اعلان

هاني تمام: خصوم الإسلام لم ينالوا منه كما نالت منه الجماعات المتطرفة

أكد الدكتور هاني تمام مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، أن فكرة إخراج هذا الكتاب قد جاءت من خلال الكتابات التي تصدرها الجماعات المتطرفة وتفتري فيها على الدين الإسلامي، وعلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، مشيرًا إلى أنهم يرتكزون على التدليس والكذب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهو الذي يقول: (من كذب علي متعمدا فليتبوا مقعده من النار)، والكذب إما وضع الأحاديث المكذوبة على رسول الله، أو تفسير أقواله تفسيرا يخدم أفكارهم الضالة على خلاف مراده (صلى الله عليه وسلم).

وأوضح تمام خلال كلمته بملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، أن خصوم الإسلام على مرِّ القرون لم يستطيعوا أن يشوهوا الإسلام مثلما صنع هؤلاء في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن المرتكز الذي اعتمد عليه الإرهابيون في استباحة الدماء هو قضية التكفير بالمعاصي للحاكم والرعية، فإذا فعل المسلم معصية يصبح بها كافرا عندهم، ويترتب على ذلك استباحة دمه وعرضه وماله، وهذا على خلاف ما استقر عليه رأي علماء الأمة من أن المعاصي السلوكية تفسق صاحبها ولا نحكم على إنسان بالكفر إلا إذا أنكر معلوما من الدين بالضرورة، مستشهدا بقول الامام الطحاوي: إن الإنسان لا يخرج من الدين الا إذا أنكر ما أدخله فيه، فالمسلم إذا قال قولا أو فعل فعلا يحمل على تسعة وتسعين وجها من الكفر ووجها واحدا من الايمان وجب حمله على الايمان.

وأشار إلي أن الدماء عند هؤلاء رخيصة، فإذا مات أبرياء في مظاهرة أو تفجير تسقط حرمتهم وديتهم، لأنهم ماتوا في عمل جهادي جليل عندهم، ولو أنهم يملكون أدنى قدر من الفقه في دين الله لعَدُّوهم على أقل تقدير من أصحاب دية القتل الخطأ، وتناسوا قول الله تعالى: [ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ].

واستكمل: أن من ضلالهم وفكرهم المنحرف تفسير حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): (أُمرتُ أن أقاتلَ الناسَ حتى يشهَدوا أنْ لا إِله إِلا الله، وأنَّ محمدًا رسولُ الله، ويقيموا الصَّلاةَ، ويُؤتوا الزَّكاةَ، فإِذا فعلوا ذلك عصَموا منِّي دماءَهم وأموالَهم إِلا بحقِّ الإسلامِ، وحسابُهم على الله). وهذا مما يتنافى مع العقل السليم، فلم يبعث رسول الله بالقتل ولا بالإرهاب، وإنما بعث بالرحمة، فهو القائل: (بعثت بالحنيفية السمحة)، ومعني قتال رسول للناس إنما قصر على من اعتدى على المسلمين وقاتلهم أو من حال بين الناس وبين معرفة دين الله الحق، بل إن النبي (صلى الله عليه وسلم) أكد حقوق غير المسلمين فقال: (ألا مَن ظَلم مُعاهِدًا أو انتَقصَهُ أو كلَّفَهُ فوقَ طاقَتِه أو أخَذ منهُ شيئًا بِغيرِ طِيبِ نَفسِ فأنا حَجِيجُهُ يوم القيامةِ).

وأضاف أن من ضلالاتهم استباحة تدمير مركبات الجيش والشرطة وقصدهم في ذلك إسقاط الدولة وإذهاب شوكة المسلمين، ولو سقطت الدولة ما عبد الله (عزو جل)، فالوطن والدولة هما ظرف مكان للدين، فضياع الوطن يعني ضياع الدين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً