وصلت حدة التوتر بين قطر وجيرانها السعودية والإمارات والبحرين فضلا عن مصر إلى مستويات غير مسبوقة، إذ تدهورت علاقات هذه البلدان بقطر لتصلح قطع العلاقات الدبلوماسية معها.
وفي خطوة تهدف إلى الضغط على الدوحة، أغلقت دول لخليج المجاورة حدودها معها، كما أغلقت مصر مجالها الجو وموانئها أمام جميع وسائل النقل القطرية.
قطر تتخلى رسميًا عن الإخوان: "ليس لنا علاقة بهم ولو كنا مخطئين سنتغير"
وقطعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والحكومة الليبية الشرقية علاقاتها مع الدوحة.
وأصدرت الخارجية القطرية أول رد لها على قرار سحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية، فأعربت عن استغرابها وأسفها للقرار، معتبرة أن الإجراءات المتخذة بحقها غير مبررة، وتهدف إلى الوصاية على الدولة.
وكان من بين أسباب قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، هو إيواءها أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، واستخدامهم منابرها للتحريض على القتل والعنف داخل أراضي الدول العربية، وعلى رأسهم مصر.
الأردن تدخل على خط النار مع قطر وتغلق مكتب الجزيرة
وفي استجابة للضغوط المفروضة عليها، ولمحاولة الفكاك من حالة الحصار التي تعيشها قطر بسبب دعمها للإرهاب، قال وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثانى: إن بلاده ليس لديها علاقات مع جماعة الإخوان المدرجة ضمن المنظمات الإرهابية داخل مصر وعدد من الدول العربية.
وتابع الوزير القطرى: "ليس لدينا علاقات مع الإخوان.. وإذا كنا مخطئين سنتغير ولكننا لسنا مخطئين"، جاء ذلك خلال لقاء له عبر قناة "cnn".
وترصد "أهل مصر" مصير أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الهاربين في قطر بعد مقاطعة بعض الدول العربية لها.
يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية إن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين بعض الدول العربية وقطر، سيؤثر بشكل سلبي عليها في كافة الأصعدة، مشيرا إلى أن مصير الإخوان بها سيتوقف على قرار قطر في إدارة شؤونها وتعديل مساراتها والسياسة التي يتبعها الأمير القطري "تميم بن حمد"، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تغير قطر من تلك السياسة، وتطرد نسبة كبيرة من جماعة الإخوان على أراضيها.
وتابع فهمي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن إيواء عدد كبير من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على الأراضي القطرية، كان من بين الأسباب التي دعت مصر وغيرها من الدول العربية لقطع العلاقات الدبلوماسية معها، مشيرا إلى أن تزايد العمليات الإرهابية في كافة دول العالم، بالتزامن مع التحريض المستمر من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على مصر وغيرها من الدول، عبر القنوات التابعة لدولة قطر، أصبح أمرا لا يمكن السكوت عنه، مؤكدا أن قرار المقاطعة جاء في التوقيت المناسب.
من جانبه يرى الدكتور رفعت سيد أحمد، أستاذ العلوم السياسية، ورئيس مركز يافا للدراسات، أنه مع بقاء الأمير القطري تميم بن حمد على رأس الحكم القطري، سيبقى الوضع كما هو عليه، ولن يؤثر بشكل كبير على أعضاء جماعة الإخوان داخل أراضيها، مشيرا إلى أن الكثير من أعضاء جماعة الإخوان عليها أحكام صادرة بحقها، وفي حالة تواجدها داخل مصر سيعرضها للحبس.
وتابع سيد أحمد في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، قرار تأخر كثيرا، مشيرا إلى أن دعم الإرهاب عبر القنوات التابعة لها، والتحريض الذي لا يفارق ألسنة أعضاء جماعة الإخوان من منابرها، كان كفيل لقطع العلاقات منذ سنوات، مشيرا إلى أنه مع تزايد الحصار العربي لقطر، واتخاذ عدة دول أخرى لقرار المقاطعة، ربما يدفع الدوحة لإعادة النظر في ملفات عدة، على رأسها إيواء مجرمين وإرهابيين بحكم القضاء.