تتضارب الروايات حول أصل تسمية الزلابية، فيرجعها البعض إلى اسم "زرياب الأندلسي" الذي ابتكرها عندما سافر إلى الأندلس ثم المغرب العربي حيث حُرف اسمه من زرياب إلى زلياب.
ومنهم من يقول إن أحد التجارِ أمر طباخه بطهي الحلوى فلم يكن في المطبخِ إلا الزيت والسكر والدقيق، فعجنها ووضعها في المقلاة، وعندما رأى الزلابية غريبة الشكل قال باستهجان: “إنها زلَةٌ بيَ!”، أي أني أخطأت في إعدادها طالبًا بذلك عفو سيده، فأصبحت من هنا: “زلةُ بي”، أو زلابية ..!، و تبقى هذه الروايات الأكثر شيوعًا.
وفي السياق يصف بعض الذين شاركوا في ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي (1954-1962) “زلابية بوفاريك” بالأكلة المجاهدة، لأنها كانت تعتبر من الإكراميات التي تغدق بها أُسر المدينة على الثوار في الجبال وفي السجون، خاصة “سركاجي”، وهو أقدم وأشهر سجن في الجزائر خلال فترتي الاحتلال والاستقلال.
الزلابية من زرياب
ويقول الباحث بتاريخ الحضارة الأندلسية فوزي سعد الله: “يشيع الاعتقاد بأن الزلابية شهدت النور في الربوع الأندلسية وأن اسمها ذاته مشتق من اسم مبتدعها المفترض الفنان متعدد المواهب زِرياب، وهو أبو الحسن علي ابن نافع، مغني بلاط قرطبة الأموية خلال العقود الأولى من القرن التاسع الميلادي.
ويضيف سعد الله: “ويقال إن اسمها هذا، “الزلابية”، ليس سوى تحريفا لـ: “الزِّرْيَابِيَة” نسبة إلى العندليب القرطبي الذي أبدع في المأكولات والمشروبات والحلويات ومختلف الطيبات، وحتى في الأزياء، مثلما فعل في الموسيقى والعزف والغناء".
ويشير صاحب كتاب “الشتات الأندلسي” إلى أن جوهر “الزلابية” لم يتغير كثيرًا منذ أكثر من عشرة قرون، لكن الإبداعات المتتالية شكلًا ومضمونًا ألقت ببعض الضبابية على ما كانت عليه هذه الحلوى خلال فتوتها وشبابها.