الحقيقة الكاملة وراء قطع العلاقات مع قطر.. "شماعة" مصر أغضبت دول الخليج.. و"الدوحة" وافقت على سحب السفراء بشروط منافية لـ"وثيقة الرياض"

كتب : سها صلاح

الأزمة الخليجية والعربية مع قطر لم تكن وليدة اللحظة ولم تحدث إلا بعد أن طفح الكيل، وذلك ما أكد عليه مصدر فرنسي من خلال مقابلة أجرها في مارس 2014 مع مسؤولين خليجين كشف فيها حقيقة سحب سفراء السعودية والامارات والبحرين من قطر، بتفاصيل لم يسلط البعض الضوء عليها إلا بعد الأزمة الأخيرة.

ونقل المصدر الفرنسي في صحيفة دو تشيه فيليه الفرنسية عن المسؤول القصة التي لم يطلع على تفاصيلها أحد، إن قطر إعتقدت أنها تستطيع أن تفعل ما تريد من دون رد فعل منا، قررت أننا دول تقليدية راح نْطَنِّش أو نسامح وأن الملك عبدالله (بن عبدالعزيز) قد يتغاضى.

القطريون حسبوها خطأ أيضاً من ناحية أخرى، فقد قرروا أن المملكة لن تتجرأ على إتخاذ موقف ضد الاسلام السياسي بسبب طبيعتها الدينية”.

كان مسؤول ثانٍ يستمع إلى ما سبق و قال قرار السماح بسواقة المرأة أصبح يحمل أكثر من وزنه الحقيقي، أصبح هذا القرار taboo من المحرمات، الملك أولويته واضحة في ما أنجز، أن يُدخل المرأة السعودية سوق العمل، في مجلس الشورى، وظائف في القيادة السعودية، قانون العنف الأسري، لو أخذ قرار سواقة المرأة كان صعُب عليه إتخاذ القرارات هذه وهي أهم للمرأة السعودية.

قال المسؤول الثاني للمصدر الفرنسي أعود بك إلى أواخر السنة الماضية، فبعد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر قابل وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، وشرح له استياء السعودية والامارات والبحرين من دور الاخوان المسلمين في "الجزيرة" ودور قطر في تمويل NGOs، أي منظمات غير حكومية، في هذه الدول الثلاث.

وأضاف الأمير سعود أراد من الشيخ صباح أن يتوسط، كنا نريد عمل شيء و ليس تصعيد، الشيخ صباح تواصل مع تميم بن حمد وجرى تبادل رسائل ووصلوا إلى فكرة أن يذهب صباح وتميم عند الملك عبدالله لحل المشكلة، فكان الاجتماع الثلاثي في 23/11/2013 في الرياض.

تعهد الشيخ تميم بالفعل بتنفيذ كل ما طلبنا منه، لكن كبير الحاضرين قال له: أنت… مثل أبوك، لن أصدق ما قلت إلا إذا كتب ووقعت عليه وشهد عليه الشيخ صباح وممثلو الدول الخليجية كافة.

وولدت ما يسمى مذكرة أو وثيقة الرياض، كتتبَت بالخط لأنه لم يكن هناك وقت لطباعتها،وقع الشيخ تميم والملك والشيخ صباح، ووزعت على القادة ووقعوا عليها النقاط الأساسية ثلاث: "وقف دعم الاخوان، وقف دعم الحوثيين، وقف إستخدام قطر ملجأ للمعارضات الخليجية".

وأكد اللمصدر الفرنسي أن الوثيقة لم تضم شيئاً عن "الجزيرة" أو مصر أو سورية، لم تكن لها أي علاقة بسياسة خارجية، وإنما تناولت قضايا خليجية داخلية وقضايا أمن خليجي، إذ أصبحت قطر مرتعاً للاجئين من الدول المجاورة.

و لكن لا يجوز أن تسمح للاجئ عندك أن يتحول إلى عدو لحليفك، كل اللاجئين السعودية لم يسمح لهم بممارسة نشاط سياسي ضد دولهم.

و قال أحدهم للمصدر إن نشاط قطر استمر مخالفاً لوثيقة النقاط الثلاث ووقعها الشيخ تميم بن حمد، أمير قطر، وهو أضاف أن الدليل المادي ما قال القرضاوي عن السعودية والإمارات عبر تلفزيون قطر الرسمي، الشيخ محمد بن زايد تكلم بإيجابية عن قطر وعن الشيخ تميم في اجتماع مع سياسيين ومفكرين في مصر، وقال: من ضدها نحن ضده، محاولاً طمأنة القطريين.

و أضاف أن القطريون قالوا أن القرضاوي لا يمثل قطر، كيف هذا؟ الأمير قبّله على رأسه، وهو يحكي عبر تلفزيون رسمي، ومن مسجد قطري.

صار اجتماع في الكويت في 17 من الشهر الماضي بحضور الشيخ صباح والشيخ تميم ووزراء خارجية مجلس التعاون وتعهد الشيخ تميم بأن القرضاوي لن يحكي من تلفزيون قطر مرة أخري، و قال أنه عنفه وأمره ألا يكرر حملاته ومواقفه من دول مجلس التعاون.

في هذا الاجتماع في الكويت صارت المقولة المشهورة بحضور الأمير سعود الفيصل والوزراء، كان الشيخ تميم قال: أنتم تتهمون قطر ولا تقدمون أدلة على اتهاماتكم.

فقيل له: لا نثق بكم في حال إعطاء الأدلة لأنكم ستسعون إلى معرفة من قدمها لنا،في النهاية، اتفق الحاضرون على اجتماع آخر في الرياض.

أضاف المسؤول الخليجي: هنا تدخل مفاجأة أخرى، حاول القطريون في اجتماع الرياض في الرابع من هذا الشهر أن يجعلوا الخلاف على وسائل التواصل الاجتماعي، و تجاوزوا قتلة يستغلون الدين.

اتفقنا على آلية لتنفيذ ما اتفق عليه في الرياض، الكويتيون حاولوا أن يلعبوا يلعبوا دور الوساطة وأن يخففوا من حدة القضية، اقترحوا تشكيل آلية عامة، إذا وقعت مشكلة تتكون لجنة، ترفع تقريراً إلى الرئاسة، وهذه إلى الوزراء، ثم إلى القمة.

يوم الاجتماع سحب السفراء طرحت آلية بديلة تدخل في تفاصيل ما هو المطلوب من الجميع، وليس من قطر وحدها، قطر وافقت على الورقة البديلة ثم اشترط وزير خارجيتها خالد العطية شرطين: الأول ألا توقع قطر الورقة، والثاني أن تقدم قطر ورقة من عندها تفسر ما جاء في ورقة التعاون، وكان هذا موقف مرفوض.

هنا انفض الاجتماع من دون اتفاق، واتفقت بعده السعودية والإمارات والبحرين على سحب السفراء.

قال المسؤول هم يريدون تبسيط الموضوع زعموا أننا كلنا مستائين بسبب دعم قطر لإخوان مصر، و الوثيقة لا تتحدث عن مصر إطلاقاً،اسمها غير وارد فيها، و تساءل المصدر كيف قلبوا الموزاين للزج بمصر في هذا الأمر و الزعم بأنها سبب الأزمة الخليجية، ماتكوينة هذه الدولة في الإشارة إلي قطر.

وقال مسؤول للمصدر الفرنسي هو الأعلى رتبة بين الذين تحدث معهم: نحن في السعودية والإمارات والبحرين لن نقبل استمرار التحريض من قطر، التحريض ضرر على قطر قبل غيرها، لا يمكن أن نبقى في مجلس واحد إذا استمر هذا الاتجاه،نريد مجلس تعاون مش مجلس تعارض.

أقرأ أيضاً.. تحذير شديد اللهجة من رئيس امتحانات الثانوية لمصححى الامتحانات (فيديو)

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مجلس النواب يوافق على مشروع قانون لجوء الأجانب نهائيًا