اعلان

الكوميديا السورية تعاني من التكرار في رمضان

تمرّ الدراما التلفزيونية السورية بأزمات عديدة لم تعد أسبابها وظروفها خافية على أحد، ومع ذلك ينتظر الجمهور دائماً الجديد الذي ستقدمه له على أمل أن تحقق لهم المتعة والعمق الذي قدمته سابقاً.

وتعتبر الأعمال الكوميدية أحد أهم أركان هذه الأعمال التي قدّمتها الدراما السورية عبر سنوات طويلة، غير أنها وخلال العام الحالي شكل ما تم عرضه من أعمال صدمة للجمهور نتج عنها ردود أفعال قاسية.

الناقد ماهر منصور المختصّ بالشؤون الفنية والدرامية قال إن الكوميديا في الدراما السورية استطاعت عبر عقود أن تتميز وأن تحجز لها مكاناً عند الجمهور لجهة ما تميزت به من اختلاف وجرأة في الطرح.

وأضاف أن الكوميديا السورية كانت السفير الأول لهذه الدراما في التلفزيونات العربية في زمن كان من الصعب أن تخترق القنوات العربية لهجة غير المصرية.

وأكد أن الكوميديا السورية في السنوات الأخيرة، ولاسيما في الموسم الحالي لا تشبه ما كرسته على مدار 5 عقود، ولا تشبه الطريقة التي قدمت نفسها بها سابقا. إذ يسودها، بحسب قوله، الاستسهال والضبابية في فهم الكوميديا، وأصول كتابتها وتجسيدها صفة عامة لجزء من الأعمال، كما هو الحال في “جنان نسوان” و “سنة أولى زواج”.

أزمة عائلية

ويبدو أن مسلسل “أزمة عائلية” وهو من تأليف شادي كيوان وإخراج هشام شربتجي وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي من أفضل الموجود بين مجموعة الأعمال الكوميدية التي عرضتها الشاشات خلال رمضان الحالي.

ويتحدث العمل الذي يشارك في بطولته رشيد عساف، رنا شميس، أمانة والي، حسين عباس وغيرهم عن عائلة متوسطة الحال يعاني أفرادها من ارتدادات الأزمة السورية، ويعيشون يوميات كل مواطن سوري في ظل انعكاسات الحرب على الحياة الاقتصادية والاجتماعية ضمن قالب كوميدي.

ومع ذلك لم يسلم العمل من بعض الانتقادات التي قدمها الجمهور وبعض المهتمين بالشأن الفني، وحول هذا العمل يقول الناقد ماهر منصور: “لعلّ هذا العمل هو الأقرب إلى منطق إحدى مدارس الكوميديا السورية الشهيرة، التي كرّسها المخرج هشام شربتجي إضافة إلى الفنان أيمن زيدان في أعماله ومنها “بطل من هذا الزمان”، و “مرسوم عائلي” إلا أن المسلسل قياساً بما قدمته مدرسته الكوميدية هو الأضعف بينها، ولا سيما على صعيد النص”. مضيفاً أنه رغم بعض مشكلاته يبقى الأفضل كوميدياً لهذا الموسم، والأكثر انتماء إلى تاريخ الكوميديا السورية

بقعة ضوء 13

إعلانات كثيرة سبقت عرض مسلسل “بقعة ضوء 13” وأعلنت عما هو جديد ومختلف في العمل الكوميدي الأكثر شهرة، غير أنه وبعد عرض نصف حلقات العمل، انتقادات كثيرة من قبل الجمهور وبعض الفنانين للمسلسل، الذي باتت موضوعاته مكررة لا تحمل جديداً، إضافة إلى إعادة تدوير بعض الحكايا بطريقة مختلفة لم تكن أفضل من سابقتها.

وعلى الرغم من تغيير المخرجين بين عام وآخر، ومشاركة نخبة من نجوم الدراما السورية في هذا العمل، إلا أنه لم يستطع أن يخلق حالة خاصة ومتابعة استثنائية عند الجمهور.

وتابعنا أكثر من مرة خلال فترة التصوير رغبة الفنان أيمن رضا مغادرة العمل رغم أنه أحد مؤسسيه، وإعلانه أكثر من مرة أنه يعود تحت ضغط جمهوره وزملائه، كذلك تابعنا اعتذارات لبعض الفنانين عن المشاركة بهذا العمل على اعتبار أنه فقد بريقه، ولم يعد يقدم ماهو مختلف كما السابق.

وحول هذا العمل، يؤكد الناقد الفني ماهر منصور أن “بقعة ضوء 13” يتكئ على تاريخ السلسلة دون أن يأتي بجديد على صعيد الشكل والمضمون باستثناء بعض اللوحات التي عُرضت ضمنه، وبدت كمشاريع شخصيّة لأصحابها.

وتغيب عن سباق الدراما الكوميدية في رمضان أعمالا تم إنتاجها مثل مسلسل “سايكو”، وهو من تأليف أمل عرفة بمشاركة زهير قنوع وإخراج كنان صيدناوي، حيث يأمل الجمهور أن يكون حالة مختلفة للكوميديا في الدراما السورية.

وكذلك غاب مسلسل “هواجس عابرة” والذي تم انتاجه أيضا وهو من إخراج مهند قطيش وبطولة نخبة من النجوم لكنه تم تأجيل عرضه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً