اعلان

الاختناق يهدد مواطني وأطفال كفرالشيخ بسبب مكامير الفحم العشوائية( صور)

يعيش أهالي قرية "الفقهاء القبلية" التابعة لمدينة سيدي سالم بمحافظة كفرالشيخ، مأساة حقيقية بسبب مكامير الفحم العشوائية داخل القرية، والتي تعرض حياة المواطنين القاطنين بتلك القرية إلي الخطر، كما تتسبب هذه المكامير العشوائية لتعرض مواطني القرية إلي الكثير من عمليات قتل واختناق شبه يوميا بفضل مكامير الفحم التي باتت مصدرا يقلق منامهم ويهدد حياتهم هم وأبناءهم ونساءهم.

لم يقتصر الأمر علي هذا فقط، بل إن تقصير المسئولين القائمين على إزالة هذه المكامير المخالفة، على مدار السنوات الماضية والسماح لأصحابها بالتمادي دون رقيب، طال حتى الأطفال وأصابهم بالأمراض الخطيرة، بالإضافة إلى إتلاف العديد من المحاصيل الزراعية، الأمر الذي جعل أهالي القرية مهددين إما بالموت بسبب الأدخنة المستمرة والناتجة عن هذه المكامير، أو بلطجة أصحابها عليهم وتهديدهم لهم إذا قاموا بتحرير الشكاوي ضدهم.

" أهل مصر" رصدت حجم المأساة التي يعشوها سكان قرية الفقهاء القبلية وتعرضهم للاختناق حتي الموت يوميا، حيث انتقلت إلى القرية وتعايشت مع مواطنيها واستمعت إلي شكواهم وجاءت كالآتي.

في البداية يقول فيصل سمير، أحد أهالي القرية، إن مكامير الفحم العشوائية بالقرية، تفسد عليهم حياتهم بشكل كامل وتسبب لهم الأمراض الخطيرة، بالإضافة إلى إتلاف المحاصيل الزراعية، كما أنها تتسبب أيضا في نفوق الثروة الحيوانية التي يقومون بتربيتها، الأمر الذي جعلهم يواجهون خسائر فادحة علي حد قوله.

ويضيف أحمد فتحي، إننا نعانى داخل بيوتنا بسبب مكامير الفحم العشوائية بالقرية، ولم نعد نتحمل الاختناق الدائم لنا ولأطفالنا الصغار بسبب الأدخنة الناتجة عن هذه المكامير على مدار الساعة، حيث نقوم بإغلاق الأبواب والشرفات وجميع النوافذ ومع ذلك تدخل إلينا الأدخنة الكثيفة إلى غرف النوم، مضيفا أنهم ذهبوا إلى محافظ كفرالشيخ السابق لعرض الأزمة، لكن الحرس منعهم من الدخول.

ويستنكر فتحي، تقاعس المسئولين بمدينة سيدي سالم وعدم تحركهم لإنهاء هذه الأزمة، بالرغم من الشكاوى العديدة التي تقدموا بها بداية من مجلس الوزراء، مرورا بهيئة البيئة بطنطا وكفرالشيخ، ونهاية بالمحافظ ورئيس المدينة، بالإضافة، فضلا عن تحرير العديد من المحاضر داخل نقطة الشرطة، بالإضافة إلي الشكاوي داخل مكاتب الصحة والبيئة ومجلس المدينة وغيرها " دون تحريك أي ساكن ".

ويقول محمد أمين، أننا في قرية " الفقهاء القبلية " محاصرين بمقامير الفحم العشوائية التي تبلغ أكثر من 50 مقمورة مخالفة يتم إشعالها علي مدار 24 ساعة ليلا ونهار، وتسبب لنا الاختناق وتصيب أطفالنا بأمراض خطيرة لا نستطيع معالجتهم منها.

ويؤكد المهندس عبد الرافع جاد، وكيل وزارة الزراعة بكفرالشيخ، أن مكامير الفحم والأدخنة التي تخرج منها تؤثر بالسلب على النباتات الزراعية وتسبب أضرارًا كثيرة منها، قتل المخصبات والتلقيح في الحبوب داخل الثمار، علاوة على أن هذا الدخان له تأثير قوى على المجمع الخضري والأوراق الموجودة في النباتات بسبب ترسب الدخان عليها، وهذا يمنع النباتات من التنفس ويصيبها بالتقزم فينتج عن ذلك إتلاف المحاصيل الزراعية بشكل ملحوظ، وقلة إنتاج الفدان بمختلف أنواعه وخصوصا محصولي " الأرز ـ والقمح "

من جانبه قال الدكتور أحمد حمدي، مدير مستشفى الصدر بمحافظة كفرالشيخ، أن مكامير الفحم بصفة خاصة والدخان الناتج عنها بصفة عامة له أضرار كثيرة على المواطنين، حيث يسبب العديد من الأمراض المزمنة التي تفضي أحيانا إلى الموت، وعلى رأسها الإصابة بمرض السدة الرئوية، وحساسية الصدر، وأزمات الربو، بالإضافة إلى أن هذا الدخان سبب رئيسي في الإصابة بسرطان الرئة.

ويضيف مدير مستشفى الصدر بمحافظة كفرالشيخ، إلى أن هناك أمراضًا أخرى قاتلة للإنسان بشكل مباشر ناتجة أيضا عن هذه المكامير، أخطرها زيادة تجلط الصفايح الدموية، كما تزيد أيضا من خطر الإصابة بجلطات القلب والرئة، علاوة على الإصابة بالالتهاب الرئوي الناتج عن تلوث الجو على مدار الساعة.

ويوضح محمد حلمى، رئيس قسم شئون البيئة بمدينة سيدي سالم: إن مكامير الفحم بقرية الفقهاء القبلية جميعها غير مرخصة وغير مطابقة للمواصفات، علاوة على أن المحافظة تسعى بكل طاقتها لتقنين أوضاعهم ونقلها في مكان آمن خارج الكتلة السكنية حفاظا على حياة المواطنين من سكان هذه القرية، فضلا عن تدشين مؤتمرات وعقد اجتماعات بأصحاب هذه المكامير لبحث آليات التقنين لكنهم لم يستجيبوا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً