أكد علماء دين وشخصيات إسلامية ومسيحية، دعمها لقرار مصر والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة إدراج 59 شخصية و12 كيانا على قوائم الجماعات والكيانات الإرهابية المحظورة لصلتها بقطر، مشددين على رفض الأديان السماوية والقوانين والأعراف الدولية لكل أشكال الإرهاب، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق والإضرار بممتلكات الوطن والمواطنين معلنين رفضهم لأعمال العنف التى تقوم بها الجماعات الإرهابية.
وطالبوا - في تصريحات صحفية - بتطبيق القانون على كل الشخصيات والكيانات الداعمة للإرهاب حفاظا على أمن واستقرار المجتمعات، معلنين تأييدهم للجهود التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لدحر الإرهاب وتضييق الخناق على الإرهابيين والتصدى للفكر المتطرف، ولما يقوم به الأزهر الشريف والكنيسة المصرية لنشر صحيح الدين الذي يدعو إلى نبذ العنف والإرهاب وتعزيز قيم التسامح.
وقال الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بقطع العلاقات مع قطر وإدراج 59 شخصية و12 كيانا على قوائم الجماعات والكيانات الإرهابية المحظورة لصلتها بقطر خطوة مهمة ومناسبة للغاية.
وأضاف القس زكي - لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة - أن أي قوة داعمة للإرهاب مسؤولة عن الأحداث الإرهابية التي تقع في مصر ودماء الشهداء والمصابين في رقبة كل من ساند الإرهاب ووقف خلفه.
وأوضح أن مصر عليها أن تحمي أمنها القومي والوطني بكل الوسائل الممكنة، مشيرا إلى أن هذا قرار سليم من حيث المضمون والتوقيت.
ولفت إلى أن وجود إجماع عربي وخليجي ووجود إشارات دولية عديدة حول تورط قطر في دعم الإرهاب، يؤكد ضرورة أن تقوم الدوحة بمراجعة موقفها.
وقال " قطر عليها أن تكون جادة في مراجعة موقفها ولا يعنينا من يبقى في حكم قطر أو من يرحل، ولكن على الدوحة أن تقدم ضمانات حقيقية لوقف دعم الإرهاب بكل صوره، وهذا الأمر يتطلب بطبيعة الحال مراقبة دولية للتأكد من تنفيذه".
من جانبه، أكد الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر رفض الإسلام التام لكل أشكال الإرهاب وقتل النفس إلا بالحق، مشددا على أن الأعمال التي يقوم بها شخصيات محسوبة على الإسلام وتدعم القتل والأعمال الإجرامية محسوبة على هؤلاء الاشخاص ويسأل عنها اتباعها والداعون لها أما الإسلام فبرئ من تلك الأعمال الإرهابية.
وأضاف الدكتور العوارى - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أنه يجب تطبيق القانون على تلك الشخصيات الداعمة للارهاب والتطرف وعلى كل من يدعو إلى زلزلة الأوطان والنيل من أمنها واستقرارها ويسعى لنشر الاضطراب.
وأشار إلى أن قانون العقوبات في مصر يعاقب تلك الشخصيات الراعية للارهاب والتى ابتعدت عن تعاليم الدين الاسلامى الحنيف التى تدعو للسلم ونبذ العنف ونشر التسامح وقيم الرحمة والتعاون والتعايش وتدعو للحفاظ على الأرواح والممتلكات والأنفس.
وأوضح عميد أصول الدين أن الإسلام دين الأصل فيه السلام والقاعدة الكلية تقوم على قول الله تعالى "يايها الذين امنوا ادخلوا فى السلم كافة" وأن الحرب استثناء فى الاسلام وكره للمسلين وتكون لرد الاعتداء على النفس والوطن والمال.
وبين أن تلك الشخصيات التي ورد اسمها فى قائمة الداعمين للارهاب معروفون للدولة سياسيا ويجب تسليمهم للدولة لتتولى محاسبتهم وفق القانون على ما ارتكبوه ضد وطنهم.
بدوره، قال القمص سرجيوس وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تدعم جهود الدولة في مواجهة الإرهاب على كل المستويات.
وأضاف سرجيوس لوكالة أنباء الشرق الأوسط "لا فرق بين الكنيسة والمسجد في مواجهة الإرهاب، كلنا نقف خلف الدولة ونؤيد جهودها وما تراه من أجل القضاء على الإرهاب".
وأشار الأب الدكتور هاني بخوم وكيل بطريركية الأقباط الكاثوليك بمصر إلى دعم جهود الدولة لمواجهة الإرهاب، مبينا أن العلاقات السياسية بين الدول أمر يخص الحكومة".
وأضاف بخوم أنه " فور إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي تشكيل المجلس القومي لمواجهة الإرهاب، أعلنت الكنيسة الكاثوليكية بمصر تأييدها لهذا القرار وباركنا جهود الرئيس السيسي لمواجهة الإرهاب".
من جانبه، أكد الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية ونائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق والخبير الدولي رفض القوانين والتشريعات الدولية لكل أشكال الإرهاب والعنف وقتل النفس وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وأن القانون الدولى يجرم تلك الاعمال ويضع أغلظ العقوبات على مرتكبيها.
وأشاد عبد السلام - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - بالتعاون بين مصر والسعودية والامارات العربية المتحدة والبحرين لدحر الإرهاب وكشف الجماعات والكيانات والأشخاص الداعمة للإرهاب ونشر الفكر المتطرف.
ونوه عبد السلام بأن الدين الإسلامي ينبذ أشكال العنف والقتل والتدمير ويحافظ على الأرواح والممتلكات والأعراض والأنفس والأموال ويحرم القتل بغير وجه حق محذرا من محاولات الكيانات الإرهابية تجنيد الشباب والايحاء إليهم بشرعية أعمال العنف التي يدعون لها وقتل الانفس بدعوى الجهاد ومواجهة الباطل.
وشدد الدكتور أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على دور العلماء ورجال الدين والفكر والمثقفين فى المجتمعات الاسلامية والعربية لتوضيح قيم الاديان السامية التى تدعو للتسامح والرحمة ونبذ العنف وغرس القيم النبيلة فى نفوس الأطفال والنشء لتحصينهم من محاولات الكيانات الارهابية تشويش أفكارهم.
وأشار إلى أن الأديان السماوية تدعو للرحمة وحماية النفس وليس ازهاقها وإلى إعمار الارض وليس الافساد فيها وكل ذلك مخالف للسموم التى تسعى الجماعات المتطرفة بثها فى المجتمع.
كما اشار الدكتور عبد الله النجار الاستاذ بجامعة الازهر عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إلى رفض الإسلام التام للقتل والعنف والإرهاب والتدمير والتخريب وحرصه على إعمار الأرض ونشر التسامح والعيش المشترك واصفا ما تقوم به الجماعات المتطرفة بالعبث والضياع والهوان.
وأوضح أن تعاليم الأنبياء والرسل جاءت بقيم الرحمة والتسامح والحب والتعاون ولم تدعو مطلقا لإرهاب أو قتل وأن جماعات الإرهاب الأسود فهمت على هواها، لتحقيق مآرب سياسية وحزبية ودنيوية للكيانات التى تمثلها واستغلت الدين للايقاع بالبسطاء مما يتطلب دورا أكبر لرجال الدين الإسلامي والمسيحي للتعاون لنشر قيم الرحمة والتسامح ونبذ الإرهاب.
وأشار الدكتور محمد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية إلى أن نشر قيم الإسلام الصحيحة تساهم في دحر فكر المتطرفين وتحمي الشباب من الوقوع فى براثن أفكارهم.