لم يختلف التعامل الأمريكي مع الأزمة الحالية في قطر كثيرا عن الماضي، رغم اختلاف نظرة الرؤساء، فاستمر التناقض الأمريكي من خلال تصريحات مسؤولي البيت الأبيض في التعامل مع أزمات الدول العربية.
وكانت ثورة الـ"30" من يونيو أبرز الأحداث الشاهدة على التناقض الأمريكي، حيث انقسمت الإدارة الأمريكية في تقديرها للموقف، من حيث التعاطف مع الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، إلى جانب وقف التمويل الأمريكي والمساعدات العسكرية لمصر، وهو الموقف الذي تبناه الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما"، ودعم الثورة المصرية والمتظاهرين، وموقف القوات المسلحة، فضلا عن تأييد عزل "مرسي" والتنديد بأعمال جماعة الإخوان، وهو الموقف الذي تبناه الكونجرس الأمريكي.
وترصد "أهل مصر" أوجه التناقض الأمريكي تجاه أزمة قطر بعد قطع عددا من الدول العربية علاقتها الدبلوماسية مع الدوحة، ومنها..
_الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"
دعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قطر لوقف تمويل الإرهاب، محاكياً تصريحات المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر التي اتهمت فيها الدوحة بدعم الإرهاب، وقطعت بناءً عليها العلاقات مع قطر.
وقال ترامب، إنه ساعد هذه الدول على اتخاذ قرار قطع العلاقات مع قطر خلال زيارته للسعودية الشهر الماضي.
وأضاف: "قطر لديها تاريخ بتمويل الإرهاب على مستوى عال جداً، وفي أعقاب ذلك المؤتمر (قمة الرياض التي استضافتها السعودية)، اجتمعت الأمم وتحدثت معي حول مواجهة قطر بشأن سلوكياتها. لذلك كان علينا اتخاذ قرار. هل نأخذ الطريق السهل أم نأخذ في النهاية إجراءً صعباً ولكن ضرورياً؟ علينا أن نوقف تمويل الإرهاب".
وتابع ترامب: "قررت، إلى جانب وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وجنرالاتنا العظماء والعسكريين، أنه حان الوقت لمطالبة قطر بإنهاء تمويلهم، عليهم إنهاء ذلك التمويل. وأيديولوجيتها المتطرفة فيما يتعلق بالتمويل".
واستطرد ترامب: "أريد أن أدعو جميع الدول إلى التوقف فوراً عن دعم الإرهاب ووقف تعليم الناس قتل الآخرين ووقف ملء عقولهم بالكراهية والتعصب. أنا لن اسم بلدان أخرى.. نحن لا نحل المشكلة، ولكننا سنحل هذه المشكلة. ليس لدينا خيار.. نطلب من قطر والدول الأخرى في المنطقة أن تفعل المزيد وتفعل ذلك بشكل أسرع".
_وزير الخارجية الأمريكي "ريكس تيلرسون
دعا وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر لتخفيف "الحصار" على قطر، مشدداً على أن واشنطن تحث دول الخليج تجنب تصعيد الأزمة.
وقال تيلرسون في مؤتمر صحفي: "الوضع في الخليج العربي خلال الأيام القليلة الماضية مُقلق للولايات المتحدة والمنطقة والعديد من الأشخاص المتأثرين به مباشرة.. ندعو إلى حوار هادئ ومدروس مع توقعات واضحة ومساءلة من قبل جميع الأطراف لتقوية العلاقات".
وأضاف تيلرسون: "نطالب بعدم التصعيد من قبل الأطراف في المنقطة. ندعو قطر إلى الاستجابة لشواغل جيرانها. قطر لديها تاريخ بدعم مختلف الجماعات التي امتدت على نطاق التعبير السياسي، من الناشط إلى العنف، وأمير قطر حقق تقدماً في الحد من تمويل الإرهاب وطرد عناصر إرهابية من دولته، ولكن عليه فعل المزيد، وبشكل أسرع".
وتابع تيلرسون: "ندعو السعودية والإمارات والبحرين ومصر لتخفيف الحصار على قطر. لهذا الحصار تداعيات إنسانية، نرى نقصاً في المواد الغذائية، يجري فصل الأسر قسراً، وسحب الأطفال من المدارس. نعتقد أن هذه تداعيات غير مقصودة، خاصة خلال شهر رمضان، ولكن يمكن التعامل معها فوراً".
وقال تيلرسون: "الحصار يؤثر سلباً على مصالح أمريكا التجارية في المنقطة، وخلق مشقات على شعب قطر، والأشخاص الذين تعتمد سبل معيشتهم على التجارة مع قطر. والحصار يُعيق إجراءات الولايات المتحدة العسكرية في المنطقة والحملة ضد تنظيم داعش".
وأعلن وزير خارجية أمريكا دعم جهود أمير الكويت للتوسط بين الأطراف في الخليج، معلناً أنه تحدث مع عدد من القادة في المنطقة وأخبر جميعهم أنهم أقوى متحدين، واتضح له بناء على تلك المحادثات أن عناصر الحل موجودة.
كان قد حذر "ماكس فيشر" المحلل السياسي لدى صحيفة "نيويورك تايمز"، من الموقف الذي ينتهجه الرئيس الأمريكي، "دونالد ترامب"، تجاه قطر في سياق الأزمة الخليجية، معتبراً أن يبعث بـ"رسالة مخيفة" للحلفاء.
واعتبر "فيشر"، أن ترامب أظهر من خلال تغريداته تخلياً عن التحالف الأمريكي القطري، وهو أمر غير مسبوق في العلاقات بين البلدين.
وقال عبر موقع "تويتر" إن تغريدات ترامب تعني بوضوح أنه يدعم الحصار على قطر؛ لأن السعودية المنافس الرئيسي لدولة قطر، اقنعته بذلك.
وأضاف موضحاً أن موقف "ترامب" من قطر سيجعل حلفاء الولايات المتحدة لديهم نفس المشكلة، التي يعاني منها المسؤولون في البيت الأبيض، وهي الخوف من أن منافسيهم قد يلقون بهم في طريق ترامب؛ ما يؤدي إلى الإطاحة بهم.
واعتبر أن الأمر الذي يثير القلق بشكل خاص هو القاعدة الأمريكية في قطر، وليس فقط لأنها تعقد الآن استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة.
وأوضح، لقد كان الهدف الأول لقطر من قبول تلك القاعدة على أراضيها هو الحصول على ضمانات أمريكية في مواجهة السعودية، وقد تبين أن خطة التأمين الأمريكية لا قيمة لها.
وتساءل: "كم عدد الحلفاء الذين يسألون أنفسهم الآن: هل خطة التأمين الأمريكية الخاصة بنا لا قيمة لها؟ هل يمكن لحليف آخر دفع ترامب للتخلي عننا بين عشية وضحاها؟".