سوريا وفلسطين والعراق.. كيف يقضي مسلمو الدول المشتعلة شهر رمضان؟

كتب : أحمد سعد

بينما يعيش المسلمون حول العالم حالة من الفرح والبهجة، والاستمتاع بنفحات شهر رمضان الكريم، يستقبله الآلاف في مناطق آخرى مشتعلة بالحروب في المنطقة العربية وخارجها بكثير من الأسي والمعاناة المريرة والأزمات القاتلة.

أزمات ومعاناة المسلمين في رمضان متكررة، وذل على خلفية الحروب والنزاعات المستمرة وانتشار الإرهاب والتطرف والاحتلال، فيما لا يزال المجتمع الدولي صامتًا عن كافة هذه الانتهاكات التي تمارس في حق الإنسان، معولًا على مفاوضات هشة واجتماعات شكلية لم تسفر عن أي جديد.

وترصد "أهل مصر" مظاهر احتفاء المسلمين في المناطق المشتعلة برمضان، ومنها..

_ رمضان في سوريا

الأزمة السورية المستمرة لعامها السابع تعتبر إحدى أكبر المآسي التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على المسلمين، ففي الوقت الذي ترقبت فيه كافة دول العالم حلول شهر رمضان الكريم لتعم الفرحة على الجميع، تزداد معاناة الشعب السوري من مرارة وأوجاع جراء الحرب التي تشهدها البلاد، وسط ظروف معيشية هي الأسوأ في تاريخ البلاد، من شح في المواد الغذائية للمناطق المسيطرة عليها التنظيمات الإرهابية.

ويعاني آلاف المواطنين السوريين بحسب الأمم المتحدة من قلة المواد العذائية، حيث أشار تقرير منظمة الفاو لعام 2016 إلى أن ما يقارب 9.4 مليون شخص في مختلف أنحاء سوريا يحتاجون إلى المساعدات، خاصة المحافظات التي تضم أكبر زيادة في عدد المحتاجين، وهي القنيطرة ودرعا ودمشق وإدلب وحلب.

وتواجه سوريا أزمة كبيرة في الأمن، بعد انتشار السلاح، وتوسع دائرة العنف والقتال بين الجماعات المسلحة، كما تواجه سوريا تحديًا خطيرًا في القطاع الزارعي؛ مما أدى لانحفاض إنتاج الغذاء إلى مستوى قياسي، الأمر الذي أسفر عن نزوح السكان من سوريا بسبب الجوع، وجاء في تقرير منظمة الفاو والذي عرض قبل 6 أشهر أن هناك انعدامًا في الأمن في أنحاء البلاد، وأن الظروف المناخية غير مواتية في بعض المناطق، الأمر الذي يشير بوضوح إلى صعوبة الوضع في سوريا، وهو ما يؤثر على الحياة الإنسانية.

◄ اقرأ ايضًا: الجيش السوري يسيطر على مدينة الرقة _ فلسطين

لم تقل معاناة الشعب الفلسطيني في رمضان، فعلى الرغم من هدوء

الوضع قليلًا عن الأحداث المشتعلة في سوريا، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس ضده

أبشع الانتهاكات، حيث يستقبل الشعب الفلسطيني الشهر الكريم وسط معاناة في البحث عن

العمل لسد تعب الحياة المعيشية، نتيجة الحصار الذي تشهده الأراضي الفلسطينية من

قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، في الوقت نفسه اعتادت سلطات الاحتلال

التضيق على المسلمين مع اقتراب شهر رمضان، وذلك من خلال سن قوانين جديدة تقلل من

ممارسة شعائرهم الدينية.

◄ اقرأ ايضًا: مركز حقوقي اسرائيلي يطالب بانهاء احتلال فلسطين 

وتستقبل غزة هذا الشهر الكريم بحصار صهيوني مستمر منذ ما يقارب

11 عامًا، في ظل أوضاع مأساوية، حيث تمر الأسواق الغزاوية بحالة من الشلل نتيجة

قلة الرواد، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة نسبة الفقر وعزوف الكثير عن الشراء

واكتفائهم بشراء الاحتياجات الأساسية لهذا الشهر الفضيل، فضلًا عن اتباع الكيان

الصهيوني سياسة الحصار الشديدة والخانقة من جميع الاتجاهات، وعدم السماح بدخول بعض

المنتجات للقطاع، حيث يتحكم في كافة المواد الداخلة والخارجة.

◄ اقرأ ايضًافلسطين تدعو "الأمم المتحدة" لمواجهة

الممارسات الصهيونية غير المشروعة 

وفي باقى أنحاء فلسطين المحتلة لم يبتعد المشهد كثيرًا عن هذه

المأساة، حيث يعاني الشعب الفلسطيني الكثير من أشكال الظلم بسبب منعهم عن ممارسة

شعائرهم الدينية، حيث يفرض الاحتلال قيودًا كبيرة على دخول الفلسطينيين لمدينة

القدس والمسجد الأقصى، كما يعتدي على أي مسيرات أو مظاهرات معارضة لسياساته.

◄ اقرأ ايضًا: أسرى فلسطين لـ"ترامب": إحنا شعب

يحب السلام ولا يريد الموت 

وتشهد فلسطين في رمضان كل عام ارتفاعًا في وتيرة حملات

الاعتقال، ورغم النداءات المتكررة التي صدرت عن مؤسسات إنسانية وحقوقية لوقف

انتهاكات الاحتلال خلال شهر رمضان المبارك، إلا أن الاحتلال لا يزال يواصل

إجراءاته التعسفية وانتهاكاته._ بورما

المسلمون في بورما هم أقلية أمام الأغلبية البوذية، تعتبرهم

الأمم المتحدة أكثر الأقليات اضطهادًا في العالم، ومع حلول شهر رمضان تزداد

معاناتهم، بسبب تعرضهم لأبشع أعمال القتل من قبل البوذيين المتطرفين، فضلًا عن

عمليات التهجير التي يتعرضون لها.

◄شاهد ايضًارمضان في بورما.. الأسواق وأماكن العمل خالية

والمساجد عامرة بالمصلين 

ونتيجة للظروف المعيشية القاسية والمعاملة التمييزيّة من جانب

الحكومة، يعيش المسلمون في بورما أوضاعًا صعبة للغاية؛ ما جعلهم يفضلون الهجرة إلى

مناطق أخرى، فبحسب الأمم المتحدة فإن نحو 300 ألف من مسلمي الروهينجا هاجروا إلى

بنجلاديش وحوالي 24 ألفًا فروا أيضًا إلى ماليزيا بحثًا عن حياة أفضل._ العراق

في بلاد الرافدين يعيش المسلمون حياة صعبة منذ ما يقارب القرنين

جراء الحروب، بدءًا من حرب الخليج في تسعينيات القرن الماضي، مرورًا بالغزو

الأمريكي في بداية الألفية، وصولًا إلى سيطرة داعش على مدينة الموصل ثاني أكبر

المدن العراقية.

◄ اقرأ ايضًا: رويات مبكية عما يفعله داعش في العراق 

وتوسعت التهديدات والمخاطر الأمنية في العراق جراء انتشار

السلاح وعمليات العنف والتفجيرات في الآونة الأخيرة، وهو ما أدى إلى منع المسلمين

في العراق من القيام بشعائرهم المعتادة في الشهر الكريم، حيث تستهدف العمليات

الإرهابية المزارات الدينية بشكل دوري.

بالإضافة إلى ذلك فإن الوضع الاقتصادي المترهل للعراق نتيجة

انخفاض أسعار البترول والمشاكل السياسية المتفاقمة أدت إلى شح المواد الغذائية في

الأسواق العراقية وارتفاع أسعارها.

◄ اقرأ ايضًا: صحيفة أمريكية

تكشف مراحل تطور داعش ساعدهم الإخوان على دخول مصر

وفي الموصل، المنطقة التي ما زال تنظيم داعش يسيطر على جزء صغير

منها، يعيش العراقيون المسلمون معاناة ومأساة صعبة للغاية، فبالرغم من استبشار

الموصليين خيرًا بعد إلقاء الطائرات العراقية قبل أيام منشورات فوق المناطق

القابعة تحت سيطرة داعش، تطمئن فيها المدنيين بأن المعركة شارفت على النهاية، إلا

أن رمضان هذا العام لم يحمل معه السلام المنتظر لهؤلاء الذين وعدوا أنفسهم

بـ”رمضان بطعم النصر”، وهم الذين عاشوا رمضانات قاسية، وظلوا أسرى بطش التنظيم

خلال الأعوام الـ3 الماضية، وخلال فترة سيطرة التنظيم المتطرف على الموصل، حظر داعش كل

مظاهر الاحتفال باستقبال رمضان المبارك كتزيين المنازل وتبادل الطعام والحلوى

وتنظيم تجمعات مسائية تتخللها عادةً ممارسة تقاليد رمضانية شعبية، فيما يلتزم

السكان الصمت خوفًا من الملاحقات والعقوبات التي تكون قاسية جدًّا وأمام سكان

البلدة ليكونوا عبرة لغيرهم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً