أكد الدكتور مجدى بدران إستشارى الأطفال، وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، إنه مع ارتفاع درجة الحرارة، وزيادة التعرق فى صيف رمضان، ربما تزداد حالات الإصابة بالجفاف، مشيرا إلى أن الشعور بالتعب من أكثر أعراضه شيوعا خاصة فى منتصف النهار، وأن العطش أول عرض للجفاف، وأن فقدان الوعى من علاماته الخطرة.
وقال فى تصريح خاص اليوم - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن الجفاف يجعل الفرد أكثر حساسية للألم، ويؤثر بالسلب على مناعة الجسم ويقللها، ويجفف مجرى الهواء داخل الجسم والأهداب التنفسية والأغشية المخاطية فى الجهاز التنفسى، مما يؤدى إلى تفاقم الحساسية الصدرية والازمات الربوية، وبالتالى السعال وضيق النفس، منوها إلى ما أكدته الدراسات الحديثة من أن الذين يعانون من الجفاف هم أكثر عرضة للإحساس بالضيق والتعب، بالإضافة إلى ما هو معروف سلفا من شكوى الصداع، والتشوش والكسل والخمول والنعاس ومشاكل التنفس، واضطراب معدل دقات القلب٠
وأشار بدران، إلى أن الجفاف يسبب ايضا إرتفاع فى ضغط الدم، حيث يرسل المخ عند فقدان الجسم للسوائل إشارات للغدة النخامية فتفرز هرمونا خاصا يضيق الأوعية الدموية،،مما يؤدى إلى
رفع ضغط الدم، منوها إلى أن الجفاف يسبب إنكماش حجم المخ نفسه بعيدا عن الجمجمة، وهذا يهيج مستقبلات الألم التى تحيط بالمخ مما يسبب الشعوربالصداع، وأن الأوعية الدموية فى المخ تحاول الاتساع لتوفير مزيدا من الدم، الأمر الذى يزيد من الصداع ٠
ولفت، إلى أن الجفاف يزيد من تكوين حصوات الكلى وأن حصوات المرارة تحدث أيضا مع الجفاف، كما يزيد من تآكل المفاصل وتقلصات العضلات، ويؤثر سلبا على الذاكرة، وعلى المزاج فيسبب تقلبه وعدم اعتداله، وصعوبة التركيز وقلته، وانخفاض المهارات المعرفية والحركية وزيادة وقت رد الفعل، ويصبح الفرد أكثر حساسية للألم٠
وتابع: أن الجفاف يحدث نتيجة فقدان الجسم للماء وعدم قدرته على تعويضه، خاصة وأنه عند فقده يصحبه البوتاسيوم والصوديوم، وهما من الأملاح المعدنية الهامة لوظائف أعضاء الجسم، مما يؤثر بالسلب على أدائها وبصفة خاصة على الكليتين والمخ والقلب، حيث يسبب فقدانهما فى حالات الجفاف اختلال التوازن الخلوى وإضطراب التواصل بين المخ والأعصاب والعضلات، وحدوث تشنجات لاإرادية أو تقلصات أو فقدان للوعى٠
وأوضح أن المعدل الطبيعى اليومى للتعرق هو 10 ملليمتر لكل كيلو جرام من وزن جسم الإنسان، ومع الحر الشديد يتضاعف هذا المعدل بنسبة 250 فى المائة تقريبا فى الساعة الواحدة، محددا أن أعراض الاصابة بالجفاف فى ثمانية عرض ظاهرى، هى العطش الشديد والإعياء، وجفاف الفم والشفتين، وجفاف الجلد وانخفاض مرونته، والميل للقئ والقئ، وقلة كمية البول وعدد مرات التبول وزيادة تركيز البول ودكانة لونه، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وغور العينين خاصة فى الأطفال، ورفض الشرب والعزوف عنه٠
وذكر زميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن الأطفال الصغار عامة والذين يبدأون أولى خطواتهم فى طريق الصيام خاصة، هم الأكثر عرضة للجفاف لكبر محتوى الماء فى أجسامهم، وعدم كفاءة مركز العطش، وفقدان السوائل من الجسم، بالإضافة إلى حدوثه مع إضطرابات عديدة تصاحب التسمم الغذائى، والإجهاد الحرارى، والحمى، والحروق، وأن الحل يكمن فى تناول الماء والسوائل فى حالة الجفاف البسيط، أو الحقن بالمحاليل الوريدية فى المستشفيات فى حالة الجفاف الشديد.
وأوضح الدكتور مجدى بدران، أن الوقاية من الجفاف وتقليل احتمالات الإصابة به تكمن بصفة عامة فى خفض الحرارة والتهوية الجيدة، وإرتداء الملابس القطنية الواسعة والإستحمام مرة أو أكثر يوميا، وعدم استخدام سيارة تعرضت لأشعة الشمس فترة طويلة قبل الركوب٠