو خارج مـصـر تهدد أمن مـصـر، فنحن لن نتردد في حماية شعبنا من أهل الشر".

وكان تنظيم داعش الإرهابي قد أعلن مسؤوليته عن تفيذ الحادث، ويأتي ذلك ضمن سلسلة العمليات الإرهابية التي يشنها التنظيم على مصر خلال الفترة الماضية، واستهداف الأقباط بشكل خاص.

قرار الرئيس السيسي بتوجيه ضربات جوية لمعسكرات التنظيم في ليبيا لم يكن المرة الأولى من نوعه، ففي فبراير 2015 نفس سلاح الطيران المصري هجوما على البؤر الإجرامية في ليبيا وذلك ردًا على "مذبحة طرابلس" التي نفذها التنظيم لـ21 مصريًا، حيث استهدفت الطائرات من النوع إف 16 البؤر بقنابل من طراز "مارك 82" أمريكية الصنع. الطائرة إف 16 والطائرة "إف 16"، هي الطائرة التي حصلت عليها مصر بموجب اتفاقية "كامب ديفيد".

من جانبها ترصد "أهل مصر" تكاليف الحرب على الإرهاب داخل وخارج مصر.

وقال اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري، إن الحرب على الإرهاب يكلف الدولة أموال طائلة، في آلية التسلح وعقد الصفقات المتعددة لجلب طائرات جديدة وأسلحة مطورة تساعدها في القضاء على البؤر الإجرامية، خاصة مع تزايد تلك الجماعات، واستخدامها هي الأخرى أسلحة متطورة في تنفيذ عملياتها الإرهابية، مشيرا إلى أن التكاليف ربما تزيد عن 8 ملايين جنيها.

وتابع مظلوم، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن طائرات الـ"إف 16" المستخدمة في الضربات الجوية، يبلغ سعر الواحدة منها مايقرب من 19 مليون دولار، كما أن القنابل التي تزود بها تلك الطائرات وهي من طراز "مارك 82"، كان سعرها منذ سنوات مايقارب ال 2000 دولار، إلا أن مع ارتفاع سعر الدولار والذي يقابله ارتفاع الأسعار ربما تصل إلى 5000 دولار، كما أن طائرات الرافال التي تستخدمها مصر في قصف مواقع ومعسكرات التنظيم، كانت قد تعاقعدت مصر على الحصول علي 24 طائرة منها من فرنسا، في الصفقة المعروفة حين ذاك بقيمة 5.2 مليارات يورو، إلى جانب السفن حربية متعددة المهام تصنعها مجموعة الصناعات البحرية.

من جانبه يقول اللواء عادل سليمان، إن أسعار تسليح الطائرات المستخدمة في القصف الجوي لمواقع ومعسكرات داعش في ليبيا تصل إلى أكثر من 13 ألف دولار، حيث تحمل الطائرة 6 قنابل، والقنبلة الواحدة تكلفتها ألفان دولار، وتكون تكلفة ذخيرة ال6 طائرات 72 ألف دولار بما يعادل1.269.000 مليون جنيه مصري. وكلف وقود الطائرة الواحدة ذهابًا وإيابًا 56،285 ألف دولار أمريكي أي ما يعادل 1.013.13 مليون جنيه مصري، حيث استغرقت الطائرة ذهابًا وأيابًا ساعتين ونصف وتبلغ تكلفة الوقود في ساعة الطيران 22.514 ألف دولار أمريكي.

وتابع سليمان، أن تكلفة الوقود في رحلة الطائرات الـ"6" المستخدمة في الضربة العسكرية التي شنتها القوات الجوية إلى 337.71 ألف دولار بما يعادل 6.078.78ملايين جنيه، مشيرا إلى أن الضربات الجوية لمصر لاتزال قائمة وربما تتزايد الاحصائيات في القريب العاجل.

من جانبه يقول الدكتور أشرف السيد، الخبير الاقتصادي، إن تكلفة الحرب على الإرهاب تكون وفقا لمزانية الجيش المصري، إلا أنها بالتأكيد تؤتي بثمارها على الاقتصاد المصري، مشيرا إلى أن رغم صعوبة القرار وتزايد التكاليف، إلا أن مصر لا تمتلك خيارا آخر في ردع الجماعات الإرهابية، متوقعا أن تبلغ التكاليف أكثر من 10 ملايين جنيها، كما أن تكاليف التعوضيات التي تخصصها الدولة لأسر الشهداء هي الأخرى تضاف إلى أعباء مواجهة الإرهاب من الناحية الاقتصادية.

كانت قررت الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، صرف 100 ألف جنيه لأسرة كل شهيد فى حادث المنيا الإرهابى، وصرف 40 ألف جنيه لكل مصاب يقضى أكثر من 72 ساعة فى المستشفى، وكذلك معاش استثنائى 1500 جنيه شهريًا، يضاف للمعاش التأمينى، إن وجد، وعلاج كل المصابين فى معهد ناصر، كما سيتم عمل ملف اجتماعى لكل أسرة.

كان قد أعلن الجيش في بيان له، أن القوات الجوية دمرت المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة في ليبيا، ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصادر رفيعة قولها: "القوات الجوية المصرية دمرت بشكل كامل المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة بليبيا".

ومن جهة أخرى، أعلن الجيش الوطني الليبي أن طائراته شاركت في الغارات الجوية التي شنتها القوات الجوية المصرية في درنة.

وقال المكتب الإعلامي للقوات الجوية لشرق ليبيا في بيان، إن الغارات استهدفت قوات مرتبطة بالقاعدة في عدد من المواقع، وستعقبها عملية برية.

وقال أحد المقيمين في درنة لـ"رويترز"، إنه سمع دوي 4 انفجارات قوية، وإن الهجمات استهدفت معسكرات تقع حول درنة يستخدمها مسلحون ينتمون لجماعة مجلس شوري المجاهدين، المرتبطة بالقاعدة.

يذكر أن درنة إحدى المدن التي تحاول قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، انتزاع السيطرة عليها من متشددين ومعارضين آخرين، وتحاصر القوات المدينة وتشن عليها غارات جوية بين الحين والآخر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أسعار الدولار اليوم الإثنين 25 نوفمبر 2024.. اعرف بكام؟